المنامة ــ الأخبار قبل أيام من سباق «فورمولا وان» المفترض أن تستضيفه حلبة الصخير يوم الأحد في 22 نيسان، تصاعد التوتر في البحرين واتخذ طابعاً مذهبياً من خلال الاعتداءات التي شنّها مسلّحون على قرى شيعية، وذلك عقب تفجير استهدف مركزاً للشرطة وأصاب 7 شرطيين ثلاثة منهم في حالة حرجة.
وقالت جمعية «الوفاق» إن «مجموعات تحمل الأسلحة البيضاء بلباس مدني هاجمت المواطنين بعد إيقاف عدد من السيارات واستجوابهم عن محل سكناهم واعتدت بالضرب على مواطنين». وأضافت أن «قوات الأمن لم تقم بواجبها في تفريقهم ومنعهم من التعدي على المواطنين، في صورة تؤكّد التواطؤ، حيث يتعرض أهالي المناطق في النويدرات والعكر والمعامير لخطر التعدي عليهم من هذه الميليشيات في أي لحظة».
وذكر شهود عيان أن مجموعات محسوبة على جماعات سنيّة هاجمت سكان قرى شيعية إثر دعوات جرى تناقلها على شبكة الإنترنت، احتجاجاً على التفجير الذي وقع في قرية العكر، شرقي المنامة، وسبّب إصابة سبعة من عناصر الشرطة. وأشارت «الوفاق» إلى أن «هذه المجموعات أعلنت عن تحركاتها عبر بيان أصدرته الثلاثاء، الأمر الذي يكشف عن غياب أو تواطؤ المؤسسة الامنية التي سمحت بهذا التحرك المنظم». لكن وزارة الداخلية البحرينية قالت، في بيان، إن «مجموعات قامت بالخروج في تجمعات غير قانونية بالقرب من دوار البا بالرفاع». وأضافت أن «البعض منهم قام بإتلاف سيارتين والاعتداء على أسواق 24 ساعة، فيما قامت مجموعة أخرى بالتوجه الى النويدرات، وتم منعهم من قبل رجال الأمن من الدخول إلى المنطقة».
وفي السياق، اتهمت المعارضة، في بيان ثان، قوات الأمن بـ«ارتكاب جريمة منظمة في منطقة العكر»، حيث «اقتحمت عدداً من المنازل فجر أول من أمس واعتدت بوحشية بالغة على الأهالي أثناء تنفيذ عملية اعتقال وحشية لمواطن بحريني، عبد الله مختار، في المنطقة، حيث قامت القوات بالاعتداء على شقيقته وكسر كتفها وكسر رجل عمه وكسر رجل أخيه، مع عبث عام وشتائم للأهل». وأضافت أن «السلطات اعتقلت عبد الله المختار، وجاسم محمد حسن صالح، وحسن علي جواد، وحبيب أيوب المغني، بعد مداهمة عدد من المنازل وترويع قاطنيها وضربهم أمام أهاليهم بوحشية بالغة».
كذلك شنّت «الوفاق»، في بيان ثالث، هجوماً على أجهزة الاعلام الرسمية واتهمتها بالتحريض الطائفي، وقالت إن «أجهزة الإعلام الرسمي في البحرين من أكثر الأجهزة تخلفاً وتضييقاً على الحريات واحتكار الاعلام، وتتعاطى بعقلية إلغائية تصادر حق المواطنين في التعبير عن آرائهم». ورأت أن «النموذج الذي قدمه تلفزيون البحرين وخلفه هيئة الإعلام هو نموذج طائفي فئوي سيّئ جداً». يأتي ذلك فيما تتصاعد المخاوف إزاء وضع الناشط الشيعي عبد الهادي الخواجة المحكوم بالسجن المؤبد، الذي ينفذ إضراباً عن الطعام. وقال القيادي في جمعية «الوفاق»، خليل مرزوق، «في ظل تطور وضع الخواجة، سيصعب الحديث عن إقامة «فورمولا وان» في البحرين». وأضاف أن «الوفاق لن تقول نعم أو لا للسباق، لكن من المستبعد أن يحصل السباق لو حلّ مكروه بالخواجة». ووجّهت قوى المعارضة نداء عاجلاً للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون طالبته فيه باتخاذ موقف للإفراج الفوري عن الناشط الحقوقي عبدالهادي الخواجة الذي يدخل يومه الـ60 من إضرابه عن الطعام داخل المعتقل، والشيخ حسن المشيمع الذي يعاني من مرض السرطان.
وقالت إنه «حسب الأخبار الواردة من قبل أهاليهم والمحامين، فان وضعهم الصحي في غاية الخطورة يستدعي الإفراج عنهم، وكما هو معلوم أن اللجنة البحرينية لتقصي الحقائق قد أثبتت أن الأحكام الصادرة ضد الخواجة والمشيمع وأخرين باطلة لأنها انتزعت تحت التعذيب وهم سجناء رأي».
في المقابل، توالت الإدانات للتفجير الذي وقع في عكر، وبعد إدانة مجلس التعاون الخليجي، أعلنت السفارة البريطانية في بيان «نعبر عن قلقنا واهتمامنا مع الجرحى وعائلاتهم، ونحن نشعر بقلق بالغ لاستمرار العنف في الشوارع». وأكّدت أن «العنف في الشارع يعيق الجهود المبذولة من أجل عملية الحوار السياسي، والاصلاح والمصالحة الوطنية، وجميعها خطوات مهمة وضرورية للبحرين».