strong> نادر فوز
وزّعت المشروع الانتخابي على زملائها، ناقشته، رفضت الانجرار وراء عروض القوى السياسية لدعمها. هكذا خاضت جيرالدين فرج (20 عاماً) انتخابات رئاسة الهيئة الطلابية في كليّة العلوم السياسية في الجامعة اليسوعية مستقلة، وفازت مستقلة. راهن عدد من زملاء جيرالدين في الكليّة ومجمّع «هوفلين»، على عجزها عن قيادة الهيئة، لكونها «لا تتكلّم اللغة العربية»، وهنا تقول جيرالدين: «أفهم العربية وأتكلمها إنما بلهجة مكسّرة، والسبب أنني أمضيت جزءاًَ من حياتي في فرنسا، لكنّني أصر على هويتي اللبنانية».
قد تثير عبارة «مستقل» تحفظّ عدد كبير من الأشخاص، إلا أنّ جيرالدين تحدّد المفهوم بالقول: «مواطن (في حالتها، طالب)، غير منتسب إلى أي حزب، وغير ملتزم أفكار أي تيّار، ويمتلك حساً نقدياً للأمور والأفكار التي يمكن أن تتقاطع مع رؤية التنظيمات، فينشط في مجتمعه». لا ترى جيرالدين أنّ القادة والمسؤولين السياسين قادرون على تمثيلها، مع تراكم عجزهم عن تسيير الأمور الداخلية، كذلك فهي ترفض أن تخيّر بين تجمّعين. تحترم جيرالدين توجّهات كل من الموالاة والمعارضة، إلا أنّها لا توافق بالكامل على طرح أي منهما، وتضيف «لست حياديةً».
وعن مهماتها الأولى، تؤكد أنها ستُعنى بالمسائل الأكاديمية كتنظيم الندوات والنشاطات الثقافية في الكليّة، إضافةً إلى تأسيس منشور دوري للطلاب والتركيز على مسألة التوجيه الدراسي في «العلوم السياسية»، عبر تقديم مجالات العمل التي يستطيع الطلاب اختيارها. وعن قضية رفع الأقساط (من 94$ للوحدة الدراسية إلى 100$)، ترى جيرالدين أنّ ما قام به بعض طلاب المجمّع من اعتصامات وتحركات ساعد على إيصال وجهة نظر الطلاب إلى الإدارة والعكس، وتختصر «علينا العمل مع الإدارة لا ضدها للتوصّل إلى نتيجة».
وما طرحته جيرالدين في برنامجها الانتخابي، فتح اجتماعات الهيئة الطلابية أمام كل الطلاب للمشاركة فيها وتقديم ملاحظاتهم أو اقتراحاتهم من دون حق التصويت. تتحدث جيرالدين، بكل أمل، عن دور الحركة الطلابية، وتشدّد على دور الطلاب في قيادة التغيير. بعيداً عن الدراسة والسياسة، تقوم جيرالدين بنشاطات عدة منها تعليم التصوير واللغة الفرنسية والترجمة، عبر جمعيات أهلية في مناطق مختلفة من بيروت، علّها تتعرّف إلى مكوّنات المجتمع اللبناني، وتضيف مبتسمةً «حين عملت في الضاحية، تكلّمت العربية ولم تكن هناك مشكلة».