الغموض يحيط بحياته الخاصة كما بموقفه السياسي، فهو الشاب الصاخب الذي يقود سيارة فيراري في شوارع مدينة ميونيخ الألمانية بصوت مزعج يفرض عليه دفع غرامة مالية، كما أنه في الوقت نفسه ذاك المؤمن الذي لا يغادر محراب الصلاة، والشاب الذي لا يهتم بالسياسة، وفي الوقت نفسه أصغر أبناء القذافي الذي تحوّل إلى معارض للنظام.
المُتفق عليه أن سيف العرب القذافي أو «عروبة» كما كان لقبه، هو الأقل ظهوراً بين الأبناء السبعة للزعيم الليبي، بل هو أبعد ما يكون عن السياسة، لكن سيف العرب القذافي الذي قُتل عن عمر 29 سنة في مسكنه بحي غرغور الراقي في طرابلس السبت الماضي، ظهر اسمه في الإعلام للمرة الأولى عام 2006، حين وردت تقارير عن تورطه في شجار في «ملهى 4004» الليلي في مدينة ميونيخ الألمانية. يومها كان طالباً يدرس في جامعة ميونيخ في جنوب ألمانيا، حيث تشاجر مع أحد أفراد الأمن في الملهى حين حاول طرد رفيقته التي بدأت بالتعري في قاعة الرقص. حادث كاد أن يتحول إلى أزمة دبلوماسية بين ليبيا وألمانيا. ولم تتوقف مغامرات الشاب الأعزب عند هذا الشجار، بل تعدّته الى ظهوره كشاب مُزعج يهوى قيادة سيارة فاخرة من نوع «فيراري»، التي قيل إن سعرها يصل الى 200 ألف يورو، تُصدر صوتاً قوياً لفت انتباه رجال المرور، لذلك تحفظت الشرطة على سيارته التي كان يقودها في شارع «ليندفورم» في مدينة ميونيخ، حيث يمتلك بيتاً يصل ثمنه الى 5 ملايين يورو.
وفي المراسلات الدبلوماسية الأميركية التي نشرها موقع «ويكيليكس» عن أسرة العقيد الليبي، لا يرد ذكر سيف العرب إلّا قليلاً، ولا يتهم إلا بأنه يقضي الكثير من الوقت في حياة الصخب.
في المقابل، سيف العرب الذي كان تلميذاً في سلاح البحرية قبل سفره الى ألمانيا، يعدّ في نظر مسؤولين ليبيين شخصاً شديد التمسك بخصوصيته، لا يسافر بصحبة حراسة خاصة. ويُروى عنه أنه كان متديناً ومتواضعاً ومعروفاً بأنه يقضي كثيراً من الوقت في المسجد.
في ما يتعلق بموقفه من الأحداث الأخيرة، ذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا)، أن القذافي أرسل سيف العرب على رأس قوة عسكرية كبيرة إلى بنغازي لمحاولة إنهاء «التمرد»، لكن الأمر انتهى بانضمام القذافي الابن إلى المعارضة ضد أبيه. وذهبت بعض وسائل الإعلام الى تضخيم هذا الحدث بقولها «قال سيف العرب إن على والده، إما أن ينتحر أو أن يهرب إلى أميركا اللاتينية». بيد أن الأنباء عن انشقاق سيف العرب عن أبيه، لم تتأكد قط، بل تبين أن قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1970 الخاص بالعقوبات على ليبيا، فرض حظر السفر على سيف العرب وأبيه وأشقائه وعدد من كبار المسؤولين، لكنه استبعد «عروبة» من تجميد للأصول فرض على معظم إخوته. وبذلك ظل موقف هذا الشاب ملتبساً، فيما أعلن مقتله في عملية طاولت عائلة الزعيم الليبي على نحو مباشر.