في موقف سوري رسمي، هو الأول في أعقاب الزيارة التي قام بها وفد الجامعة العربية إلى دمشق أول من أمس، رحب نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، خلال لقائه المبعوث الصيني الخاص الى الشرق الأوسط وو سيكه أمس، بـ«المبادرة العربية بما يتوافق مع السيادة الوطنية»، فيما أبدى المعارض، فايز سارة تشاؤمه في ما يتعلق بتجاوب دمشق مع اللجنة العربية، وذلك بالتزامن مع دعوات إلى التظاهر اليوم تحت شعار «جمعة الحظر الجوي». وأشار الشرع إلى «ترحيب سوريا بالمبادرة العربية والاهتمام بمضمونها بما يتوافق مع السيادة الوطنية»، مشدداً في الوقت نفسه على «أهمية الحوار الوطني الذي بدأت التحضيرات له في سوريا». وأكد أن «الشعب السوري الذي يعبر على نحو متواصل عن إرادته ودعمه لمسيرة الإصلاح الوطني يؤكد في الوقت ذاته رفضه الحاسم لأي تدخل خارجي».
من جهة ثانية، أعرب الشرع عن «تقدير سوريا لمواقف الصين في مجلس الأمن الدولي، إلى جانب روسيا، من أجل دعم مسيرة الإصلاحات التي تقوم بها سوريا، ورفض التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية». أما المبعوث الصيني الخاص الى الشرق الأوسط، فأكد «موقف الصين الثابت إزاء الأحداث في سوريا، وتقدير موقفها وحسن معالجتها للمشكلات التي تواجهها، والخطوات التي تتخذها على طريق الإصلاح الوطني»، مجدداً «رفض بلاده أي شكل من أشكال التدخل الخارجي في شؤون سوريا الداخلية».
وفي السياق نفسه، نقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في وزارة العلاقات الخارجية البرازيلية، كارلوس مارتينس سيغليا، تأكيده موقف بلاده الرافض للتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية، في وقت احتشد فيه مئات الآلاف وسط مدينة اللاذقية أمس في مسيرة تأييد جديدة للنظام، «ودعماً للقرار الوطني المستقل ورفضاً للتدخل الخارجي في الشؤون السورية». وقدرت وكالة أنباء «سانا» الحكومية الحشد بنحو مليون سوري، وقالت إن الجموع شكلوا «لوحة وطنية دعماً للإصلاح والقرار الوطني المستقل، ورفضاً للتدخل الخارجي بجميع أشكاله». وقالت إن أبناء المحافظة لم ينسوا «أن يوجهوا الشكر إلى الشعوب والدول الصديقة التي وقفت إلى جانب سوريا وآمنت بقدرة المواطن السوري وقيادته على تجاوز هذه الأزمة، وصياغة معادلة وطنية دون تدخلات خارجية».
في غضون ذلك، رأى المعارض السوري، فايز سارة، في حديث لوكالة الأنباء الإيطالية «آكي» أن ما قاله رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم، الذي رأس وفد الجامعة العربية أول من أمس إلى دمشق، في أعقاب اللقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد «كلام دبلوماسي يخفي اختلاف وجهات نظر الوفد مع القيادة السورية، وبالتالي عدم التوافق بين الوفد والرئاسة السورية، لكنه لم يُغلق الباب فتركه موارباً حتى لقاء الثلاثين من الشهر الجاري، الذي لن تكون نتيجته أفضل، لأن السلطات السورية في خياراتها لا تتقاطع مع مبادرة الجامعة».
ميدانياً، ذكر ناشطون أن أربعة قتلوا برصاص رجال الأمن، بينهم اثنان في محافظة حمص في مدينة تل كلخ وفي حي دير بعلبة، فضلاً عن وفاة شخص متأثراً بجروح أصيب بها أول من أمس في حي البياضة. وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن «استشهاد الطفل أمجد العيسم في مدينة داعل في ريف درعا»، فيما أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجراح خلال العملية، فضلاً عن اعتقال 23 شخصاً.
وفي ريف دمشق، ذكرت اللجان أن «الجيش والأمن يقتحمان مناطق الغوطة الشرقية كفربطنا وسقبا وحمورية وجسرين»، كما طالب المرصد السوري لحقوق الإنسان بكشف مصير المدون والناشط حسين غرير.
من جهتها، أشارت وكالة الأنباء السورية «سانا» إلى أنه جرى تشييع جثامين ثلاثة عسكريين من مشفيي تشرين وحمص. ولفتت إلى أنه ضُبطت «سيارة محملة بكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر بالقرب من قرية أم جامع في تل كلخ» في حمص، فيما تمكن مستقلوها الثلاثة من الفرار. كذلك ألقت الجهات المختصة، وفقاً لـ «سانا»، القبض على أكثر من 15 مطلوباً في عدد من أحياء حمص، وصادرت كمية من الأسلحة وأجهزة الاتصال.
(سانا، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)