تتمثل حملة دعم الليرة السورية، في أحد جوانبها، بمحافظة المواطنين السوريين على الثقة بها، كي لا تتعرّض عملتهم للخطر. وحالة الهلع والخوف التي تولّدت مع بداية الأزمة، دفعت بالكثيرين إلى سحب ودائعهم من البنوك ثم إعادة إيداعها، أو تحويلها من الليرة السورية إلى العملة الأجنبية. وتشير معلومات مصرفية في هذا الإطار إلى أن «تأثير الحملة اقتصر على خفض حدّة السحوبات من المصارف من دون توقف المودعين عن السحب»، والسبب في ذلك هو قوّة الحملة مقابل ضعف الوعي المصرفي للمجتمع السوري.وهذه الحملة، التي ترافقت مع إجراءات مصرفية أدّت عبر تعديل أسعار الفائدة إلى تغيير بنية الودائع، فتنامت مستويات في الودائع التي تُعطى عليها نسب فوائد عالية، مقابل تراجع شهادات الإيداع إلى نطاق ضيق، وهذا أمر يعدّ مكلفاً بالنسبة إلى البنوك، ولا سيما أنّ العائد على الودائع أصبح الفرصة الوحيدة للاستثمار.
وهدفت حملة دعم الليرة السورية إلى تجنب انهيار اقتصادي، بحسب ما أكد مدير مجموعة «كلنا سوريا»، تميم حبيب وسوف، قائلاً: «هدفنا من الحملة عدم انهيار اقتصاد بلدنا ووطنا، فنحن نكبر فيه، ونعرف أن هذه الهجمة جاءت لهدم الاقتصاد». وعن حجم المبالغ التي جُمعت حتى الآن، يقول وسوف: «عندما نقوم بفاعليّة كهذه لا نحدّد المبالغ. لكن في وقت سابق، قامت مجموعة من المغتربين، ممن زاروا بلادهم سوريا بدعم الليرة بمبلغ 50 مليون ليرة سورية، أُودع في المصرف العقاري، وهذا كان جزءاً من حملات أخرى قادمة لدعم الليرة».
من جهة ثانية، يقول المدير العام لبنك سوريا والخليج، خليل مرقة، إن «وضع الليرة السورية قوي، رغم كل الكلام الذي أُثير عن سحوبات. ووضع الليرة جيد وسيبقى كذلك والأمور تسير نحو الأفضل. وهناك بنوك سجّلت نمواً أكثر من سنوات سابقة، رغم الظروف التي مررنا بها، وهذا يشير إلى أن سوريا فيها خامات، والمطلوب منها بنية تحتية والقيام بمشاريع كبيرة».
ويُضيف مرقة: «حسب معطيات مصرف سوريا المركزي، رفعنا نسبة الفائدة على قروض المتقاعدين، على سبيل المثال، وأُعيدت الودائع إلى الجهاز المصرفي، وسُمح ببيع القطع الأجنبية للمتعاملين بما قيمته 10 آلاف دولار. في المقابل، أصدرنا منتجاً أعدنا من خلاله ما اشتُري من عملة أجنبية، وأعدناها إلى القطاع المصرفي». وتوقع أن تكون «هذه الفترة حرجة، لكن ستتحسن الأمور مع الأيام المقبلة. ولا فرق في ذلك بين مصرف عام وخاص. وكل بنك فيه مساهمون سوريون هو بنك سوري وطني وُجد لخدمة سوريا واقتصادها، ولكن البعض تحكمهم منهجية التفكير».
* الخطر على الليرة قائم
يرى الكاتب المعارض لؤي حسين أنّ «الحملة التي تقوم بها السلطة لا تأتي من باب اقتصادي، بل تحمل طابعاً سياسياً». ويضيف أن «السلطة لا توفر أي عمل يمكن أن يكون شعبوياً (بمعنى إعلامي). وعمل السلطة في الفترة الأخيرة كان البحث عن فعل يؤدي إلى «بلبلة إعلامية». وفي كل أفعالها تحاول فصل المجتمع إلى خندقين، واحد مؤيد لها وتسميه «خندق الوطن»، وهذا كذب، والثاني المعارض وتحاول أن تجعل صورة من في الخندق الآخر بأنّه ضدّ البلد ومخرّب وعلى الجميع أن يقف ضدّه، مع العلم بأنّ الخطر على الليرة موجود، لكن لا السلطة لا تخاف عليها كما تصوّر. هناك خطر على الليرة وأروحنا».
