غادرت مجموعة من السفن الحربية الروسية، بقيادة السفينة الأدميرال تشاباننكو المضادة للغواصات، أمس، ميناء سيفيرومورسك متجهة إلى ميناء طرطوس السوري، كما أفادت وكالة «انترفاكس». ونقلت الوكالة عن «مصدر عسكري ودبلوماسي» أنّه «غادرت ثلاث سفن لنقل الجند برفقة سفينة الأدميرال، وأن ثلاث سفن أخرى، بينها سفينتا استطلاع، ستنضم إليها خلال رحلتها. وأوضح المصدر أنّ برنامج الرحلة يشمل «التوجه إلى ميناء طرطوس السوري»، حيث توجد قاعدة تموين ودعم تقني روسي، مؤكداً أن هذه العملية «ليست مرتبطة بتفاقم الوضع في سوريا». وأضاف «في ميناء طرطوس ستتزود السفن بالوقود والمياه والأغذية»، وأشار إلى أنّ «انتشارها في المتوسط سيستمر حتى أواخر شهر أيلول». من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية إنّ مجموعة من السفن الحربية، بينها الأدميرال تشاباننكو، تتوجه نحو شمال الأطلسي بهدف المشاركة في مناورات الصيف في مناطق بعيدة. ولم تأت الوزارة على أي ذكر لميناء طرطوس في تصريحاتها لوكالة «انترفاكس».
في جانب آخر، قال مصدر عسكري يوناني لوكالة «فرانس برس» إن أربع سفن حربية روسية دخلت بحر «إيجه»، أمس، من البحر الأسود، في طريقها جنوباً.
بدوره، رأى البيت الأبيض أن توجه مجموعة من السفن الحربية الروسية إلى مرفأ طرطوس السوري لا يمثّل أمراً غير عادي. وقالت ايرين بيلتون، المتحدثة باسم مجلس الامن القومي المعني بالسياسة الخارجية لدى الرئاسة الاميركية، لوكالة فرانس برس، إن «لدى روسيا قاعدة إمداد وصيانة في مرفأ طرطوس السوري». وأضافت «والحالة هذه لا سبب لدينا للاعتقاد أن هذا التحرك (للسفن) ليس روتينياً».
وفي سياق آخر، واصلت القوات النظامية، فجر أمس، قصف الأحياء الخارجة عن سيطرتها في مدينة حمص، خاصة جورة الشياح، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان». ولفت المرصد إلى تجدد القصف على أحياء جورة الشياح، والقرابيص والخالدية، في مدينة حمص. وأضاف أن مواطناً قتل في حي البرزة الدمشقي تحت التعذيب، بعد اعتقاله منذ أكثر من شهر من قبل قوات الأمن، بينما «شهد حي المهاجرين انتشاراً لقوات الأمن ولمسلحين تابعين للقوات النظامية».
وفي مدينة درعا، تعرضت عدة أحياء لقصف عنيف من قبل القوات النظامية، تَركّز بشكل أساسي على أحياء درعا البلد، ودرعا المحطة، ومخيم النازحين، ما أدى إلى سقوط جرحى. ولفت المرصد إلى سماع أصوات انفجارات في حي طريق السد، مترافقاً مع حظر تجوال في المدينة، وانتشار كثيف لقوات النظام.
كذلك شهدت بلدة نصيب، على الحدود السورية ــ الأردنية، بعد منتصف ليل الاثنين، «اشتباكات عنيفة بين الكتائب المعارضة والقوات النظامية»، بحسب المرصد. وأوضح المرصد أنّ مقاتلين معارضين قتلا خلال اشتباكات على مداخل مدينة اعزاز، كما قتل في مدينة دير الزور سائق متطوع لسيارة إسعاف إثر إصابته بإطلاق رصاص في المدينة». وقالت جمعية «الهلال الأحمر العربي السوري» إن موظف إغاثة من العاملين فيها توفي يوم أمس، بعد يوم من إصابته بالرصاص في عربة إسعاف تحمل علامات واضحة. وخالد خفاجي، هو خامس عضو في الهلال الأحمر السوري يقتل في الصراع في سوريا، والثاني الذي يقتل في أقل من شهر.
وهاجم مقاتلون معارضون القسم الغربي من مدينة الزور، بقذائف «آر بي جي»، وتعرضت أحياء عدة في المدينة لقصف من قبل القوات النظامية، التي تحاول السيطرة عليها، بحسب المرصد. إلى ذلك، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، أمس، أن السلطات أحبطت محاولة تسلل «مجموعات إرهابية مسلحة» قادمة من لبنان إلى سوريا في مواقع عدة من ريف تلكلخ، وتمكنت من إيقاع خسائر كبيرة في صفوفها. وأدى الاشتباك إلى مقتل وإصابة عدد من «الإرهابيين»، فيما أصيب عنصر من الجهات المختصة بجروح، بحسب الوكالة.
وفي سياق آخر، وضعت قبرص خططاً لاستيعاب 200 ألف لاجئ فارين من القتال في سوريا. ورغم أن هذا الرقم هو وفق أسوأ سيناريو، إلا أنه يعادل ربع سكان قبرص، وهذا ما يمثّل عبئاً، في وقت تشهد فيه البلاد اضطراباً اقتصادياً. وقال نائب وزير أوروبا في الحكومة القبرصية اندرياس مافرويانيس، وهو سفير سابق لدى الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، «لا نعرف ما سيحدث في سوريا، لكن في خططنا قدّرنا أنه يمكن أن يصل من سوريا 200 ألف لاجئ».
إلى ذلك، أفرجت السلطات السورية، أمس، عن 275 موقوفاً على خلفية الأحداث الجارية في سوريا ممن «لم تتلطخ أيديهم بالدماء»، بحسب ما ذكر التلفزيون السوري الرسمي. وأوضح التلفزيون أنّ عملية الإخلاء هذه هي السابعة من نوعها.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)