شهدت سوريا في نهاية الأسبوع تصعيداً عسكرياً غير مسبوق، وكانت ذروة العمليات يوم أمس في محافظة حمص، حيث شن الجيش السوري عدداً من الهجمات على أماكن تجمع مسلحي المعارضة. كذلك شن عدد كبير جداً من المسلحين التابعين لـ«كتيبة خالد بن الوليد» ولـ«لواء رجال الله» هجوماً كبيراً على قاعدة تابعة لقوات الدفاع الجوي في المحافظة. وبعدما تمكنوا من السيطرة على جزء منها لمدة تقل عن 15 دقيقة، شن الجيش السوري هجوماً معاكساً أدى إلى استعادة السيطرة على القاعدة ومحيطها وإلى مقتل 65 مسلحاً، بحسب مصادر المعارضة، فيما تمكن الباقون من الفرار.
وبدا واضحاً خلال الأيام الماضية أن مجموعات المعارضة وسعت من رقعة انتشارها، مستفيدة من وجود المراقبين الدوليين. وفي المقابل، وجدت القيادة السياسية والعسكرية الرسمية السورية أن المجموعات المسلحة تخطت «الخطوط الحمر». وبناءً على ذلك، اتخذ قرار، بحسب مصادر سورية مطلعة، «بالعمل على ردع المسلحين ومنعهم من تجاوز الخطوط الحمر، في محاولة لإعادتهم إلى ما كانوا عليه قبل دخول المراقبين، تمهيداً لعملية عسكرية كبرى سيتم تنفيذها حالما تسمح الظروف السياسية». وأشارت المصادر إلى أن «الأوامر التي تلقتها القوات العسكرية والأمنية النظامية تقضي بعدم التهاون مع المسلحين، وتكبيدهم أكبر قدر ممكن من الخسائر». وارتفعت وتيرة العمليات العسكرية بدءاً من يوم الجمعة الماضي، عندما فجّر مسلّحون معارضون خزانات وقود عائدة لمحطة كهرباء في منطقة القابون في ريف دمشق. وفي الوقت نفسه، هاجمت مجموعة ثانية مقر الاستخبارات الجوية في حرستا. كما تحركت مجموعة ثالثة في منطقة ركن الدين. الهجمات الثلاث حصلت في وقتٍ واحد. وكذلك وقعت اشتباكات قرب الميدان وكفرسوسة استُخدمت فيها قواذف الآر بي جي وأسلحة متوسطة ورشّاشة.
اعتقد كُثر أنها الساعة الصفر التي روّج لها بعض المعارضين الذين أشاروا إلى وقت مرتقب لهجوم كبير في المناطق التي لا تزال المعارضة المسلحة ضعيفة فيها نسيباً. لم يدم التكهن طويلاً، فقد ردّت أجهزة الاستخبارات السورية بعنف. تحركت بعشرات السيارات الرباعية الدفع، واشتبك من فيها بعنف، ولساعات، مع المجموعات المهاجمة. وتؤكد مصادر معارضة أن أكثر من مئة مسلح قتلوا في هذه المعارك. وفي هذا السياق، ذكرت مصادر عسكرية في المعارضة السورية لـ«الأخبار» أن المجموعات المهاجمة غريبة عن المناطق المستهدفة، لافتة إلى أن المهاجمين تابعون لمجموعات تكفيرية تتحرك في دوما. وفي السياق نفسه، نقلت مصادر ميدانية لـ«الأخبار» أن عناصر الأمن سحبوا جثث قتلى المجموعة الذين سقطوا خلال الاشتباكات، لكنها لم تُحدد الوجهة التي أخذوها إليها. في موازاة ذلك، نفت مصادر المجموعات الناشطة في مناطق الاشتباكات أن يكون مقاتلوها قد شاركوا في القتال، باعتبار أنه لم يجر أي تنسيق معها، لافتة إلى انها لم تكن تتوقع هذه الضراوة في الهجوم المضاد الذي شنته قوات النظام.
وصباح يوم السبت، حصل قصف عنيف على منطقة البساتين قرب القابون وبرزة. وقد أصيب جراء القصف أربعة أشخاص من مجموعة مقاتلة ناشطة في المنطقة، يقودها شخص يلقّب بـ«أبو الهول». واستهدفت قذيفة أمس السور الخارجي لمبنى رئاسة مجلس الوزراء السوري واقتصرت الأضرار على الماديات فقط.
وقال أحد سكان الحي إن «قذيفة استهدفت مبنى مجلس الوزراء السوري في حي كفرسوسة، وسط العاصمة السورية دمشق، فأصابت السور الخارجي». وأضاف إن القذيفة لم توقع أضراراً في المبنى.
