السلطة تتهم الاحتلال بإسقاط التهدئة... و«حماس» تجري اتصالات لإعادتها

واصلت سلطات الاحتلال عدوانها على غزّة لليوم التالي على التوالي، وهو ما عدّته السلطة الفلسطينية استهدافاً للتهدئة والمصالحة، في وقت كشفت فيه دراسة عن إعداد حركة المقاومة خطة «توازن ردع» مع الاحتلال
وسط تكثيف الغارات الإسرائيلية على غزة واستشهاد المزيد من الفلسطينيين، اتهمت السلطة الفلسطينية دولة الاحتلال باستهداف المصالحة الفلسطينية، والعمل على إسقاطها، فيما أعلن رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية أن الاتصالات جارية مع دول عربية لوقف العدوان، في وقت كشفت فيه صحيفة عبرية عن دراسة قالت إنها من إعداد المقاومة الفلسطينية وتهدف الى خلق نوع من توازن الردع في أيّ حرب مقبلة مع اسرائيل.
وبعد الغارة التي شنّتها اسرائيل مساء أول من أمس مستهدفة مقاومين من حركة «حماس»، وردّ المقاومة بوابل من الصواريخ سقط بعضها بالقرب من مدينة بئر السبع، شنّ طيران الاحتلال غارة جوية جديدة فجر أمس، واستهدف معسكر تدريب تابعاً لـ«حماس» في مدينة غزة. وقال مسؤولون في أحد المستشفيات إن الغارة سوّت منزلاً قريباً بالأرض، ما أدّى إلى استشهاد صاحب المنزل وإصابة زوجته وستة من أطفاله، اثنان منهم في حالة خطيرة.
وقال جيش الاحتلال، في بيان له، إنه «يأسف لمقتل مدنيين، وإن صواريخ فلسطينية كانت مخزنة بجوار المعسكر، وإنها السبب في حدوث انفجار». كذلك ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، على موقعها الإلكتروني، أن قذيفة صاروخية سقطت في منطقة مفتوحة بالمجلس الإقليمي «شاعر هنيغف» بالنقب الغربي من دون وقوع إصابات أو أضرار. وشيع أهالي غزة جثمان الشهيد بهجت الزعلان، وندّدوا بالجريمة الإسرائيلية، مطالبين المقاومة الفلسطينية بالرد على الجرائم الإسرائيلية وبمحاكمة قادة الاحتلال.
بدوره، أعلن إسماعيل هنية أن حركة «حماس» تجري اتصالات مع أطراف عربية ودولية. وأضاف إنها تؤكد على ضرورة وقف هذا العدوان على الفور. وعقب صلاة الجمعة في مسجد فلسطين، قال «هذا التصعيد الصهيوني سبقته تهديدات من العديد من القادة الصهاينة الأمنيين والسياسيين، وتجري ترجمته من خلال هذا القصف العشوائي وهذا القتل المتعمد والاغتيالات المباشرة». ورأى أن «العدوان يدل على نوايا صهيونية مبيتة، ضدّ الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة على وجه الخصوص».
من جهتها، اتهمت السلطة الفلسطينية إسرائيل بالسعي إلى إسقاط التهدئة التي تسود قطاع غزّة، محمّلة إياها المسؤولية الكاملة عن نتائج وتبعات التصعيد الخطير في القطاع. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، للإذاعة الفلسطينية، إن إسرائيل تسعى إلى ضرب التهدئة وجهود المصالحة الفلسطينية، داعياً الفصائل إلى التنبه لمخططات الاحتلال.
وأضاف عريقات إن «التهدئة لا تروق إسرائيل، وحكومة (بنيامين) نتنياهو تريد إسقاطها وتصعيد العدوان مستغلة انشغال العالم في قضايا المنطقة والتطورات الإقليمية والعربية الجارية». وأشار إلى أن «العدوان الإسرائيلي على غزة، يتزامن مع تصاعد الاستيطان في القدس، ورأس العمود، وإغلاق جسر المغاربة وطرد النواب وحرق المساجد، وذلك في إطار سياسة الحكومة الإسرائيلية الرامية إلى تدمير كل ما من شأنه إحداث أية بوادر لإحياء عملية السلام». في هذه الأثناء، أفادت «يديعوت أحرونوت»، نقلاً عن مصادر أمنية في تل أبيب، أن «حماس» قامت من خلال أحد قادتها العسكريين الأسير في سجون الاحتلال محمد عرمان، بإعداد وثيقة للحرب القادمة ضد الدولة العبرية. وبحسب محلل الشؤون الأمنية بالصحيفة، رونين بيرغمان، فإن الوثيقة السرية جاءت تحت اسم «نظرة للمقاومة من الداخل»، وتتألف من 200 صفحة. وتنص على وجوب قيام الحركة بأسر المزيد من الجنود الإسرائيليين والتوسع في اطلاق القذائف الصاروخية وتطوير وسائل تجنيد المقاومين. وتتضمن الدراسة دعوة الى بذل جهود كبيرة من أجل تمكين المقاومة من استخدام الضفة الغربية قاعدة لإطلاق الصواريخ على العمق الإسرائيلي، بحيث يكون هذا الخيار قائماً قبل أي حرب قادمة تشنها اسرائيل على الشعب الفلسطيني.
وتشدّد الوثيقة على أهمية إطلاق صواريخ المقاومة على الأهداف الإسرائيلية انطلاقاً من الضفة الغربية، حيث إن المراكز الديموغرافية والحيوية الاقتصادية الإسرائيلية قريبة جداً من الضفة الغربية. ونوهت الى أنه سيكون من المستحيل على اسرائيل الاستفادة من المنظومات المضادة للصواريخ مثل منظومة «القبة الحديدية»، إذ إن هذه المنظومة تحتاج الى 15 ثانية لتحديد اطلاق الصاروخ، و15 ثانية أخرى لإطلاق الصاروخ المضاد. وتشير الدراسة الى المصاعب التي ستواجهها اسرائيل في محاولاتها وقف اطلاق الصواريخ، نظراً إلى الطبيعة الطوبوغرافية الخاصة للضفة الغربية، وبسبب التداخل بين المناطق الفلسطينية والمستوطنات اليهودية، علاوة على وجود كتل استيطانية كبيرة تضم عدداً كبيراً من المستوطنات، الأمر الذي يزيد من فرص اصابة المستوطنات. وتشدد الدراسة على أن هذه الخطوة مهمة جداً في تغيير قواعد اللعبة القائمة، وخلق ميزان ردع جديد يقلص من دافعية الاحتلال.
(الأخبار)