كشف تحقيق نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، عن اتّصال هاتفي جرى بين وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، بهدف تجديد رخصة السعودية الخاصة ببرنامج «بيغاسوس» للتجسس.
ويقول التقرير إن السلطات الإسرائيلية منحت في عام 2017 الموافقة على بيع برنامج «بيغاسوس» للمملكة السعودية، وتحديداً لمصلحة «وكالة أمنية تعمل تحت إشراف الأمير محمد».

ويوضح أن «مجموعة صغيرة من كبار أعضاء مؤسسة الدفاع الإسرائيلية، الذين يقدمون تقاريرهم مباشرة إلى نتنياهو، كان لهم دور قياديّ في التبادلات مع السعوديين، تحت ستار كبير من السرية»، وفقاً لأحد المسؤولين الإسرائيليين المعنيين في القضية.

وقال الأخير إن الجانب الإسرائيلي أمل من خلال العقد مع السعودية (بكلفة أولية تبلغ 55 مليون دولار) «كسب ودّ الأمير محمد والتزامه». وكانت مهمة إبقاء السعوديين سعداء «ضمن أولويات نتنياهو».

وبعد انتهاء مدة الترخيص السعودية الأولية، بات الأمر لدى وزارة الحرب الإسرائيلية لتقرّر ما إذا كانت ستجدّدها؛ وقرّرت عدم التجديد «ربطاً بتقارير عن إساءة استخدام السعودية لبرنامج التجسس».

وبذلك لم تقدم الشركة المصنعة للبرنامج «NSO» الصيانة والتحديث اللازم للبرنامج، ما أدى إلى توقف عمله. ولم تكن مكالمات مساعدي ابن سلمان ومديري الشركة والموساد ووزارة الحرب الإسرائيلية كافية لحلّ الأزمة، ما اضطرّ محمد بن سلمان إلى الاتصال بنتنياهو، الذي أمر مكتبه بالتواصل مع وزارة الحرب لتحديث الرخصة؛ وبدورها طلبت الوزارة ذلك من الشركة، التي أصرّت على وجود طلب رسمي مكتوب، أرسلته الوزارة عبر البريد الإلكتروني، قبل أن يرسل مكتوباً ومختوماً في اليوم التالي إلى الشركة؛ وعاد البرنامج للعمل في السعودية.