ويوضح المعارض السوري أنه «فضلاً عن الدعوات المدّعية للسلطة بمؤازرة الاقتصاد الوطني، فهي تغفل عن الناس حجم المبالغ الطائلة التي تنفقها من الخزينة العامة في مواجهة الموقف المعارض والمتظاهر، التي تبدأ بمراقبة الهواتف والإنترنت ولا تنتهي بثمن الرصاص الذي تطلقه على المتظاهرين. وهناك أيضاً المصاريف الإعلامية على مؤسسات الإعلام التي تُجيّرها فقط للدفاع عن السلطة، مشيرةً إلى أن هذه المؤسسات هي لخدمة السلطة وليست لخدمة الدولة، أي ليست لخدمة المواطن. وأهم خدمة للمواطن هي الحصول على المعلومة الصحفية الصحيحة».
ويرى حسين أنه «إذا كان الهدف شرخ المجتمع، فهو قد تحقق. بحيث تمكنت السلطة من تجييش غالبية عناصر المنظمات الشعبية، وهي أجهزة تسلّط، وأنفقت عليها من هذا المال لتجعلها تتخندق ضدّ كل من يطالب بحريته. لهذا، نجد أنها نجحت في خلق ظاهرة الشبيحة التي بدأت تُظهر استقلالاً في تصرّفها وأفعالها عن السلطة. وهذه الحملة تعدّ تبذيراً للمال العام، فهي تصرف عليها من أموال نحن بأمس الحاجة إليها لدعم الخزينة العامة».
ويشير حسين، في الوقت نفسه، إلى وجود «دعوات من جهات معارضة لإضعاف الاقتصاد الوطني بذريعة أنه اقتصاد السلطة وتستفيد منه وحدها. وهذا موقف خاطئ كل الخطأ؛ لأنه يقوم على تصور بأن السلطة ستنهار نتيجة انهيار الاقتصاد. لذلك هي تدفع باتجاه انهيار اقتصادي تعتقد أنّه سيؤدي إلى إسقاط النظام، وهذا تصور خاطئ على صعيدين: أولهما أنّ النظام أو السلطة ليسا بحاجة إلى المال العام؛ إذ يمكنها أن تحصل عليه من أكثر من وسيلة كي تزوّد به عناصرها الأمنية وفرق الشبيحة التي تطلقها في الشوارع لقمع الناس».
ويتابع: «على الصعيد الآخر، إن أي انهيار لاقتصاد البلد سيحول دون إعادة بنائه فور سقوط النظام. وقد نحتاج إلى عقود بعد ذلك للنهوض باقتصادنا. إضافة إلى ذلك، إن انهيار الاقتصاد يمكن أن يسبّب انهيار البنى الاجتماعية. ومن الناحية الأخلاقية، لا يجوز التعامل مع هذا الاقتصاد من قبل جهات معارضة بهذا الاستهتار، لأنّه سيولد لاحقاً أخلاقيات تدميرية تهديمية، يمكن أن تلجأ إليها أي مجموعة سورية».
انخفاض تداولات سوق دمشق المالية
انخفضت القيمة الإجمالية لتداولات سوق دمشق للأوراق المالية، أول من أمس، نحو 6,4 ملايين ليرة سورية عن الجلسة الماضية، لتسجل القيمة الإجمالية للتداولات 18,8 مليون ليرة، بعدما كانت مسجلة 25,2 مليوناً. وأُغلقت الجلسة على حجم تداول قدره 85,803 سهماً موزعة على 134 صفقة بقيمة تداولات إجمالية بلغت 18,867,703.28 ليرة سورية، وجرى التداول على أسهم 9 شركات من أصل 20 مدرجة في السوق، وانخفض مؤشر السوق بمقدار 8.30 نقاط عن الجلسة الماضية.
