رام الله | مع بدء موسم قطاف الزيتون في الأراضي الفلسطينية، هذا الموسم المقدس بالنسبة إلى السكان المحليين الذي يشارك فيه مئات المتضامنين الأجانب من مختلف دول العالم، يعود المستوطنون اليهود لممارسة هواياتهم المتمثلة في قهر الفلسطينيين عبر قتل زيتونهم.باكراً من فجر أمس، قطعت عشرات أشجار الزيتون في عدة حقول بقرية قصرة جنوب شرقي مدينة نابلس، بعد هجوم نفذه المتطرفون اليهود على المنطقة. ووفقاً لمسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، غسان دغلس، فإن المستوطنين قطعوا نحو 180 شجرة زيتون في محيط القرية، في اعتداء يعدّ الأحدث الذي يشنه المستوطنون في ريف نابلس الجنوبي، اذ قطعوا من قبل مئات الاشجار في القرية ذاتها وفي قرى أخرى مجاورة وقاموا بإحراق مساحات واسعة من الحقول.
وتزامن الاعتداء مع اعلان رئيس الوزراء سلام فياض قرار الحكومة الفلسطينية القاضي بمشاركة الموظفين ومنتسبي الأجهزة الأمنية في الحملة التطوعية لقطف الزيتون، وذلك بعدما أشار إلى أن المستوطنين دمروا واقتلعوا وأشعلوا النار في أكثر من 4200 شجرة زيتون خلال العام الجاري.
يأتي ذلك في وقت اقتحم فيه مئات المستوطنين قبر يوسف في المنطقة الشرقية لمدينة نابلس والمحاذية لبلاطة البلد، شمال الضفة الغربية، تحت حراسة قوات كبيرة من جيش الاحتلال، بحجة الصلاة فيه. شهود عيان أكدوا لـ«الأخبار» أن أعداداً كبيرة من الآليات العسكرية تقدر بنحو 50 آلية ومئات الجنود اقتحموا مدينة نابلس منتصف ليل أول من أمس تحت غطاء من إطلاق الرصاص الكثيف.
وفي سياق الاعتداءات نفسه، هاجمت الجرافات العسكرية التابعة لقوات الاحتلال الاسرائيلي أمس، منطقة الفارسية والحمة، والمالحة في الأغوار الفلسطينية، وقامت بهدم عدد من الحظائر الحيوانية والبركسات والخيم التابعة لعدد من المواطنين الفلسطينيين.
كذلك هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة بيت كاحل شمال غرب الخليل، منزلاً قيد الإنشاء وتبلغ مساحته 140 متراً مربعاً، حيث أخطر قبل عدة أشهر من قبل الاحتلال، لكنه توجه الى المحاكم الإسرائيلية التي لا زالت تنظر في الأمر حتى الآن.
وفي الخليل المحتلة، جنوب الضفة الغربية، أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إغلاق الحرم الإبراهيمي أمام المصلين المسلمين غداً، بزعم تأمين احتفالات المستوطنين اليهود خلال ما يسمى لديهم «عيد الغفران».
واستنكر مدير أوقاف الخليل، زيد الجعبري، هذه الإجراءات التعسفية، التي تطاول بيوت العبادة، ورأى فيها تعدياً على الديانات السماوية، وحرية العبادة، موضحاً أن سلطات الاحتلال تتعمد مواصلة هذه السياسة المبرمجة في خطوة تصعيدية منها، من أجل إحكام السيطرة والتحكم بكل أركان الحرم من مآذن وترميمات.