كانت حماة، أمس، نجمة المشهد السوري الذي تميّز بتظاهرات يوم الجمعة الروتينية تحت شعار «جمعة أطفال الحرية»، مع تسجيل سقوط عدد كبير من القتلى في المدينة الواقعة وسط البلاد. وحصلت تظاهرات يوم أمس على وقع ما نقلته صحيفة «تشرين» عن الرئيس بشار الأسد، أمام رجال دين من مدينة درعا، أنّ «الإصلاحات قادمة إلى درعا وجميع المحافظات السورية». وتضاربت الأنباء بشأن عدد القتلى، إذ بدأت الحصيلة بثمانية، لتصل إلى 37 بحسب ما نقلته فضائية «العربية» عن شهود وناشطين حقوقيين، بينما ظلت تقديرات جهات أخرى تحصر الرقم بـ34 قتيلاً، وأشارت أخرى إلى أن عدد القتلى «قد يتجاوز الخمسين»، واصفة ما جرى بأنه «مجزرة حقيقية».
من جهته، أعلن التلفزيون الرسمي السوري «مقتل ثلاثة مخرّبين خلال اقتحامهم وحرقهم مبنىً حكومياً في حماة وتصدي قوات الشرطة لهم». لكن كان لافتاً تأكيد التلفزيون الحكومي أنّ عدد متظاهري حماة بلغ «نحو 10 آلاف» شخص، بينما اكتفت وكالة الأنباء السورية «سانا» بالتحدث عن «مئات الأشخاص»، فضلاً عن «تجمعات في محافظة إدلب»، شمال غرب البلاد.
ووصل الأمر بوكالة «فرانس برس» إلى اعتبار أن سوريا شهدت يوم أمس «أضخم التظاهرات منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية» منتصف آذار الماضي. وبحسب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، فإن عدد المشاركين في تظاهرة حماة «فاق 50 ألف شخص»، مشيراً إلى أن «معظم الشهداء سقطوا في حي الحاضر داخل حماة، قرب مقر لحزب البعث، وفي السوق المركزية في المدينة». ورأى أن «تظاهرات اليوم (أمس) كانت الأضخم في سوريا منذ بدء الاحتجاجات، رغم قرار العفو الذي أصدره الرئيس (بشار) الأسد. وهذا يدل على أن الشعب لم يعد يثق بالنظام».
وفي شمال سوريا، احتشد المتظاهرون في معرة النعمان، وتظاهر آخرون في القامشلي ورأس العين وعامودا ودير الزور. ووفق معلومات أخرى، تظاهر أكثر من خمسة آلاف شخص في مدينة بانياس الساحلية (غرب)، وهو ما حصل في جنوب البلاد قرب درعا. ووفق رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي، فإنّ آلاف المتظاهرين احتشدوا أيضاً في دمشق والقرى المجاورة. تطورات ميدانية كانت تحصل على وقع تأكيد عدد من المواطنين أن خدمة الإنترنت توقفت في معظم المدن، وخصوصاً دمشق واللاذقية.
وتوقف بعض المراقبين عند كثافة التظاهرات التي تميّزت بها مدن ذات غالبية كردية كإدلب ومدن أخرى في شمال غرب البلاد وشمال شرقها.
وعن المناطق الكردية، شدد عبد الرحمن على أن «قياديين أكراداً انضموا لأول مرة علناً إلى تظاهرات الحسكة، ومن بينهم فؤاد عليكو القيادي في حزب يكيتي، وعبد العزيز تمو القيادي في تيار المستقبل
الكردي».
وعلى صعيد حوار النظام مع المعارضة السورية، كشفت مصادر كردية أن الأسد دعا قادة 12حزباً كردياً محظوراً إلى الاجتماع به اليوم السبت. وقال عضو اللجنة السياسية لحزب «ياكيتي»، فؤاد عليكو، إن محافظ الحسكة، معزى سلوم، أبلغ بعض قادة الأحزاب الكردية أن «اجتماعاً مع الأسد سيُعقد غداً (اليوم)». وأوضح عليكو «من حيث المبدأ نحن موافقون على اللقاء، لكننا طلبنا مهلة يومين أو ثلاثة أيام حتى يجري التشاور بين قادة الأحزاب الكردية»، مؤكداً أن الدعوة وجهت إلى 12 حزباً كردياً. ورأى عليكو أن توجيه الأسد دعوة إلى الاجتماع بقادة هذه الأحزاب يُعدّ اعترافاً بها. يُذكر أن أحد قادة حزب «ياكيتي»، وهو مشعل تمو، كان قد أُفرج عنه أمس من سجن عدرا، بعد سنتين أمضاهما خلف قضبانه. بدوره، رأى رئيس «المبادرة الوطنية لأكراد سوريا»، عمر أوسي، أن الدعوة تمثّل «بادرة طيبة» لحل الأزمة الراهنة.
«التحرير» في الـ«داون تاون»
في هذه الأثناء، كان وسط مدينة بيروت يشهد مواجهة نتيجة محاولة أنصار النظام السوري منع اعتصام للعشرات من مناصري حزب التحرير الإسلامي، أمس، تضامناً مع الشعب السوري في باحة المسجد العمري. وفي ظل انتشار كثيف للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، لم تشهده العاصمة اللبنانية منذ بدء الأحداث في سوريا، احتشد «التحريريون» في باحة المسجد، بعد أدائهم صلاة الظهر.
