حذّر أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، من آثار طويلة الأمد للأزمة الخليجية المتواصلة منذ عام ونصف عام، معتبراً أن هذا الخلاف أظهر أن مجلس التعاون الخليجي «أخفق» في تحقيق أهدافه.وفي خطابه السنويّ أمام مجلس الشورى القطري، قال تميم: «يعلّمنا التاريخ أنّ الأزمات تمرّ، لكنّ إدارتها بشكل سيّئ قد تخلّف رواسب تدوم زمناً طويلاً»، مضيفاً إنّ «استمرار الأزمة الخليجيّة كشف عن إخفاق مجلس التعاون الخليجي في تحقيق أهدافه، وتلبية طموحات شعوبنا الخليجية، ما أضعف من قدرته على مواجهة التحدّيات والمخاطر وهمّش دوره الإقليمي والدولي». وأعرب عن أمله بأن «يُستفاد من الأزمة الراهنة في تطوير المجلس على أسُس سليمة تشمل آليات لحلّ الخلافات وتضمن عدم تكرارها مستقبلاً».
كذلك، دعا إلى تجنّب «المساس بسيادة الدول أو التدخّل في شؤونها الداخلية»، وإلى «احترام القواعد التي تنظّم العلاقات بينها، والعمل على حلّ الخلافات عن طريق الحوار».

«تجاوزنا الحصار»
وتطرّق تميم إلى اقتصاد بلاده، معتبراً أنّ قطر تمكّنت «إلى حد بعيد من تجاوز آثار الحصار»، وأنّها ستحافظ على مركزها كأكبر مصدّر للغاز المسال في العالم، مؤكداً: «لم تتأثّر صادراتنا من النفط بالحصار، فقد حرصت الدولة على تنفيذ التزاماتها كافة بموجب العقود القائمة، وأبرمت عدة عقود طويلة المدى».
وفي ما يتعلّق بالتحضيرات القطرية لاستضافة بطولة كأس العالم 2022، رأى الأمير أنّه «لم يكن هذا بالأمر السهل»، بينما تواصل بلاده تمويل استضافة الحدث العالمي، وتنفق 500 مليون دولار أسبوعياً، ضمن تحضيرات تنظيم البطولة.
وقال إن قطر رفعت الصادرات بنسبة 18 في المئة العام الماضي، وخفضت الإنفاق 20 في المئة في ظلّ سياسة مالية متحفّظة، مع الحفاظ على قيمة العملة، وتوقّع أن يزيد فائض الموازنة في السنوات المقبلة.