لليوم الثاني على التوالي، استمر التوتر في مدينة تعز، إذ قتل 4 مدنيين وجرح العشرات جرّاء قصف مدفعي طال أمس عدة أحياء في المدينة، ولم يوفر المساجد ولا المستشفيات، فيما سجل تطور لافت في الجنوب بإعلان لجوء المسلحين المشتبه في انتمائهم إلى تنظيم القاعدة إلى استخدام العبوات الناسفة عن بعد لاستهداف القبليين والمدنيين الذين يساعدون القوات الأمنية. وقالت مصادر محلية في مدينة تعز إن «القصف الذي وقع في حي المسبح في الساعات الأولى من صباح أمس أدى إلى مقتل شخصين وجرح العديد ممن كانوا يعملون في أحد معامل الخياطة في الحي». كذلك ذكر شهود عيان أن «سائق دراجة أصيب في رأسه برصاصة أطلقها قناص عليه أثناء محاولته إسعاف الجرحى بجوار مسجد النور في حي المسبح» ومسجد الحسين في حي الشماسي اللذين تعرض محيطهما لقصف عنيف. وأشارت المصادر إلى أن القصف طال مستشفيات الروضة والتعاون والدقاف، لإعاقة وصول الجرحى إليها، فيما سبّب سقوط قذيفة دبابة على المنطقة المحيطة بساحة الحرية مقتل مصوّر تلفزيوني يدعى عبد الحكيم النور.
أما في الجنوب، فقتل شخصان وأصيب 10 آخرون بانفجار عبوة ناسفة عند حاجز أقامه الأهالي في مدينة لودر التابعة لمحافظة أبين جنوب اليمن.
وقال مصدر أمني يمني إن «تنظيم القاعدة تمكّن من زرع عبوة ناسفة عند حاجز أقامه الأهالي في مدينة لودر في إطار محاربتهم للتنظيم الساعي إلى السيطرة على مدينتهم، وأدى انفجار العبوة إلى مقتل شخص يدعى سليمان بشاره وجرح 10 آخرين». وأوضح المصدر أن «العبوة فُجّرت عن بُعد، ما يعني أن عناصر التنظيم يستخدمون تقنيات جديدة في مواجهاتهم مع الأهالي والجيش في محافظة أبين».
كذلك قتل أربعة مسلحين يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم القاعدة. وقال أحد المصادر إن «عناصر يدعمون الجيش هاجموا صباحاً مبنى عاماً في زنجبار التي يسيطر عليها عناصر القاعدة وقتلوا أربعة منهم، بينهم طبيب باكستاني». وأضاف المصدر أن اثنين من المهاجمين أصيبا في الهجوم.
وفي السياق، كشف نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عن مقتل باكستانيين اثنين وشيشاني في مواجهات مع عناصر القاعدة في محافظة أبين جنوب اليمن. ونسبت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) إلى هادي قوله، خلال لقائه السفير الفرنسي في صنعاء جوزف سلفا، «محافظة أبين تجمعت فيها شراذم تنظيم القاعدة من كل المحافظات اليمنية ومن بعض الدول العربية والإسلامية بغرض إقامة كيان أو إمارة».
في هذه الأثناء، جدّدت الولايات المتحدة أمس التأكيد أن الطريق الأسرع لوصول اليمن إلى المرحلة الانتقالية هو استقالة الرئيس علي عبد الله صالح. ولمّحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، فيكتوريا نولاند، في مؤتمر صحافي، إلى أن التركيز الأميركي في هذه المرحلة هو على التعامل مع نائب الرئيس لحل الأزمة اليمنية. وقالت «لا يمكنني التحدث عن فرز قانوني هناك باستثناء القول إن هادي كان يقود المفاوضات نيابة عن الحكومة مع المعارضة، والتي شجعها مجلس التعاون الخليجي في محاولة للعمل من خلال خريطة الطريق لحل الأزمة التي يعيشها اليمن». وأضافت «لا نزال نعتقد أن الطريق الأسرع لإرسال إشارة قوية أن اليمن طوى صفحة الأزمة التي تعيشها حالياً، هو أن يوقّع صالح على وثيقة المبادرة الخليجية، لكن نحتاج أيضاً عند توقيع الوثيقة إلى اتفاق على كيفية المضي قدماً في هذا التحول الديموقراطي».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)