واتخذ الجيش إجراءات أمنية مشددة حول المكان، وفتّش أفراده الداخلين إلى الجامع. وكالعادة، كما في كل مرة يجري فيها اعتصام مناهض للنظام السوري، تجمّع العشرات من مؤيّدي حزب البعث بالتزامن مع موعد الصلاة، ووقع تلاسن بين أحد المعارضين السوريين ومناصري البعث، تطور
إلى هرج ومرج، نجح الجيش في احتوائه، بدفع مؤيّدي البعث بعيداً عن المسجد، فيما اعتقل أحد المعارضين للنظام. وفي الواحدة ظهراً، أصبح وسط المدينة أشبه بساحة حرب، بعد فصل الجيش بين الفريقين، وارتفاع الصيحات المتبادلة بينهما.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)
54 تعليق
التعليقات
-
نحن موجودونما هذه الديمقراطية التي تنادون بها وما هذه الحرية التي تتظاهرون من أجلها عندما لا ترون الأخر-كثيرا ماأردت أن أسمع شخص يدعي المعارضة ويعترف بالناس السوريون الذين يريدون الإصلاح بجانب الرئيس بشار-هؤلاء كلنا نعلم بأنهم موجودون فعندما لا تعترفون بنا فكيفا تريدون منا أن نعترف بكم-عند هذه المواقف والنظر بعين واحدة يتأكد لنا بأنكم تتحكمون برأيكم دون احترام الرأي الأخر-وبالتالي أصحاب الرأي الحر مخالف لكل تهجماتكم التي تضحك العالم عليناو يقولون لكم ستفشلون حتما وستنجح الحكمة والعقل وسيأخذ كل من سيتحاور لإصلاح سوريا دورا في التاريخ وسيسقط الأخرون في حفرة الفشل والنسيان
-
أتقو الله بما تفعلونه ، هناك أخرة يا شعب سوريا الحبيبةأنا اراقب الاحداث التي تجري في سورية من البداية واتضح لي في النهاية أنهم كلهم عرعير. مهما تقدم لهم لا ينظرون له . هناك مثل نهايته ( ..... لو خرجت من ثيابك ما عرفتك ) وهم قلة قليلة يضعون على أعينهم غطاءأسود داكن وفي أذانهم سدادات محكمة حتى لا يرون ويسمعون الحقيقة !!!! ؟؟؟؟ في قلوبهم ....... أسود فيا عالم نحن بشر بشر بشر فيا عالم نحن مسلمون مسلمون مسلمون آلا تعني لكم شيء أين تعاليم الله عز وجل أتقو الله عز وجل أتقوه أتقوه أتقوه هناك أخرة ألم يدعو الاسلام إلى المحبة والتأخي والتسامح أتضح لي بأنهم لم يأخذو من الاسلام إلا الجهاد ولكن الجهاد ضد من ..... إن الله عز وجل غفور رحيم حليم ..... والمسلم المؤمن بالله يحاول أن يكون بهذه الصفات فوالله هم لا يمتون إلى الاسلام بذرة صغيرة الله أكبر على الظالمين والطغاة والذين يشوهون صورة الاسلام . وأخير سوريا الله حاميها من التخريب .
-
الحقيقةالحقيقة أن ما يحصل في بادي سوريا هو تحرك غير سلمي لا بل مسلح لمتطرفين اسلاميين و ليس ثورة مطلبية محقة,فمن كان مطلبه الوحيد هو إلغاء الأخر و القتل و التدمير و ليس له أي مطلب متحضر يرقى بالمجتمع ككل لا يمكن تسميته ثورة و إنما فوضى و تنفيذ لإجندات غير سورية حتما,و لكن أقول لهم لن ينالوا من حضارة شعب عمرا 7000 سنة
-
خلصتأبشر الشعب السوري العظيم ، لقد سقط القناع عن نظام الأسد القمعي الدموي وهذا مؤشر كبير على اقتراب موعد الحرية. لقد أثبت النظام يوما بعد يوما فشلا ذريعا في معالجته للأزمة التي تلم به ، وهذا ليس بمستغرب حيث مازالت نفس عقلية الثمانينات هي التي تحم سوريا في القرن الواحد والعشرين. أقول للشعب السوري بقدر ما تحافظون على ثورتكم السلمية ستحققون النصر وتنالوا حريتكم بشكل أسرع ومضمون لأنكم بسلميتكم تكيدون النظام القمعي ولا تدعون له حجة في قصفكم بالمدافع والصواريخ والطائرات ، ولولا سلمية الثورة لكنا رأينا مجزرة حماة جديدة في كل المحافظات. أدعوكم للاستمرار في ثورتكم والنضال من أجل الحرية ونظام ديمقراطي يحقق العدالة والمساواة تحت يد القانون لكل مكونات وأطياف الشعب السوري العظيم. عاشت سوريا حرة أبية
-
نرجو توخي الدقة أكثر ياجريدةنرجو توخي الدقة أكثر ياجريدة الاخبار...انا من بانياس وعدد الذين نزلو البارحة هو أقل عدد من المتظاهرين في كل أيام الجمعة الماضية وهم بالعشرات...وانا هنا لاأبالغ وأؤكد انهم بالعشرات فقط...حرصا على مصداقيتكم نتمى منكم التأكد من مصادر موثوقة وشكرا لجهودكم
-
رجاء.. تحري القليل من الدقة فقطتقولون ان إدلب مدينة ذات غالبية كردية!!!! انا من ادلب وكلنا نعلم انه لا يوجد اي قرية ذات غالبية كردية في كل محافظة ادلب.... كيف يمكن الوثوق بالأخبار ان وردت أخطاء بهذا الحجم على مستوى ابسط الحقائق ولأخذ العلم فإن مشاركة المناطق الكردية في التظاهرات هي الاضعف منذ بدء الاحتجاجات حيث لم تخرج الا مظاهرات صغيرة في القامشلي وعامودا اما المناطق الكردية في حلب ودمشق فلم تخرج فيها اي تظاهرات مطلقا..... وقد عزا احد اصدقائي الاكراد هذا التراجع الى سيطرة المتطرفين الوهابيين على التحركات وهو ما لا يناسب الاكراد المعروفين بتوجهاتهم القومية العلمانية
-
من حق الشعب السوري ان ينتفضمن حق الشعب السوري ان ينتفض على الاقطاع الذي انهك الشعب بفساده واذلاله للشعب استغرب هذه الوقاحة للذين يدافعون .اما هم منتفعون او ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
-
حماه مرة اخرىانا من "المعجبين" بالنظام السوري اقولها بلا خجل رغم مئات القتلى ... ولن اناقش من قتلهم وليس كيف قتلوا.. ولكن ما لا لبس فيه ان هنالك عقلا مدبرا لهذه "الثورة" ومواكبة اعلامية وبروباغندية وهذه المرة توجه الحملة نحو تظهير حماه وكأن ما يحدث فيها هو عود على بدء( 1980).. ولكن لا يعلم العقل المدبر انه اذا لعب لعبة حماه فإن النظام سيلعب لعبة الاخونجية ويذكر الشعب بمآثرهم من مجزرة الازبكية وحلب وسواها... ولن يتمكن " الثوار" حينها من جر باقي فئات الشعب السوري الى ملعبهم وسيلعبون وحدهم امام النظام وهنا لا بد من بروز الخط الثالث والذي بدأ يتنامى في سورية وهو يرفض الاسلوبين ويطرح اصلاحات جذرية بكل ما للكلمة من معنى " تحت سقف الوطن" .
