دير قانون رأس العين ـ آمال خليل
يختلف تعاطي الهيئات الإدارية والتعليمية في المدارس الرسمية مع الإهمال الرسمي المتعمّد لهذه المدارس، فمنها من يردّ الإهمال بأشدّ منه، ومنها من يُطلق المبادرات الخاصة التي تعوّض غياب دور الوزارات المعنية.
ولأنّ معادلة «ابن الست وابن الجارية» هي السائدة في لبنان بين تلامذة المدارس الرسمية والخاصة، تسعى الهيئة التعليمية في متوسّطة دير قانون رأس العين الرسمية (قضاء صور) إلى قلب هذه المعادلة. ويشرح مدير المدرسة حسين سقلاوي «أنّ رفع المدرسة إلى مستوى المدارس الخاصة يقوم على كاهل الجهود الفردية للإدارة والمعلمين». ويرى أنّ صمام الأمان لنجاح التجربة التربوية في أي مؤسسة هو المدير «المطالب بتوزيع الأشخاص المناسبين في أمكنتهم المناسبة، لا القبول عشوائياً بمعايير التوظيف والتعاقد التي تنتهجها وزارة التربية لملء الشواغر».
من جهته، يشدّد الأستاذ في المدرسة وائل سقلاوي على أهمية منع مظاهر العنف في المدرسة لتحقيق الخطة المتكاملة لتحسين المدرسة، مشيراً إلى «أنّ اعتماد الكلمة الطيبة والتساهل بشكل دائم يفرط السبحة ويؤدي دوراً سلبياً، لذا يجب تغليب الاعتدال».
وتولي المدرسة أهمية كبرى للمستوى الأكاديمي وهو ما يضمن نجاح جميع الطلاب في الشهادات الرسمية سنوياً منذ عام 1993. وتترافق الدروس مع نشاطات لاصفيّة في المدرسة وخارجها، وكان آخرها تشكيل فرقة كشفية مؤلفة من عدد من الطلاب ضمن كشاف التربية الوطنية الذي يهدف إلى تفعيل النشاطات التربوية والفنية والثقافية.
وكانت المدرسة قد نظّمت انتخابات لممثلي صفوف الحلقتين الثانية والثالثة ضمن اللجنة الطلابية، وفق آلية الترشيح المعتمدة في الانتخابات العامة. ويوضح المدير سقلاوي أن عمل الممثلين هو «مشاركة الإدارة في القرار ومراقبة عمل الطلاب، والقيام بدور الواسطة بين الأساتذة والإدارة والطلاب الذين قد يحرجون من طرح مطالبهم ومشاكلهم بطريقة مباشرة»، مؤكداً أن «المعلومات المغلوطة التي قد يقدمها الممثلون يعاقبون عليها حتى إعفائهم من مهماتهم». من ناحية أخرى، وفي إطار مشروع المواطن البيئي الذي تنظّمه جمعية الأرض بالتنسيق مع وزارة التربية في المدارس الرسمية والخاصة، تعمل مدرسة دير قانون رأس العين على تنفيذ أجندتها الخاصة والجدية في تلقّف المشروع. وقد بدأت المدرسة حملاتها للتوعية على استهلاك الطاقة وفرز النفايات والتسبيغ العضوي عبر عرض أفلام فيديو وإلقاء محاضرات للطلاب في مسرح المدرسة وتوزيع سلال مهملات من الكرتون تفصل بين النفايات العضوية وغير العضوية التي تفرغ كل 15 يوماً وتنقلها شاحنة الجمعية إلى المستودع الخاص في مدرسة حسن فران الرسمية في صور.
وفي هذا الإطار، يوضح وائل سقلاوي أن المدرسة تدرّب الطلاب على التسبيغ العضوي الذي يعتمد على جمع الفضلات العضوية وحفظها في ألواح خشبية توضع في التراب وتنتج سماداً عضوياً.
ومن المقرر، أن يحصل الطلاب البيئيون على بطاقة المواطنة في الوطن البيئي المرجو بحسب المشروع، على أنّ يستكملوا نضالهم البيئي بالتعاون مع الإدارة في بيوتهم وقراهم، خلال المرحلة المقبلة.