وفي منطقة الحفة في ريف اللاذقية، هاجمت مجموعات اسلامية متشددة إحدى القرى واختطفت عدداً من المدنيين الذين لا يوالون المعارضة. وردت قوات النظام السوري بهجوم عنيف على اماكن تجمع المسلحين في المنطقة، ودارت اشتباكات استمرت لوقت طويل جداً. وقالت مصادر من المنطقة المذكورة لـ«الأخبار» إن الاشتباكات أدت إلى مقتل وجرح العشرات من الطرفين.
من جهته، دعا «الجيش السوري الحر»، في بيان أمس، أبناء الشعب السوري الى المشاركة في «التصعيد الثوري السلمي من خلال المشاركة في الإضراب العام ودعمه وتفعيله، فهو أولى الخطوات نحو العصيان المدني الشامل». وشملت الدعوة الى الإضراب العام كذلك «كل العاملين في الدولة في الداخل وفي الخارج» لكي «يعلنوا موقفاً شجاعاً دون خجل أو تردد». وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تعرض حي الخالدية وحي جورة الشياح وأحياء أخرى في حمص «لقصف عنيف وإطلاق نار من رشاشات ثقيلة ومتوسطة من قبل القوات النظامية التي تحاول اقتحام هذه الأحياء».
الى ذلك، أفاد المرصد بأن آلاف المواطنين شاركوا في تشييع تسعة قتلى في مدينة معرة النعمان، قضوا جراء القصف الذي تعرضت له المدينة مساء السبت. وأوضح المرصد أنه سمعت أصوات إطلاق رصاص كثيف في درعا البلد ودرعا المحطة ومركز المدينة وحي السبيل، كذلك سمعت أصوات انفجارات شديدة في مدينة انخل وبلدة الغازية.
في المقابل، ذكرت وكالة سانا أن الجهات المختصة داهمت بالتعاون مع الأهالي أحد أوكار المجموعات الإرهابية المسلحة فـي بلدة يلدا بريف دمشق، وضبطت فيه معملاً لصنع العبوات الناسفة. وذكرت سانا أن مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت محطة لتحويل الكهرباء في حمص، ما أدى إلى اشتعال النيران فيها.
وبث التلفزيون السوري أول من أمس فيلماً وثائقيا ألقى فيه الضوء على تفجيرات دمشق الإرهابية ومنفذيها، وكشف فيه أن إرهابيين من تنظيم جبهة النصرة المرتبط بتنظيم القاعدة ومن جنسيات مختلفة هم الذين خططوا ونفذوا هذه التفجيرات. كما بث التلفزيون السوري اتصالاً هاتفياً بين شخصين، أحدهما يستخدم شريحة هاتف تركية وآخر يدعى غيث محمد صادق كلية، يعدّان لارتكاب مجزرة بحق أهالي منطقة الحفة وقرية تفيل بريف اللاذقية.
(الأخبار، سانا، رويترز، ا ف ب، يو بي آي)
11 تعليق
التعليقات
-
الجيش السوري الحر بدون قوسينتقرير منحاز رغم محاولة اظهاره بعكس ذلك.الجيش الحر بدا مؤخراً يتمتع بالمزايا التالية ؛ -إزدياد ملفت في العدد ،ما يعكس التأييد الشعبي له -إزدياد أعداد المنشقين عن الجيش النظامي ومن مختلف الرتب ،ما يعكس عدم توفر القناعة في اوساطه بالمهمة التي يقوم بها وهي الدفاع عن النظام ، -أصبحت هجمات الجيش أكثر جرأة في المكان والزمان والكيف ،وكذلك أكثر تنظيماً . أصبح يملك زمام المبادرة إلى حد كبير،مقابل جيش النظام الذي بدا وكأنه في موقع الدفاع ،وإن هاجم فإنه يهاجم بقوة نارية غير متناسبة ،توجه إلى مناطق ومدن بعينها . يتمتع الجيش الحر ببيئة حاضنة ،يبدو ذلك من حجم المعلومات الاستخبارية التي يوفرها له الجمهور عن التحركات العسكرية للنظام ،في الشوارع،والأزقة ،والحارات ،وعلى الطرق .وحتى عن أعوان النظام . صحيح أن الجيش الحر يغلب عليه الخطاب الديني . ذلك أنه إبن بيئته ،لكن أن يصور ذلك على أنه دليل تطرف فهذا مجاف للحقيقة ،كما أنه يعد إثارة للعصبيات الطائفية ،لن يستفيد منها أحد .