-
الحركات الشعبية للتغيير (2)أغلب المحتجين هم من ألسنة إلا قليلا، وهذا أمر طبيعى فالسنة يمثلون 87% من سكان سوريا، والنسبة الباقية من مختلف الديانات والمذاهب والطوائف، ومن بينها العلوية طائفة آل الأسد. لكن هناك عددا من الشخصيات العلوية فى الداخل والخارج أعلنت تأييدها للثورة، فقد سئمت هذا النظام الفاسد. خلال شهور قليلة سيسقط الأسد، فنحن نريد إنهاء الأمر بأسرع ما يمكن لتقليل عدد الشهداء الذى تجاوز الألف بكثير. سوريا ليست اليمن، فقد استفحلت الجريمة، وسالت دماء الشهداء، وتدمر الاقتصاد. سنحاكم الأسد على أرض سوريا وفقا للقانون السورى، ولن نقول له ولزمرته اذهبوا فأنت الطلقاء، فلسنا رسلا. أعلم بوجود عرض من (المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله على) خامنئى للأسد باستقباله فى إيران متى يريد. مستبعد تماما أن يتوجه إلى أى دولة عربية، فشعوبها سترفض. أخص الشعوب العربية بهذه الرسالة.. إن إخوانكم السوريين يناشدونكم أن تحبوهم كما يحبونكم، وأن تدعموهم فى وجه عصابة الأسد الحاكمة.. نريد منكم يا أحرار العرب جمعة عرب عظيمة ترفرف فيها أعلام أحرار سوريا واليمن وليبيا.
-
الحركات الشعبية للتغييرمنذ أربعين عاما ومطلب الحركة الشعبية واضح وصريح، وهو لا تمديد ولا تفاوض ولا تصالح مع نظام آل الأسد غير الشرعى، الذى يستخدم قوات الجيش لتقتيل شعبه الأعزل. المشكلة فى الضباط الكبار، فهم من زمرة النظام الذى ربط مصالحهم ببقائه. وصلت اعتذارات من أهالىمحافظتي دمشق وحلب لعدم تمكنهم من الانخراط فى الثورة بنفس مستوى المحافظات الأخرى، فقوات الأسد تحكم قبضتها على حلب ودمشق، وتهدد الأهالى بالشبيحة ، وترغم الكثيرين على تلقى أموال وهراوات وأجهزة صعق كهربائية لمواجهة الثوار. كما وعد النظام تجار دمشق وحلب بعقود تجارية مقابل التضامن مع النظام. النظام يدرك جيدا أن انتفاضة حلب ودمشق تعنى نهايته. وحين تنتفض دمشق سيزحف الثوار من كل المدن على العاصمة ليلحق الأسد بمبارك وزين العابدين. نريد من الجامعة موقفا واضحا من الأسد كما كان موقفها واضحا من القذافى. أما بالنسبة للحكام العرب فمعظمهم غير شرعيين، ولا نعول عليهم شيئا، نحن نعول على الشعوب العربية الحرة.. الغرب فوجئوا بالثورات العربية، ويتخبط فى التعامل معها. إن نظام الأسد يحافظ للغرب على مصالحه، فهو يوفر الأمن والاستقرار لإسرائيل، فمنذ عشرات الأعوام ونحن فى حالة اللاحرب واللاسلم بالنسبة لهضبة الجولان المحتلة ... هو أسد علينا وفى الجولان نعامة. وقد سلم لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سى أى آيه) 36 ألف وثيقة أمنية عن الحركات الإسلامية فى سوريا ودول عربية أخرى. كما أنه يعتقل العرب المتوجهين عبر الحدود السورية لقتال قوات الاحتلال فى العراق، ويسلمهم للأمريكان أو يساوم أسرهم على رشاوى مالية إن كانوا من الخليجيين الأثرياء أو يتركهم يعبرون الحدود ثم يبلغ عنهم الأمريكان ليقتلوهم فى العراق، وهذا حدث مع مصريين ومغاربة وغيرهم...
