سوزان هاشم
لم تعد سهام قانصو تحتاج إلى أن تكمّم أنفها أو تستعين بضوء جهازها الخلوي خلال البحث عن كتاب في ما يسمّى مكتبة كلية الآداب والعلوم الإنسانية ـــ الفرع الخامس في صيدا. أسابيع قليلة تفصل الطلاب عن الانتقال من الملجأ إلى الطابق الأرضي في الجامعة، حيث يجري العمل حالياً على بناء قاعة كبيرة تستوعب المكتبة الجديدة، بعد أن يجري تحديثها وتجهيزها بأجهزة الكومبيوتر، ما سينتشلها من الحالة المزرية التي تعانيها. ويحجب موقع المكتبة تحت الأرض عنها النور في ظل انقطاع الكهرباء شبه الدائم، وعدم توافر مولّد كهربائي يمدّها بالطاقة اللازمة، فيضطر موظفو المكتبة إلى «إضاءة الشمعة» في بعض الأحيان، التي لا يتعدى نورها إطار مكتبهم. كما تجتاح الرطوبة المكتبة وتغيب عنها التهوية «بدك تخاطر بحياتك فيها»، تقول سهام واصفة المكتبة بمغارة لا يمكن الدخول إليها إلّا عبر الاستعانة بمصباح يدوي، وكمامات منعاً من الاختناق، وخصوصاً الأشخاص الذين يعانون الحساسية والربو.
من جهة ثانية، تغيب اللافتة التي ترشدك إلى المكتبة، فسلوى ياغي فوجئت بوجود مكتبة، بعدما أحيلت بعض معاملات التسجيل على المكتبة. كما تحاصر الفوضى المكتبة في ظل عدم وجود ترتيب للكتب بحسب النظام المتعارف عليه في المكتبات. وتقول سلوى: «بدنا نهار بكاملو لنفتش على كتاب فيها، هيدا إذا وجدناه»، مشيرة إلى النقص في الكتب والمراجع، ما يكبّد الطلاب عناء البحث عن مراجع من مصادر خارج مكتبة الجامعة، لإنجاز أبحاثهم الجامعية. ولا تنجو محتويات المكتبة من الطوفان الذي قد يحدث في الملعب، بعدما تتسرّب المياه إليها وتعرّض الكتب والمستندات للتلف.
وقد دفع الإهمال الذي يلف المكتبة مدير الكلية الجديد، الدكتور أكرم حمادة، إلى تحديث المكتبة، عبر الإيعاز إلى جمعية دار رعاية اليتيم (مؤجّرة مبنى الجامعة)، مطالباً إياها باستغلال الطابق الأرضي من مبنى الجامعة، ورحبت الجمعية بذلك وباشرت البناء على نفقتها. أمّا التجهيزات من كتب ومراجع جديدة، فهي على عاتق الجامعة اللبنانية، وكذلك أجهزة الكومبيوتر المزودة بالإنترنت.