تفاقمت قضية المجموعة الدينية الحريدية في إسرائيل التي تطلق على نفسها اسم «قلب طاهر»، مع طرحها أمام المحكمة في إسرائيل، التي يفترض أن تتخذ قراراً بشأن قانونيتها والموقف من الانتساب إليها، بعد نحو أسبوع، وخصوصاً أنها تُشبَّه في وسائل الإعلام الإسرائيلية بحركة طالبان بسبب ارتداء نسائها جلابيب سوداء من الرأس إلى أخمص القدمين. وبرزت قضية هذه المجموعة الحريدية في أعقاب أمر قضائي بإعادة شقيقتين تنتميان إليها، في بلدة «بيت شيمش»، ومنعهما من الالتحاق بقرية رجال «قلب طاهر»، في إحدى ضواحي مونتريال في كندا، بعد التماس قدمه شقيق جدهما ادعى فيه أن التحاقهما بالمجموعة الدينية المذكورة يعرض حياتهما للخطر. وكانت هذه الحركة قد أثارت الجدل في الأوساط العلمانية والمتدينة في إسرائيل على حد سواء، بعدما اتسعت رقعتها في الآونة الأخيرة، ولفتت نساؤها الأنظار بسبب ارتدائهن الجلباب الأسود، وهو أمر لم يعتد الإسرائيليون رؤيته في أوساطهم، رغم انتشار الجزر الدينية على شكل حارات ومدن لمتدينين وحريديم.
يُشار إلى أن مجموعة «قلب طاهر» أسسها اليهودي شلومو هليفعرنتس، وهو رجل متدين من ضاحية كريات يوفيل في القدس، وهاجر إلى الولايات المتحدة قبل عشرين سنة ثم اضطر إلى الانتقال إلى كندا بعد اتهامه بخطف فتى في الثالثة عشرة من عمره. ويقيم شلومو في إحدى ضواحي مونتريال. طقوسه الدينية تشمل صلوات طويلة وغريبة وجلد من يجده مخطئاً، وتزويج فتيات قاصرات، وغيرها من الطقوس المختلفة حول طبيعتها.
وبحسب صحيفة «هآرتس»، التي تناولت ظاهرة «طالبان» إسرائيل في مقالة بعنوان «إنها ليست كابول... إنها بيت شيمش»، فإن الامتداد الجغرافي لهذه المجموعة يشمل بيت شيمش وبيتار عيليت وطبريا وصفد، وحتى في بعض أحياء القدس. كذلك بثت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، تقريراً قبل مدة كشفت فيه عن أن 360 امرأة ينتمين إلى هذه المجموعة، يعقدن لقاءات مشتركة في حي «جيؤلا» في القدس حيث يستمعن إلى محاضرات وعظات دينية حول الاحتشام. وتشير تقارير أخرى، إلى أن نساء المجموعة ينتمين إلى أكثر من تيار ديني وينحدرن من أصول اجتماعية وعرقية مختلفة.
في السياق نفسه، حكمت محكمة إسرائيلية، على أم تنتمي إلى هذه المجموعة، بالسجن لمدة أربع سنوات، بتهمة جلد بناتها وأولادها، وهي المرأة التي أُطلق عليها في الإعلام الإسرائيلي في حينه لقب «ماما طالبان» لأنها كانت ترتدي غطاءً من رأسها إلى قدميها.