-
لم نسمع صوتكلم نسمع صوتك عندما فتل محمد الدرة ولا عندما قتل اطفال قانا ودير ياسين واطفال الجنوب اين كان حسك المرهف انا ضد قتل الاطفال اينما كان رحم الله حمزة وكل الاطفال لا تبيعونا عاطفه زائفة وكفوا عن العبث في مجتمعاتنا ونحن بالف خير
-
ملحمة الشعب الأسطوريمن يقف أعزلا أمام الدبابات، ويخرج أفواجا أمام رصاص القناصة وهراوات الأمن الكهربائية يجعلني أؤمن بأنه سيكون أيضا محصنا ضد حرب أهلية وضد أحقاد طائفية. إننا اليوم أمام شعب بدأ بتصمميه ولاعنفه وسلميته يبهر ليس فقط المنطقة بل العالم كله. أشعر أن كلماتي تقف في حياء أمام تضحيات الشعب السوري في مسيرته البطولية نحو التحرر والحرية. وما حدث في حماة الآن يجعلنا ندرك أن النظام السوري يرفض أن يسقط بدون أن يعري نفسه ويعيد استعراض جرائمه كلها. حتى وإن نسيناها فهو يريد أن يذكرنا ويقدم نفسه لبقية العالم عاريا من كل إنسانية حتى لا يتركنا إلا وقد وصم نفسه في كتب التاريخ. ولذلك عندما أرى الانضباط السوري والتمسك باللاعنف بعد أسابيع من التشنيع أقف بصمت مهيب يجعلني أريد الانحناء أمامه بخشوع. ماذا يسعني أن أقول أمام معجزة سياسية اجتماعية بهذا المستوى؟ أجدني سعيدة بالمصطلح الجميل الذي أطلقه الأستاذ برهان غليون على هذا الشعب الأبي حين سماه بالشعب الأسطوري. فعلا إن قدرة الشعب السوري على التمسك الصارم والعجيب بالسلمية وباللاعنف في وجه آلة القتل تذكرنا بملاحم أبطال انتصروا على مخلوقات التنين الأسطورية. هذا الشعب الأسطوري صار الآن مؤهلا أن يقدم أبجدية جديدة في التغيير السلمي لبقية العالم. شعب بجسده الغض يصنع الشرعية في أجواء اللاشرعية. لقد استيقظ الشعب السوري من قبر دام ظلامه ورطوبته واحدا وأربعين عاما، وها هو قد قام ليمشي بيننا رافعا يده بالسلمية داعيا إلى العدل والمحبة. هذه هي ملحمة الشعب الأسطوري.
-
لكي يحظى السوريون بمستقبل مغاير "جمعة اطفال الحرية" كانت الاكثر دموية ولا سيما في حماة مدينة الشهداء بإمتياز . واليوم يمكن القول ان الحركة الاحتجاجية في سوريا تحوّلت ثورة حقيقية من حيث شموليتها الجغرافية، ومروحتها الاجتماعية الواسعة، والاهم ان المطالب الاصلاحية تراجعت لكي يحل مكانها مطلب واحد وحيد هو اسقاط النظام. ففي يقين ثوار سوريا ان النظام الحالي غير قادر على الاصلاح ولا الاصطلاح. مع انتهاج النظام ورئيسه خيار الدم تعمقت اقتناعات السوريين بأن الحوار مع القتلة غير ممكن. ففي مؤتمر المعارضة في مدينة انطاليا التركية كان الرد الرافض لمرسوم العفو الذي اصدره الاسد، أن الوريث السادي نفسه هو من يحتاج الى من يعفو عنه بعدما تلطخت يداه بدماء مئات السوريين الاحرار وبينهم نساء واطفال وشيوخ. هكذا وصل النظام في سوريا الى حائط مسدود: فالثورة تترجّح في كل مكان وتتوسع رقعتها على مختلف المستويات ، وعلى المقلب الآخر يتوغل الاسد الابن ومحيطه في خيار القتل كوسيلة وحيدة للتعامل مع حقوق السوريين المشروعة، وهي وسيلة ورثها عن ابيه حافظ الاسد الذي اورثه "جمهورية الخوف والصمت". ان المجزرة التي ارتكبت البارحة في حماة وغيرها من المدن الثائرة على النظام هي اقصر الطرق لسقوط النظام.ان النظام لن ينقذ نفسه بالدماء التي يهدرها في الشوارع والساحات، ولا بالارواح التي يزهقها في كل مكان. ان الثورة في سوريا هي امثولة لكل العرب. ولأنها ثورة حقيقية تتعمد بالدم الطاهر فإنها ستنقل سوريا الى عصر الحرية والكرامة والديموقراطية بعد تصفية ارث حافظ الاسد كنظام واسلوب حكم. فقد آن الاوان لكي يسترجع السوريون بلدهم ولكي يحظوا بمستقبل مغاير لحاضرهم الاقرب الى الموت منه الى الحياة.
