المنامة ــ الأخبار بعد عشرة أيام على اعتقاله، جددت المعارضة في البحرين المطالبة بالإفراج عن العقيد المتقاعد في قوة دفاع البحرين، محمد الزياني، ذي الميول السلفية، المعتقل بسبب الإدلاء برأيه، وسط تصاعد حملة التضامن معه على المواقع الاجتماعية وتساؤلات حول صمت أهل المحرق وتجمع الفاتح (موالون) إزاء اعتقاله.
وبحسب ابنة الزياني، الذي اعتقل في 16 تموز الماضي، كلثم، فان التهم الموجهة له تتعلق بمقالة له منذ عامين «لم يكتبها هو»، ومقالة أخرى «لم يستنكرها»، إضافة الى تواصله مع الصحافية لميس ضيف.
وقد أوضحت الأخيرة على «تويتر» أن تواصلها مع محمد الزياني «لم يكن سياسياً، بل طلبت منه الاستعلام عن حالة أسرة محتاجة في الرفاع».
وكانت عائلة الزياني قد زارته أول من أمس، وقالت ابنته على «تويتر» «رأيت أبي متحفظاً في حديثه، ونظراته مريبة وقد بدا عليه الإعياء ورأيت أحد أظافره مقلوعاً والدماء جامدة عليه».
ومحمد الزياني هو سلفي التوجه، لكنه معروف باعتداله وعلاقاته مع مختلف التيارات، بمن فيها قادة المعارضة.
ولطالما وجه انتقادات للحكومة والمعارضة على حد سواء وطالب بالإصلاح وضرورة معالجة الأزمة. وكان موقع «مرآة البحرين» المعارض، قد نشر تقارير تحدث فيها عن آراء الزياني السياسية، وانتقد خلالها الأخير عملية هدم المساجد.
وهو ما دفع أحد أفراد عائلته، ظافر الزياني، المعروف بـ«أسد تكريت» إلى تحذيره، قائلاً «إن العائلة غير راضية عن تصريحاتك»، طالباً منه إعلان ولائه لرؤوس العائلة المالكة.
في غضون ذلك، تكثفت الحملة على موقع «تويتر» للمطالبة بالإفراج عن الزياني، ومعرفة مصيره، ودعوات الى أهل المحرق وتجمع الفاتح للتحرك من أجل المطالبة بالإفراج عنه.
وكتبت لميس ضيف تقول «محمد نجم مجالس المحرق، ويعرف أهلها استقامته ووطنيته. أسيكتفون بالصمت على مصابه؟ هل نجحت الحكومة في إرعابهم إلى هذا الحد!»
واللافت في اعتقال الزياني، أنه لم تصدر حتى اللحظة مواقف صريحة من قبل جمعيتي «الأصالة» (السلفية) و«المنبر» (إخوان)، رغم أن مختلف القوات السياسية أصدرت بيانات أدانت فيها عمليات اعتقال الزياني على خلفية إبداء رأيه، وطالبت بالإفراج الفوري عنه.
لكن مع ذلك، صدرت بعض الأصوات التي هاجمت الزياني بسبب علاقته بالمعارضة. وكانت مختلف القوى السياسية، المعارضة تحديداً، قد أصدرت تصريحات نددت فيها بعملية الاعتقال، واعتبر القيادي في جمعية «الوفاق» خليل مرزوق أن «اعتقال الشخصية الوطنية محمد الزياني هو محاولة يائسة من النظام البائس لوقف تنامي الأصوات الوطنية». وأصدرت جمعية «الوفاق»، أمس، بياناً، جددت فيه دعوتها للإفراج عن «معتقل الرأي محمد الزياني».
وأعربت عن «قلقها حول مصير الزياني»، مشددة على أن «استخدام السلطة لصلاحياتها بالنحو التعسفي يجعل من السجن واحدة من أدوات الانتقام الرئيسية من معارضيها ومناوئيها».
واعتبرت أن «الاعتقالات السياسية توجه البحرين نحو مزيد من التأزيم والابتعاد عن أي فرص للحل السياسي».