رأى المبعوث العربي والدولي إلى سوريا، كوفي أنان، أن خطته قد تكون «الفرصة الأخيرة لتجنب حرب أهلية»، على ما نقل عنه دبلوماسيون. لكن أنان، الذي أدلى بهذا التصريح خلال إحاطته مجلس الأمن بما آلت إليه وساطته في سوريا، حذر من أن مهمته «ليست فرصة مفتوحة إلى ما لا نهاية». وأبلغ أنان مجلس الأمن أنه ينوي التوجه إلى دمشق خلال الأيام المقبلة، وفق ما صرح به السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة مارك لايل غرانت للصحافيين.
وقال دبلوماسيون إن أنان ورئيس عمليات حفظ السلام في المنظمة الدولية قدما تقويماً قاتماً لمجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في سوريا. وقال دبلوماسي إن أنان أشار إلى «تقدم محدود على الصعيد العسكري. لا تزال مسؤولية منع زيادة عسكرة الصراع تقع على الحكومة».
وقال دبلوماسي آخر بين أربعة دبلوماسيين تحدثوا إلى «رويترز» بشرط عدم كشف أسمائهم إن أنان أبلغ مجلس الأمن من طريق دائرة تلفزيونية مغلقة من جنيف أن خطته المؤلفة من ست نقاط ليست «التزاماً غير محدد الأجل، لكنها يمكن أن تكون الفرصة الأخيرة لتفادي حرب أهلية». وقال مبعوث آخر إن لادسو أبلغ المجلس أن هناك «انخفاضاً ملحوظاً في استخدام الأسلحة الثقيلة وفي العمليات العسكرية الكبيرة، لكن العمليات العسكرية الأقل ظهوراً ما زالت مستمرة حالياً، وكذلك عمليات الاعتقال الواسعة النطاق». وقال الدبلوماسي الثاني: «ما زالت سوريا تلجأ إلى الأسلحة الثقيلة»، مضيفاً أن لادسو قال إن «قوات الأمن ما زالت موجودة وتتدخل» في المدن.
وأشار أنان إلى «تقدم محدود» في تطبيق خطته على المستوى العسكري، مؤكداً في الوقت نفسه أن القوات الحكومية تستمر في «ممارسة الضغط على الشعب بنحو أكثر تحفظاً». ودعا إلى إطلاق حوار سياسي بين الحكم والمعارضة في سوريا، وهو من أهداف خطته. وأضاف أن وجود مراقبين من الأمم المتحدة في سوريا يهدف إلى «توفير الظروف الملائمة لتسهيل تقدم سياسي».
وتعقيباً على رسالة أنان، قال مندوب روسيا في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إن الموقف في سوريا يتحرك «في الاتجاه الإيجابي»، وبالإمكان تذليل العقبات. وقال تشوركين إن المشاكل لا تزال قائمة في سوريا، مشيراً إلى أن الوضع في طريقه إلى التحسن بصورة عامة.
بدورها، قالت سوزان رايس مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة إن سوريا لم تلتزم خطة أنان وإن واشنطن تزيد التأييد «غير المميت» لجماعات المعارضة، فيما قال مندوب سوريا بشار الجعفري إن الأطراف الداعمة للإرهابيين بالمال والسلاح لا تنفذ ما يترتب عليها إزاء خطة أنان.
وكان دبلوماسي غربي في الأمم المتحدة قد قال قبل ساعات من كلمة المبعوث الدولي: «سنرى إن كان أنان سيقدم مؤشرات على أن خطته لا تعمل». وقال دبلوماسي آخر إن «من الصعب التصور أن بإمكان المعارضة الموافقة على الحوار (مع الحكومة السورية) إذا كانت تتعرض لإطلاق نار وقصف وتعذيب».
وفي موقف لافت، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس خلال زيارة لروما حيث يعقد لقاء قمة مع الحكومة الإيطالية، إن على الأمم المتحدة أن تزيد عدد مراقبيها في سوريا بشكل واضح. وأوضح، خلال لقاء صحافي مع نظيره الإيطالي ماريو مونتي: «نحن بحاجة إلى ألف أو ألفين وربما ثلاثة آلاف مراقب، أي مهمة كبيرة قادرة على تفقد البلاد بأكملها ورؤية ما يجري فيها». وأضاف: «نحن ندعم خطة أنان، لكن إذا سالني أحدهم عن آمالي، فإني سأجيب بأني فقدت كل أمل» تجاه سلطات سوريا. وتابع: «ماذا يمكن أن يفعله 50 مراقباً؟ إنهم لا يستطيعون حتى مراقبة قسم صغير من منطقة في البلاد». ومضى يقول: «لم نتمكن من الحصول على الحل الذي نريد. ربما تعين على مجلس الأمن الدولي اتخاذ إجراءات أخرى».
من جانبه، قال مونتي إن حكومته على وشك تأييد إرسال 15 جندياً إيطالياً غير مسلح إلى سوريا للمشاركة في مهمة مراقبي الأمم المتحدة.
(رويترز، أ ف ب، يو بي آي)