-
ماروني فخور،فتشبهوا !في هذه اللحظة التاريخية يطلّق الموارنة دورهم الريادي وينظرون الى الحرية مصدرا لقلقهم والى الديموقراطية نقيضا لأمنهم، ويكتفون بتوسّل ذمّي قاهر وبالمطالبة بشراء أرضٍ في الحدث أو بتعيين عدد من المديرين العامين مع الشكر. أكتب هذه الكلمات بمرارةٍ وأصف المشهد المسيحي اليوم خريفاً من ضمن ربيع العرب. مع التأكيد أن ربيع العرب 2011 أزهر بعد ربيع بيروت 2005 الذي كان للموارنة وكنيستهم دور رائد فيه منذ النداء الشهير لمجلس المطارنة الموارنة العام 2000. ففي لحظةٍ تاريخية، يأتي خلالها 400 مليون مسلم للاعتراف بدم الفتى حمزة الخطيب وغيره من الأطفال، يُطلّق الموارنة دورهم الريادي وينظرون الى الحرية مصدراً لقلقهم والى الديموقراطية نقيضاً لأمنهم، والى مبدأ تداول السلطة معاكساً لأسلوب عيشهم! لا، نحن جماعةٌ تفعل وتتفاعلُ مع الآخرين. لسنا أقليّة تبحث عن حماية من أحد ولسنا بحاجة للتوسّل والإستعراضات المسرحية من أجل تأمين الحضور. لقد عانى لبنان من النظام العربي القديم – ذلك النظام الذي يترنّح اليوم – أن يصبح النظام اللبناني شبيهاً به، فاشياً قامعاً للحريات متخلّفاً دموياً قمعيّاً. لكننا رفضنا تلك المحاولات من خلال تأكيدنا على اسلوب عيشٍ لبناني صنعناه مع المسلمين في لبنان وكان لنا الفضل الأكبر فيه. اليوم يحاول العالم العربي ابتكار نظام بديل من نظامه القديم. إذا لم تواكبوا هذه الثورة العظيمة وإذا لم تتقدّموا طليعة الديموقراطيين في المنطقة، فسيكتب أحدهم يوماً ان ربيع العرب كان خريف الموارنة!
-
من الذي يقود في سوريا ؟ هلمن الذي يقود في سوريا ؟ هل استطاعت مخابرات غربية معينة الوصول الى بعض مراكز القرار ؟ هل تدرك القيادة السورية انها تواجه خطر مصير ؟ من بديهيات العلم العسكري فتح كريدور هروب اذا ما حاصرت قوة من الاعداء لكي لا يستبسلوا ويقاتلوا قتال من ادرك ان الموت هو الخيار الاخر الم تدرك القيادة السورية ان ما نشاهده من تضارب تصريحات المسؤولين الغربيين هو نوع من خداع النظام لكي لا يأخذ اجراءات خطيرة ويمني نفسه بماال الموقف الدولي اخشى صراحة ان يكون السبت قد فات على سوريا ومعها لبنان
-
ماحدا بيتعلم الدرس ليعض على أصابعوأقول لمن يتظاهر بعد كل هذه الأحداث المؤلمة إن العراق منذ عام 2003 و حتى 2011 : لم تتوقف فيها التفجيرات لم يخرج منها الأمريكان المحتلين لم يتفق فيها من هم مختلفون لم يهنأ أهلها بالسعادة و أتحداكم أن تضيفوا جملة واحدة فيها شيء إيجابي بعد 2003 ...!!... و أنتم يا أهل بلدي تعلموا من درس العراق كثيرا فلا يمكنناأن نصبح بكبسة زر مثل السويد أو سويسرا أنصح المتوهمين أن يستيقظوا وإن كانوا يمثلون التوهم..فلا تعليق أنا أراهن أن الشعب و القيادة سيتجاوزان الأزمة
-
ما بعرف ليش وسائل الاعلامما بعرف ليش وسائل الاعلام الاجنبية مضخمة الموضوع لهالدرجة والمشكلة حتى انو وسائل اعلام عربية قريبة من سوريا احتواها خطاب الجزيرة اذا مفكرين انو كم حزب كردي وكم حزب سلفي رح يغير خريطة سوريا فهنن غلطانيين .. كلنا مع الحوار الداخلي ومع الاحزاب الداخلية المعارضة .. أما يجيني حزب من برا مع اجندات اميركية واسرائيلية لا بموت هون ولا بخلي أجندات مشبوهة تفوت لهالبلد أما إذا كان بدن إسقاط الاسد فما رح قلن إلا استعدوا لثورتنا الحقيقية ...
-
أطفال المعارضةما يجب أن يصدم "العالم" هو إستغلال الأطفال ، كما تجارة الأطفال، في أعمال شغب وتخريب ، ويفترض أن ُيعاقب هؤلاء من يتخذ من أطفال ومراهقي سوريا أدوات لأغراضهم الدنيئة. على من يدعي " المعارضة" وكل من يتزين بمفردات " الليبرالية" و" الحرية" أن يقدم تبريراً عن أسباب إستخدامه وإستغلاله لطفولة وجب أن تكون ضمن جدران البيئة التعليمية ولا سيما أنهم في مرحلة الإمتحانات المدرسية! هل أفلست " المعارضةالسورية" إلى هذا الحد فبدت كالطبل الإفريقي الأجوف الذي لا دور له سوى الضجيج الهستيري؟ وكما هو معروف في سوريا، التعليم إلزامي ومن يحجم عن إرسال أطفاله إلى المدرسة ينتظره العقاب بالحبس ودفع غرامة مالية. ومن يعبر عن صدمته من الإستعماريين قال حقاً .. لأنه ُصدم من معارضة تمتطي " الطفولة" إنتهازية ً لإرتهاناتها. أحدهم قال أنه يريد تغيير الحكم ولو على ظهر دبابة إسرائيلية!! إذن هكذا تفضح اللغة أصحابها.