وحلّ في المرتبة الأولى من حيث قيم التداول، بنك قطر الوطني ـــــ سوريا، وتلاه بنك سوريا الدولي الإسلامي، والمصرف الدولي للتجارة والتمويل وشركة العقيلة للتأمين التكافلي وبنك بيمو السعودي الفرنسي وبنك سوريا والخليج وفرنسبنك ـــــ سوريا، وبنك سوريا والمهجر ثامناً وأخيراً البنك العربي.
(الأخبار)
9 تعليق
التعليقات
-
مظاهرات للمعارضة السورية في تركيا!؟لاحظت أن الصور التي تنشرونها لمظاهرات ما يسمّى بالمعارضة السورية هي في تركيا وكانت صور النسوة "المعارضات" في إحدى الاعتصامات التي نشرتم صورها ذات وجوه تركية!؟ هل يدل هذا على أن المظاهرات "السلمية" في سوريا قد قلت إلى حد لم يعد هناك ما يُصور!؟ أم أن الفبركة صارت غير متقنة ولا تنطلي على أحد!؟ أم أن التمرد المسلح لم يترك مكانا للتظاهر فيه!؟ وهل تركيا هي المرجع الوحيد الذي تستقون منه صور المظاهرات!؟ أنتم صحيفة عربية فما هو الدافع لنشر صور مظاهرات معارضة لسوريا في تركيا؟!؟
-
دخيلكن كل هذا الشيئ يفعلهدخيلكن كل هذا الشيئ يفعله المخربون من تفكيك سكة الحديد الى ضرب انابيب الغاز ونسيتم ايضا ان تستثمروا الحريق الهائل التي شهدته مدينة عدره العمالية؟لك له له غلطة كبيرة راحت عليكم على كل انا مع الشعب ومع هذا التخريب المضحك لانهم اقوياء جدا وانا مع القوي.
-
فرق المستوياتمنذ الأيام الأولى للحراك المصري، وأنا أتابع تعليقات وتحليلات الشبان على الإنترنت، وبالرغم من صعوبة أوضاعهم الإقتصادية والمعيشية، إلا أنهم أدانوا كافة أنواع التعرض للاقتصاد المصري، وأي شيء يضر بمصالحه. أدانوا أي نوع من التعرض للجيش بأشد العبارات، ولو بالكلام (بالرغم من أن قيادة الجيش المصري من تربية الغرب) . حتى أنهم أدانوا حرق مقار الحزب الوطني الحاكم، وكانوا يرددون أن هذا ليس من شيمهم، وأن البلد بلدهم أما بالنسبة لـ"ثوار" سوريا، فلا يمكن أن يكون من يدعو لانهيار نظام بلده الاقتصادي سورياً. لا يمكن أن يكون من يهاجم جيشه الوطني سورياً. لا يمكن أن يكون من ينتظر مجلس الأمن ليصدر قراراً ضد بلده سورياً . لا يمكن أن يكون من يحتل المناطق بالسلاح، ويرهب المواطنين سورياً. المعارضة هي التي أوصلت الأوضاع إلى هذا الحد من التشنج والتوتر. تزييف الفيديهات، والفبركة الإعلامية، والتواصل مع الخارج الذي تكشفت أكثر خيوطه (باعتراف الأف بي أي)، وعدم الاعتراف بالعنف الذي يجتاح الشوارع هو الذي أوصل الناس والسلطة في آن إلى الحال الذي نراه الآن وليس هؤلاء ولا من يقف خلفهم ولا من يحذو حذوهم هم من سيمسك بالبلد. ولو حاربنا بأيدينا وأسناننا وأظافرنا، لن ندعهم يروا طرف السلطة حتى .. والنظام سيبقى نكاية فيهم .. لأنهم أجرم منه وهم خارجه
-
لك يا فارس ما انت من الاوللك يا فارس ما انت من الاول موالي كتير يعني هلق صارت عم تحلى بعينك الموالاة سأسالك اذا انت طالب او اخوك او ابنك او احد تعرفه بجامعة سورية الدولية وبعدما اصبحت بكاملها للسيد الشريف رامي مخلوف هل احد من هؤلاء الشباب نجح؟وكم سنة يبقى يعيد ويزيد (رورو)اما الآن يقدر ان يتخرج بمبلغ 150 الف ليرة سةرية فبشرى للاهل اللذين نفضهم رورو والنظام.
