أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس، أنها باتت تعتبر المعارك في سوريا حرباً أهلية وتؤكد لكل الأطراف أن «القانون الدولي الإنساني يجب أن يطبق»، فيما شكا مسؤول إغاثة رفيع في الأمم المتحدة من أن دمشق ترفض منح تأشيرات لعمال الإغاثة الغربيين. وعن اعتبار ما يجري في سوريا بأنه حرب أهلية، أوضح المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ألكسيس هيب، لوكالة «فرانس برس» بأن «هذا الأمر ليس جديداً. (فقد) أبلغنا سابقاً الأطراف، وفي نيسان قلنا إن وضع نزاع مسلح غير دولي ينطبق على ثلاث مناطق محددة، لكن الآن وفي كل مرة تحصل فيها أعمال حربية، يمكننا رؤية ظروف يمكن أن تحدد على أنها نزاع مسلح غير دولي». وهي التسمية الدبلوماسية للإشارة الى حرب أهلية.
وأضاف المتحدث في جنيف إنه في هذا الإطار «يأخذ القانون الدولي الإنساني أولوية في كل مرة تحصل فيها أعمال حربية»، حيث تعتبر منظمة الصليب الأحمر العاملة الوحيدة على الأرض في سوريا مع الهلال الأحمر السوري. وهذا القانون يحدد ظروف حماية السكان المدنيين، لكن أيضاً «حماية أشخاص أوقفوا القتال، على سبيل المثال الجرحى وكذلك الظروف التي يمكن أن يكونوا معتقلين فيها».
من جهته، قال مدير العمليات في مركز تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، جون غينغ، «لدينا عدد من التأشيرات المعلّقة للعاملين الدوليين الذين ينتمون إلى عدد من الدول الغربية... الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا وبلد أو اثنين آخرين... لم يمنحوا تأشيرات بسبب جنسياتهم... نحن نعترض على هذا بشدة، ونتعاون مع الحكومة السورية للتغلب عليه».
وأضاف غينغ، بعد محادثات مغلقة للمنتدى الإنساني السوري الرابع في جنيف حضرها المبعوث السوري فيصل خباز حموي، إن مسؤولي الأمم المتحدة يتناولون قضية التأشيرات «على نحو يومي» مع السلطات السورية التي كان من المفترض أن تلتزم باتفاق تم التوصل إليه في أوائل حزيران لتوسيع عملية الإغاثة في الأمم المتحدة. وأضاف غينغ إن محصول القمح السوري سيتراجع أكثر من 700 ألف طن هذا العام، مستشهداً بنتيجة دراسة أجراها برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة التابعان للأمم المتحدة، والتي ستصدر الأسبوع المقبل.
وقال غينغ إن عدد السوريين الذين يحتاجون الى المساعدة بات يتخطى بكثير الرقم الأساسي وقدره نحو نصف مليون، موضحاً «أننا نواجه الكثير من العقبات في جهودنا لتلبية حاجات الناس». وأضاف «إننا نواجه سياسة عرقلة مكثفة من الحكومة السورية، نواجه بيئة عمليات على قدر لا يصدق من الخطورة بسبب النزاع، ولدينا مشكلات قدرات بالنسبة إلى وكالات لم تكن لديها عمليات أو كان لديها القليل من العمليات ووجدت نفسها مشاركة في عملية إنسانية ضخمة».
وتستعين الأمم المتحدة حالياً بستين أجنبياً في سوريا، حيث يقدر أن هناك نحو 1.5 مليون شخص في حاجة إلى المساعدة، وسط تصاعد العنف.
في غضون ذلك، قال المسؤول في مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين بانوس مومتيس، إن هناك حالياً 112 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى المفوضية في أربع دول هي: لبنان وتركيا والأردن والعراق.
إلى ذلك، أعلن مصدر مسؤول في وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن مهمة حماية سفينة الشحن «العائد» التي تحمل أسلحة ومروحيات إلى سوريا لم توكل الى القوات البحرية الروسية بعد. وكانت شركة «روس أوبورن أكسبورت» التي تدير معظم الصادرات الروسية من السلاح والعتاد العسكري قد نفت في الأسبوع الماضي أن سفناً عسكرية روسية تبحر إلى البحر المتوسط، تنقل مروحيات «مي - 25» إلى سوريا، مشيرة إلى أن المروحيات السورية التي تم إصلاحها في روسيا موجودة على متن سفينة الشحن «العائد».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)