-
الاصلاحات في سوريةلما لاتسمح السلطات السورية للصحافة الغير معادية من الصحافة اللبنانية وهم كثر من التواجد في مناطق التظاهرات ببساطة لانهم لايريدون للحقيقة ان تسطع ويظنون انهم باعلامهم الكذاب يمكنهم طمس الحقيقة وصنع اخرى في عصر بات فيه اخفاء الحقيقة يكاد يكون من المستحيلات ان الحلول الأمنية المستوردة من تجارب 1980- 1982 باتت فاقدة الصلاحية ان الاعلان عن لجان ولجان ولجان لم يعد ينطلي حيله على الشعب في سورية لم نعد بحاجه للجان اننا بحاجة لقرارات الشجعان لتلبية مطالب الشعب في الحرية لو قامت السلطة باعلان الخطوط العريضة التالية الغاء المادة الثامنة من الدستور التي يحتكر فيها حزب البعث السلطة حرية العمل السياسي وانتخابات غير مزورة هل يبقى متظاهر على الأرض بمرور الوقت وعدم جدية السلطة بالاصلاح فان الكثير من المترددين الصامتين يتحولون الى مؤيدين للجماهير المعارضة وما اتساع نطاق وعدد المتظاهرين الا بسبب احسساسهم بأن السلطة تراوغ وتخادع الشعب عبر اعلانها عن س س سوف سوف ارجو من المعجبين بالسلطة مناقشة البنود التي اوردتها والابتعاد عن اسلوب الشتيمة والتخوين وقاموس الشعارات الزائفة لان هذا مصير وطن وشعب
-
سلميةالمتظاهرين بحماه كانو قادمين من الضيع وكانو متل الجراد عالطريق كل مامرو من ضيعة ومارضيت تطلع معاهم كانو يطلقو النار بالهواء ويكسروا ابواب المحلات .... بس للامانة كانت سلمية ... هنن صحيح ضربو مونوتوف على الشرطة والأمن العسكري ... بس للأمانة كانت سلمية ..!!!
-
"مدن ذات غالبية كردية كإدلب""مدن ذات غالبية كردية كإدلب" بس بدي اعرف ايمتا صارت ادلب ذات غالبية كردية!!!!!!!؟؟ هي أولاً ثانياً الانترنت كان واقف بجميع انحاء سوريا وبجميع أنواع الاتصال من صبح الجمعة واليوم (السبت) الصبح رجعت الخدمة بإمكانكن تشيكو عالرابط http://www.google.com/transparencyreport/traffic/
-
هذا النظام الفاقد للشرعيةهذا النظام الفاقد للشرعية والذي ورث عدم الشرعية ولداً عن والد يحضّر بغباء لتنفيذ مجزرة حماة الثانية
-
ما لا أفهمه في مظاهراتما لا أفهمه في مظاهرات السوريين أنهم يستخدمون الأطفال.. أتابع على اليوتوب كل جمعة مشاهد مرعبة لأطفال تحت سن ال12 في مقدمة المظاهرات؟.. هل هم يوضعون لأجل الإعلام أم لأجل أن يصابوا أم لهز الرأي العام.. أنا أتفاجئ من أم ترسل طفلها الصغير في مظاهرة قد تشهد أحداث عنف سواء من الجيش أو الأمن أو المتظاهرين أنفسهم.. أم هل عندهم أولاد كثيرون ويضحون ببعضهم .. أنا أم وإذا فكرت للحظة أن ولدي الذاهب إلى المدرسة يمكن أن يمرض من بخة مطر خفيفة أو ريح بترك شغلي وبوصله على المدرسة بيدي ... هل هان عليهم أطفالهم
-
الخارج يصعدما حدث في الامس في سورية دليل على ان القوى الخارجية قررت التصعيد ضد النظام الوطني في سورية وان هذا التصعيد الذي جاء بعد قرار العفو الرئاسي يدل على ان كل ما يجري في سورية ما هو الا تنفيذ لاجندة خارجية تهدف الى خلخلة الوحدة الوطنية باستعمال السلاح من قبل المحتجين وبالتالي الضغط على النظام لتغيير مواقفه القومية و الوطنية وعلى الرغم من ان النظام فتح باب الحوار على مصراعيه امام الجميع فقد بقيت بعض العناصر المتورطة في هذا الشغب ملتزمة بالاجندة الخارجية. و لكن تبين ان غالبية الشعب السوري قد اكتشفت هذه المؤامرة و رفضتها.ان ثقة الجماهير بالسياسة المرنة و التي تنم عن ارادة صادقة للقيادة السورية بالوصول الى كلمة سواء مع جميع القوى الوطنية التي تضع مصلحة البلاد الحقيقية فوق كل مصلحة لكفيل بتجاوز هذه المؤامرة.
-
واتخذ الجيش إجراءات أمنيةواتخذ الجيش إجراءات أمنية مشددة حول المكان، وفتّش أفراده الداخلين إلى الجامع هيدا بلبنان .. لكنا لشو بينحبوا إذا الأمن السوري عم هيك بسوريا
-
أنا أتابع كل المحطات رايتأنا أتابع كل المحطات رايت التلفزيون السوري ينقل مظاهرة ويقول عنها مظاهرة ... ويحدد أين ومتى خرجت .. وبعد ساعة بالجزيرة يقولون نقلا عن التلفزيون السوري يقول أنها مسيرة مؤيدة.. أن يتم نقل الخبر عن التلفزيون كذبا .. أصبحت أشك في الجزيرة وفي ثقافة شهود العيان التي يخرجونها ويمثلونها
-
ليكن بعلمكم الأمس كان أهدا منليكن بعلمكم الأمس كان أهدا من الجمعة يلي سبقه باستثناء عراعرة حماه الذين خرجوا للثار لفضيحة عرعورهم ولذلك توجهوا إلى القصر العدلي الذي يضم ملفات قانونية فضائحية للعرعور
-
لا أعرف بأي لغة أو بلد فيلا أعرف بأي لغة أو بلد في العالم يقوم متظاهرون سلميين بحرق القصر لعدلي ويقف الجيش يتفرج على المنظر.. حدا يخبرني شو الهدف من حرق القصر العدلي وليش ولمصلحة مين..إلا إذا كانوا فعلا لهم قضايا جنائية يريدون أخفائها
-
كونوا منطقيينالمحرر الذي كتب المقال يفهم من كلامه ان اعتصاما من حزب التحرير مرحب به اما اعتصام من انصار سوريا ففيه وجهة نظر سيدي المحرر نعوك الى الكلام بمنطقية حفاظا على المصداقية
-
منذ متى كانت إدلب ذات غالبية كردية؟سؤال: منذ متى كانت إدلب ذات غالبية كردية؟ ما هذا التزييف؟
-
عجبت من جيش يقتل الأطفالعجبت من جيش يقتل الأطفال بعد تعذيبهم والعزّل بعد تمزيقهم, نفس الجيش الجبان لم يستطع تحرير ولو قدم مربّع من أرض الجولان ولا من منع الصّهاينة من التّحليق فوق رأس طاغيتهم الوريث للجمهوريّة!! الجيوش في تونس ومصر دافعت عل شعوبها ضدّ طغاتها وأقسام من جيوش اليمن وليبيا إنشقّوا عن قيادتهم ليقفوا مع شعوبهم ورأينا الطيّارين اللّيبيين يحطّون بمالطا رفظا لأوامر قتل أهلهم.قريبا ستنتصرون ياشعب سوريا العظيم, صبرا صبرا.