-
اتمنى ان يسود صوت الحكمةاتمنى ان يسود صوت الحكمة
-
خلاص سوريا هو في خلاصها منخلاص سوريا هو في خلاصها من نظام العهرالاسدي...الحرية يللي بدنا اياها سنحصل عليها .
-
الجميع يركب دراجة بعجلة واحدة ... وويل لمن يسقط أولاً!وصل الوضع السوري المأزوم إلى نقطة اللاعودة بين النظام والمعارضة، فلا النظام يريد الجلوس وجهاً لوجه مع من يسميهم "الإرهابيين" ولا المعارضة توافق حتى مجرد الحوار مع النظام، مستفيدة من دعم مادي و تسليحي وإعلامي ولوجيستي قطري تركي وسعودي بلا حدود. إنها إذن معركة كسر العظم التي لن يخرج منها منتصر وسيكون الخاسر الأكبر بالتأكيد هو الشعب السوري الذي قد يفقد وحدة أرضه وينزلق إلى حرب أهلية مذهبية عرقية بين مكوناته المتفرعة إلى دول الجوار وهنا الكارثة الكبرى. الجميع يركب دراجة بعجلة واحدة على سلك رفيع يفصل بين الحياة والموت في سيرك المغامرة والجنون والدم والأشلاء... ومن يسقط عنها أولاً تكون نهايته االحتمية! في غضون ذلك يتدفق على سوريا تكفيريون وسلفيون عرب وآسيويون حاملين "راية الجهاد" التي لم يرفعوها قطّ في وجه المحتل القابع على بضعة كيلومترات منهم. تهتف حناجرهم بـ" الله أكبر"... عند تفجير حافلة جنود أو دبابة سورية وهي حوادث يرد عليها الجيش بضراوة فيسقط الأبرياء في مساكنهم الفقيرة في مدنهم تليها مجازر ومذابح لا يعرف أصحاب الأيادي الخبيثة التي تقف وراءها. نتضرع لله جلّت قدرته أن تنطلق صيحات التكبير والنصر عند اسسترداد الأرض والتحرير والتوقف عن الاحتراب والتذابح الداخلي وشيطنة الآخر تمهيداَ للفتك به تحت شعار الدين!
-
اللهم احفظ سوريةنحن مؤمنون بنصر سورية شعبا، جيشا ودولة. سورية هي القلعة الصامدة للأمة وهي بإذن الله لن تسقط. اللهم انصر حماة الديار يارب.
-
السادة الكرام ، لابكاء علىالسادة الكرام ، لابكاء على سورية ، لا نياح على سورية ، فالبكاء لا يصنع النصر ، والنياح لا يصنع المعجزات ستبقى سوريا أكبر من هؤلاء الأقزام ومشاريعهم السوداوية المظلمة الكاحلة ماذا يريدون بعد ، ارتهانهم للخارج فضح زيف ادعاءاتهم ، وتمويلهم اللا متناهي الحدود لن يصنع منهم رجالات سيادة أو استقلال مزعوم ، لا والله ، إني ومع حبي الشديد لك يا بشار ، إلا أنني لا زلت أرى فيك ذاك الرئيس الشاب الرحوم ، .......فليس هكذا تقمع الثورات ذات الأهداف المظلمة، اقض عليهم بالله عليك ، لا تترك أحدا يخبر عن الباقين ، ولتخبر عنهم شواهد قبورهم إن أذنت لهم ..........
-
سورياكل يوم ابكي سوريا ...ابكي سوريا الصمود ..سوريا العروبة. كم انا حزينة على ما يجري في هذا الحصن العربي. كم اعيش حالة احباط لم اعشه في حياتي. حرام ما يجري في سوريا الان..مجموعات ارهابية تريد تمزيق ما تبقى من الردع العربي ...تريد ان تمحو هوية سوريا المقاومة... انا ابكيك يا سوريا ، كل ما اشاهد من يدعون انهم ثوار و احرار...ابكيك كل ما اشاهد زعيما عربيا يدعي الديمقراطية و هو ابعد من ذلك بكثير.. ابكيك كل ما ارى هذه الوحوش تريد ان تنهش بوجودك. لا تركع يا سوريا ... ابق كما عاهدناك .حرة ،مقاومة ، مستقلة. عاشت سوريا عاشت الاسد عاشت عاشت
-
حامي ديار الامةساتجاوز موقفي السلبي من النظام , و ادعو الله ان ينصر الجيش السوري عليهم يا رب , فهو في هذه المعركة لا يحمي ديار سورية فقط بل ديار الامة كلها من هؤلاء