-
مستوى المعارضة السوريةكل يوم النظام عم يحلي بعيوننا أكثر ، و هذا بفضل تدني مستوى المعارضة السورية ، كل يوم يتأكد لنا أن هنالك استهداف للركائز التي يقوم عليها الاقتصاد السوري عصابات لاستنزاف الجيش السوري و حرب إعلامية و نفسية و اقتصادية لاستنزاف الاقتصاد السوري و لم يسلم من هذه الحرب لا سكك الحديد و لا أنابيب النفط و لا الطرق لقطع التواصل بين المدن ، و ما نراه من تصريحات المعارضين السوريين ليس سوى محاولة التغطية على هذه الحرب و محاولة استثمارها و الرهان عليها للضغط على النظام و هذا يثبت ضعف الشعور بالانتماء لسوريا و عجز عن الترفع عن الاحقاد لأجلها ، و ما كلام لؤي حسين هنا إلا دليل جديد على هذا ، الحسين اللاديمقراطي عاجز عن الاعتراف بوجود رأي غير رأيه في سوريا موالي للنظام و هو يعتبر ملايين المؤيدين الذين نزلوا للشارع مرتزقة يدفع لهم النظام!!!!!!
-
الحملة على الليرة السوريةالحملة على الليرة السورية انطلقت من موقع الثورة السورية ثم انتشرت هذه الدعوات على مئات المواقع الالكترونية و تم بث الكثير من الشائعات لتخويف المواطنين على ودائعهم في البنوك السورية وأن الدولة عازمة على استخدام ودائعهم لدفع رواتب الموظفين!, و دعم هذه الحملة في السر و العلن وجوه المعارضة السورية على اختلاف مشاربهم و في أفضل الأحوال فضل البعض الصمت و التفرج على ما يحصل دون أن ينبس ببنت شفة. المزايدة على السلطة في موضوع الحرص على استقرار الوضع الاقتصادي ليس له ما يدعمه في سلوكيات المعارضات السورية. فليسمحوا لنا هناك فرقاً كبيراً بين الحريص على اقتصاد بلده و بين من يدعوا إلى تدميره مناكاةً بالسلطة علما أن المتضرر الأول من انهيار الليرة السورية هو المواطن البسيط الذي يملك وديعة مصرفية مخصصة للأيام السود فتتبخر قيمتها في ليلة ظلماء وهو للمفارقة نفس المواطن الذي يدًعون المطالبة بحريته!. كنت أتمنى أن يكون هذا التحقيق الصحفي أعمق و أشمل فهو من أخطر الملفات في الأزمة السورية.
-
أحلام ..حملة دعم الليرة نجحت بالفعل و لا تزال مستمرة ... أما المعارضين الذين يرون أن الخطر من انهيار اقتصادي لا يزال قائم .. فهذا ليس الواقع و إنما هذا يتمناه هؤلاء .. و كلام المالح من فترة عن أنه يعول على الاقتصاد لانهيار النظام كان واضح و صريح و قال أن الدولة قريباً لن تكون قادرة على دفع رواتب موظفيها .. و الجميل في الأمر أن الدولة حتى اليوم لم تتأخر عن دفع راتب موظف واحد ليوم واحد .. بل لا تضع شروطاً تذكر حتى على التعاملات المالية في البلد و هذا دليل أنها مرتاحة .
-
مسخرةيعني لؤي الحسين صاير وضعو بيشفق وصدق حالو وتحليلاتو العبقرية وعقدة الشبيحة صايرة خطيرة عندو .بس شو بدكون بالحكي انشهر كتير