-
أي حوار يرجى مابين الجلاد والضحية! (2)تلخصت الدولة في سوريا في عائلة واحدة تتحكم بمقدرات البلد، وتدير كل الملفات وفق نظرية مخابراتية تفترض الجميع أعداء بما فيهم الشعب، فمن يطالب بحرية الرأي يُقمع، ومن يتظاهر يُقتل، ومن يُدلِ بتصريح لفضائية أو صحيفة يَخُن، وفق هذه الرؤية يصعب علينا أن نتخيل أن الأسد يتخلى عن السلطة طواعية من أجل رغبات الشعب، وكيف يتخلى عن السلطة وهو يؤكد بأن المتظاهرين عبارة عن «مرتزقة وخونة و(قاعدة)»؟ وكثيرة هي الأوصاف التي سمعناها عبر الأشهر الماضية. ولكن هنالك نقطة مهمة تجعله يتمادى في عنفه وقمعه لشعبه، وهذه النقطة تتمثل في تذبذب المواقف الدولية وارتباطها بمصالح بعض الدول الكبرى، التي ترى أن الوقت لم يحِن بعدُ لتوحيد موقف دولي إزاء هذا النظام التي تجاوز حدود الدكتاتورية ليدخل خانة جديدة من الاستبداد المغلف بالقتل الجماعي دون هوادة. الحالة التي يعيشها هذا النظام اليوم لم تكن وليدة لحظتها بقدر ما هي تراكمات ممارسة إجرامية أصبحت كبيرة لدرجة يصعب مواجهتها بالحلول القمعية والأساليب المخابراتية لأنها باتت مشكلات اجتماعية اقتصادية ولا يمكن حلها إلا من خلال زوال النظام ، وبالتالي حل المشكلة يتطلب في ما يتطلبه زوال أسبابها، وبالتالي لا يمكن أن يكون النظام جزءا من الحل لأنه بالأساس الجزء الأكثر أهمية من المشكلة. ولو كان جزءا من الحل لشعر به مسبقا وقدم الحلول وتجاوز ما يحصل الآن، ولكنه لا يرى سوى نفسه فقط ولا يجد وسيلة للحوار سوى مزيد من القتل و التدمير.
-
أي حوار يرجى مابين الجلاد والضحية!كان البعض يعتقد أن سقوط النظامين في تونس ومصر سيمهد الطريق لأن تعيش المنطقة العربية ربيعها الديمقراطي، وهذا الاعتقاد نابع من كون النظامين التونسي والمصري قريبين جدا من الغرب سواء أوروبا أو الولايات المتحدة الأميركية، ودورهما كبير جدا في تنفيذ مصالح الغرب في المنطقة. الانتفاضات العربية في الدول الأخرى استمدت بعض قوتها من نجاح الثورتين التونسية والمصرية، ولكن وجدنا أن النتائج كانت عكس ذلك تماما. حيث مارست الكثير من الأنظمة،كسورية مثلاً ، القوة والعنف و البطش، من أجل تجاوز موجة الاحتجاجات رغم الوعود الكثيرة التي أطلقت في تحسين صورة هذه الأنظمة عبر الحديث عن إصلاحات. هذاالنظام تجاوز حدود الدكتاتورية ليدخل حدودا أخرى أكثر قسوة وأكثر بطشا بشعبه، وبالتالي يصبح نظاما بن علي ومبارك أكثر حكمة في التخلي عن السلطة بأقل الخسائر التي يدفعها الشعب مع المحافظة على كيان الدولة وهويتها. لماذا يوصل حكام سورية بلدهم إلى حافات خطيرة؟ هل هي الطبيعة البنيوية لنظامهم ، أم شعورهم بأن توفير مخرج آمن لهم ولأتباعهم يعني هزيمتهم؟ بالتأكيد بنيتهم الفكرية لا تمكنهم من فهم وإدراك ما يحصل، خصوصا في بلد ظلت تحكم وفق مفهوم الرجل الواحد ، وتلخصت الدولة في سوريا في عائلة واحدة تتحكم بمقدرات البلد، وتدير كل الملفات وفق نظرية مخابراتية تفترض الجميع أعداء بما فيهم الشعب، فمن يطالب بحرية الرأي يُقمع، ومن يتظاهر يُقتل، ومن يُدلِ بتصريح لفضائية أو صحيفة يَخُن،وفق هذه الرؤية يصعب علينا أن نتخيل أن الأسد يتخلى عن السلطة طواعية من أجل رغبات الشعب، وكيف يتخلى عن السلطة وهو يؤكد بأن المتظاهرين عبارة عن «مرتزقة وخونة و(قاعدة)»؟
-
