رام الله | لم تجد إسرائيل ما تصب جام غضبها عليه بعد الفشل الذريع في العدوان على غزّة، الا بمعاقبة كوادر «حماس» في الضفة الغربية عبر شنّ حملة اعتقالات واسعة طالت العشرات، بينهم نواب في المجلس التشريعي، بما أن بنود التهدئة لم تشملهم، وكي تخفف من وطأة الهزيمة، زعمت أنها اعتقلت أعضاء خلية عملية «تل أبيب» الفدائية، ولاحقت نشطاء المقاومة، في كل مدينة وقرية ومخيم في الضفة الغربية المحتلة.
ونفذت قوات الاحتلال الاسرائيلي حملة اعتقالات واسعة فجر أمس، استهدفت بشكل رئيس أعضاء ونواب حركة «حماس» في الضفة الغربية، استكمالاً لحملة الاعتقالات الواسعة التي بدأت فجر أول من أمس، وطالت 55 مواطناً في الضفة الغربية. وبحسب مصادر حمساوية، فإن قوات الاحتلال اعتقلت عدداً من النواب في مدينة رام الله، منهم أمين سر المجلس التشريعي محمود الرمحي، ومن الخليل باسم الزعارير، وفي طولكرم فتحي قرعاوي ورياض رداد، وعماد نوفل من قلقيلية. وفي بيت لحم، اعتقلت مصطفى عيسى موسى العروج (50 عاماً)، وهو يعد أحد قياديي «حماس» في المدينة.
وأكّد عضو القيادة السياسية في حركة «حماس» رأفت ناصيف، أن «هذه الاعتقالات لن ترهب الحركة ولن توقف مسيرة جهادها»، وأنها دليل واضح على حجم النصر، الذي حقّقته المقاومة في غزّة، وتأكيد على حالة التخبط الكبيرة التي يعيشها قادة الاحتلال بعد هزيمتهم.
وضمن الحملة الإسرائيلية لملاحقة النشطاء، كشف جهاز «الشاباك» الاسرائيلي عن تمكنه من اعتقال منفذي عملية تل أبيب. وقالت المتحدثة باسم الشرطة الاسرائيلية، لوبا السمري ان «جهاز «الشاباك» سمح بالنشر عن تمكنه من اعتقال منفذي عملية التفجير في تل أبيب، وذلك بعد عدة ساعات من تنفيذها، والتي أسفرت عن إصابة 29 إسرائيلياً».
بدورها، ذكرت الشرطة الاسرائيلية في بيان أن معظم أفراد الخلية من سكان قرية بيت لقيا غرب رام الله. وأضافت أن «المنفذين اعترفوا خلال التحقيقات الأولية معهم في جهاز «الشاباك» بتنفيذهم لعملية التفجير في تل أبيب، وهم ينتمون لحركتي الجهاد الاسلامي و«حماس»، وأنهم قاموا باختيار الهدف في مدينة تل أبيب، وقاموا بشراء أجهزة خلوية لتفعيل العبوة عن بعد».
وفيما لا يختلف اثنان حول نصر المقاومة، تفاوتت آراء الخبراء حيال ما بعد هذه المرحلة. وقال الأكاديمي غسان أنصوني من جامعة بيرزيت، لـ«الأخبار» إن الدرس الأهم المستخلص من جريمة الحرب على غزة هو نداء موجه لقيادة المقاومة «لا تستبدلوا الصقور بالنعاج، فمصدر قوتكم لم يأت من الضفة الغربية للخليج العربي، بل من الضفة الشرقية، فكروا جيداً قبل تغيير التحالفات».
أما المحلل محمد هواش، فرأى أن «المقاومة لم تهزم، ولن تهزم، لكن المهم هو المحافظة على روح المقاومة، وربط ما هو أمني بمشروع سياسي واضح، فالمقاومة تحتاج لتقول انها انتصرت، والى ازالة اللبس حول مشروع التسوية، أي تظهير موافقة «حماس» على مشروع الدولة.. ومشروع الدولة هذا يحتاج الى انهاء الانقسام». الخبير المتابع للشأن الاسرائيلي، محمد أبو علان، اعتبر أنه من المبكر الحديث عن تقدير تبعيات وقف إطلاق النار، كون الأمر يتطلب معرفة الالتزام الذي سيكون بهذا الاتفاق.