أطلق الجيش السوري عمليته المرتقبة في ريف اللاذقية الشرقي بهدف السيطرة على تلال «جب الأحمر» الاستراتيجية ومجموعة قرى وتلال إضافية، والتي تعرقل تقدمه في الجهة الغربية لسهل الغاب، إلى الشمال الغربي من حماة، باتجاه القرى الواقعة جنوبي مدينة جسر الشغور، إضافةً إلى إبعاد خطر الصواريخ التي تستهدف اللاذقية وريفها.
واعتبر مصدر ميداني أن «العملية لن تكون سهلة لوجود مقاومة عنيفة من المسلحين»، إلا أن القيادة العسكرية حسمت قرارها بمواصلة ما بدأته حتى تحقيق أهدافها. وبدأت العملية بنيرانٍ كثيفة، من سلاحي المدفعية والجو، على مواقع المسلحين في الجب الأحمر والملوحة والرشوان وكتف الغنمة وكتف الغدر وسمكوفة ومركشلية، تلاه اقتحام بري فجر الأحد، من محور قمة النبي يونس.
وتقدمت مجموعات الجيش والقوى الرديفة له، من 3 محاور، باتجاه المناطق الواقعة تحت سيطرة المسلحين، إذ دارت معارك عنيفة في محيط بلدة مركشلية، والتي سيطر الجيش على أجزاء منها، إلا أن استمرار المعارك، ومحاولة المسلحين استعادتها، صعّب «التثبيت فيها».
في المقابل، استقدمت «الفرقة الساحلية الأولى»، أبرز الفصائل المسلحة في ريف اللاذقية، تعزيزات كبيرة لها من الحدود التركية، إلى جانب قيام «جبهة النصرة» بحشد عددٍ كبير من مقاتليها في سهل الغاب لصد هجوم الجيش.
وحاول مسلحو «جيش الفتح» و«جيش النصر»، فتح جبهتين في ريف حماة، لتخفيف الضغط على جبهة ريف اللاذقية الشرقي، بتنفيذهما هجمات على نقاط الجيش في سهل الغاب وجبين والحماميات شمالي غربي حماة من دون إحراز أي تقدم.
لذا عزّز الجيش مواقعه في بلدات المنصورة وخربة الناقوس وتل واسط والزيارة والمشيك، مكثفاً من استهدافه النقاط الواقعة تحت سيطرة المسلحين بانتظار نتائج معركة تلال جب الأحمر.

تقدّم الجيش من 3 محاور باتجاه المناطق الواقعة تحت سيطرة المسلحين

وتطل تلال جب الأحمر على عدد من القرى الواقعة غربي سهل الغاب وجنوبي جسر الشغور، ويستخدمها المسلحون لاستهداف آليات الجيش بصواريخ «التاو» والرشاشات الثقيلة، ومنها جرى إفشال جميع محاولات الجيش السابقة للسيطرة على بلدة السرمانية المؤدية الى بلدتي غانية واشتبرق.
أما في دمشق وريفها، وعلى جبهاتٍ ثلاث، فقد واصل الجيش معاركه ضد المسلحين محققاً تقدّماً على جبهة الزبداني، إذ سيطر بالتعاون مع المقاومة اللبنانية على منطقة مسجد عمر الفاروق ومبنى «أم تي أن» شمالي شرقي الزبداني، كاشفاً معملاً لتصنيع العبوات الناسفة بالقرب من المسجد أثناء تمشيط المنطقة.
وعلى الجبهة الثانية، لا تزال مجموعات «جيش الإسلام» عاجزة عن تحقيق أي تقدم في محيط إدارة المركبات في مدينة حرستا، في ظل اشتباكات عنيفة مع وحدات الجيش، فيما «لهيب داريا» لا يزال مشتعلاً، مع عجز «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» و«لواء شهداء الإسلام» عن تحقيق أي إنجاز.
في موازاة ذلك، أعلنت وزارة الداخلية السورية عن استشهاد 6 مدنيين وعنصرين وإصابة 38 آخرين، إثر استهداف المسلحين بقذائف الهاون مدخل سجن عدرا في ريف دمشق.
إلى ذلك، وقعت اشتباكات بين الجيش وبين تنظيم «داعش» في محيط مدينة القريتين ومنطقة جزل، كما أحبط الجيش هجوماً لمسلحي قرية «رجم القصر»، على قرية أم جامع، في ريف حمص الشرقي. وفي مدينة حلب، قتل 5 مسلحين وأصيب 3 آخرون إثر استهداف مدفعية الجيش لتجمعاتهم في حي العامرية، في وقت موازٍ، دارت مواجهات بين الجيش وبين مسلحي «غرفة عمليات فتح حلب» في حي الخالدية شمال غرب المدينة.
أما في الريف الشرقي، فقد شن الطيران غارات على نقاط «داعش» بالقرب من مطار كشيش العسكري «الجراح» في مدينة مسكنة. كذلك شهد محيط مطار النيرب، استهداف الجيش للمسلحين في موازاة اشتباكات عنيفة بين الجيش وبين مسلحي «داعش» في محيط قريتي تل ريمان والصالحية، أثناء محاولة الجيش التقدم نحو مطار كويرس العسكري. وفي السياق، أشار «المرصد» المعارض إلى مقتل 62 مسلحاً من «داعش» على الأقل، خلال الهجومين اللذين شنهما على المطار في الشهر الجاري.
وفي الريف الشمالي، صد المسلحون محاولات تقدم «داعش»، على جبهة قرية «الوحشية»، في ظل قصف التنظيم مدينة مارع بالمدفعية، إذ أكد مدير «مركز التوثيق الكيماوي» المعارض أن «داعش استخدم غاز الخردل خلال قصفه المدينة». وفي المنطقة الشرقية، وتحديداً في دير الزور، ألقت طائرات «التحالف الدولي» منشورات في محيط آبار النفط في ريف المدينة الشرقي، تحذر فيه «تجار النفط والسكان المحليين من الاقتراب من الآبار، لأنها أهداف التحالف في الفترة القادمة».
وفي سياق منفصل، نفت «حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين»، أي وجود عسكري لها خارج الأراضي الفلسطينية، وذلك في سياق ردّها على تقارير إسرائيلية ادعت «أن الحركة أطلقت الصواريخ على هضبة الجولان، انطلاقاً من الأراضي السورية». وقالت الحركة في بيانها «لا وجود عسكرياً لنا في سوريا، أو أي مكان آخر»، مؤكدةً أن «مقاتلي سرايا القدس (جناحها العسكري)، وسلاحنا وعملياتنا فقط على أرض فلسطين».