اني خيرتكم، فأختاروا !ها هي سورية تضج بدماء شعبها ،وعلى يد طاغية حقود يفترض أنه يرأس جمهورية يحكم فيها الرئيس طالما تمتع بثقة شعبه ويرحل حين يطلب شعبه ذلك. واقع منطقتنا يقول إن رؤساء الجمهوريات التي ابتليت شعوبها بحكام من نوعية حكام سوريا ، تسير وفق مفهوم إما أن أحكمكم أو أقتلكم! ولذا فإن ما يوصف بالربيع العربي في منطقتنا ما هو إلا أمانٍ، فمنطقتنا ما زالت بعيدة عن التحول الديمقراطي، لكن ذلك ليس بالأمر السلبي أبدا. فالأمر الإيجابي الذي تشهده منطقتنا اليوم هو أنها تمر بمرحلة انتهاء حقبة الشعارات المزيفة والكاذبة التي تاجرت بها الأنظمة كثيرا، وعلى مدى عقود، ولذا نرى اليوم في سوريا أزمة مصداقية حقيقية بين الشعب والنظام، فمهما صدر من وعود من قبل النظام المجرم فإنه يقابل برفض شعبي. السبب بسيط؛ فشعب سورية أدرى من الجميع بحجم كذب النظام التشبيحي ، ومراوغته، وعلى مدى عقود، مرة باسم المقاومة، وأخرى باسم القضية الفلسطينية.النظام السوري الذي تغنى طويلا بالعروبة لم يفتأ يبيع العروبة إلى أي مشتر يسانده في عملية قمع شعبه المنتفض، كما أنه تبنى المقاومة، لكنه، أي النظام، لم يقاوم إلا فكرة التطوير والإصلاح والتغيير، ولم يقاوم بالسلاح إلا شعبه، فالجيش السوري لم يحارب في الثلاثة عقود الأخيرة إلا الشعب اللبناني، والشعب السوري! ولذا نقول هو ليس الربيع العربي، بل الانتفاضة العربية على أنظمة الشعارات والكذب والابتزاز ، أنظمة تحكم وفق منهج: أحكمكم أو أقتلكم!
-
إمبيريالي صهيوني غير مسلم، فتشبهوا ! قال وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية اليستير بورت إنَّه "مرة أخرى، أثبتت الحكومة السورية إزدراء مقيتاً للحياة الإنسانية، في وقت نزل فيه سوريون عاديون إلى الشارع اليوم لإحياء ذكرى اطفال أبرياء قتلوا خلال الاضطرابات"، من بينهم حمزة الخطيب (13 عاما) "الذي صدم مقتله العالم بأسره".
-
حماية الإنتفاضة واجب أخلاقي وإنسانيفي سوريّة،تثار اليوم مسألة علاقة الدين بالإنتفاضة الشعبية المباركة هناك.هذه المسألة: يثيرها المولعون بالنظام السوريّ والمرتبطون به، كما يثيرها الذين يبحثون عن إعفاء ذاتيّ من الانتفاضة. وهم يثيرونها في قالب يجمع بين التهويل والابتزاز. وقد سبق لكثيرين من ناشطي الانتفاضة والمتعاطفين معهم أن ردّوا على التهويل والابتزاز هذين: ذاك أنّ نظام الاستئثار طرد شعبه من المجال العامّ فلم يبق له إلاّ المسجد تنطلق منه التظاهرات، فضلاً عن أنّ الإسلاميّين في سوريّة مُضطَهَدون أكثر من سواهم، ومُضطهَدون لكونهم إسلاميّين. أبعد من هذا: شبّان الدين السوريّون مجبولون اليوم بشبّان الحداثة، متقاطعون معهم. يصحّ ذلك في أدوات التواصل الاجتماعيّ كما في شعارات الحرّيّة والديموقراطيّة والوطنيّة. واعتبارات كهذه هي التي حملت الباحث آصف بيات على وصف ما يجري بـ «الثورات ما بعد الإسلاميّة». هكذا رأينا أنّ المؤتمرين في أنطاليا مثلهم مثل الذين عارضوا المؤتمر، يعزفون عن طرح دولة دينيّة أو عن حكم الشريعة. والشيء نفسه يصحّ في أيّام الجُمَع الغاضبة والهتافات والشعارات التي تصدر عنها. صحيح أنّ العلمانيّة لم يتمّ تبنّيها، وهذا طموح كبير ومبكّر، إلاّ أنّ المطالبة بها بدت أعلى صوتاً بلا قياس من المطالبة بالدولة الدينيّة. وهذا ما يحمل على القول إنّ إيمانيّة الانتفاضة السوريّة لاعلاقة له بنموذجي إيران وولاية فقيهها وأفغانستان الطالبانيّة. صحيح أن هناك ضعفاً في الفكر السياسي للإنتفاضة وهو نتاج افتقار صنعه نظام الإستبداد التشبيحي و الثقافيّ المديدين.حري بنا إذاً أن نتفهم المعاناة التاريخية الأليمة لأهل الانتفاضة،والواجب الأخلاقي والإنساني أن نحمي ظهرها فيما هي تحمي صدرها من سهام لئيمة حاقدة ومسمومة.
-
الحديث يقول ان اكرمت الكريمالحديث يقول ان اكرمت الكريم ملكته و ان اكرمت اللئيم تمرد ... و هذه هي ردود المعارضين اللؤماء على قرار العفو العام و الافراج عن معتقليهم ..