دمشق | تشارَك السوريون، على مختلف توجهاتهم وعلاقتهم مع نظامهم الحاكم، أمس، في إحياء الذكرى السنوية الأولى للخامس عشر من آذار 2011، عندما خرجت أولى التظاهرات المناهضة للنظام في مدينة درعا. تاريخ لا يزال الشارع المعارض يرى فيه «بداية لانطلاق الثورة التي كسرت حاجز الصمت الذي دام 40 عاماً».
في المقابل، لا تزال الفئة الموالية ترى أن هذا التاريخ ما هو إلا «بداية إعلان الحرب الكونية على سوريا، وموعداً لبداية تنفيذ المؤامرة الغربية ــ العربية القذرة، ونفذتها العصابات الإرهابية المسلحة». ورغبةً منهم في إعلان فشل «المؤامرة وإحباط مخططاتها»، كثفت وسائل الإعلام الرسمية في الأيام القليلة الماضية، الدعوات إلى خروج المواطنين السوريين الموالين للنظام في جميع ساحات المدن والمحافظات، في مسيرات مليونية حاشدة. كل ذلك بالتزامن مع خروج مسيرات مماثلة في الخارج من السوريين المغتربين ممن يؤيدون مواقف دمشق والرئيس بشار الأسد، الذي نجح في «إحباط المؤامرة وكشف الواقفين خلفها».
ولم تقف تلك الدعوات إلى الخروج في «مسيرة التأييد العالمية» عند حدود وسائل الاعلام الوطنية، إذ أنشأ شباب متحمّسون صفحات مختلفة على موقع «فايسبوك» للدعوة إلى «مسيرتهم العالمية»، في رسالة تحدٍّ واضحة إلى المعارضين، الذين اكتفوا بصفحات الموقع الأزرق في الاحتفال بالمناسبة نفسها، بعدما شددت الأجهزة الامنية الاجراءات الأمنية على مختلف مداخل ومخارج مراكز المدن الكبرى، في تعزيز للاجراءات اعتاد عليه السوريون عند خروج مسيرات تأييد مماثلة للنظام.
ومنذ ساعات الصباح الباكر، أغلقت دوريات أمنية مكثفة جميع المداخل المؤدية إلى دمشق من كافة الاتجاهات، ومنعت وسائل النقل العامة من متابعة طريقها، بينما سمحت لوسائل النقل الخاصة بدخول العاصمة لكن بعد التفتيش الدقيق في أوراق أصحابها، تخوفاً من حدوث عارض أمني يودي ببريق «إعلان النصر ونهاية الأزمة» التي أراد الموالون للنظام إعلانها.
وبالفعل، استجاب الملايين، بحسب وكالة «سانا» وصور بثها التلفزيون السوري، من السوريين لـ«مسيرة التأييد العالمية»، واحتشد مئات الآلاف في ساحة الامويين، ومثلهم في ساحة سعد الله الجابري وفي حلب، وساحة الرئيس في درعا، وساحة سلطان باشا الاطرش في السويداء، وساحة المحافظة في اللاذقية، وساحة العاصي في حماه، بعدما عُلِّقت شاشات ضخمة ووزّعت مكبرات الصوت في زوايا الساحات.
ونقلت وكالة «رويترز» ترداد الحشود في دمشق هتافات «بالروح بالدم نفديك يا بشار»، على وقع تحليق ثلاث مروحيات عسكرية فيما قالت إنه «تحية عسكرية للحشود». وركّز التلفزيون السوري على التجمعات الموالية في درعا خصوصاً، للإشارة إلى أن «مهد الحراك الشعبي» بات محسوباً على النظام. بدورها، نسبت وكالة «أسوشييتد برس» للمواطن الدمشقي ماجد يوسف (30 عاماً) تأكيده أن «سوريا قوية وستنتصر وتقضي على المؤامرة».
في المقابل، يقول أحمد (25 عاماً) ورفاقه من طلبة جامعة دمشق، إنه «مع بداية الأحداث، كنتُ أعلن معارضتي الواضحة للنظام والسلطة والأجهزة الامنية، لكن بعد مرور عدة أشهر فضلتُ مع العديد من أصدقائي، تبنّي موقف حيادي تماماً، بعد انكشاف طبيعة المعارضة غير الوطنية أو المشرِّفة، واختلاط الأوراق في الشارع». ويلفت إلى أن خروج مثل هذه التظاهرات يساهم بدرجة كبيرة جداً في زيادة انقسام المجتمع السوري على نفسه، وارتفاع حدة النقمة بين مختلف أطيافه وفئاته المختلفة.
وفي الشوارع الفرعية والرئيسية المؤدية إلى ساحة الأمويين، خرجت بدورها مسيرات مؤيدة لكن بسيارات هتف ركابها بشعارات مثل «شبيحة للأبد، لأجل عيونك يا أسد» و«يا خليج اسماع اسماع... الشرف السوري ما بينباع» وغيرها. ولدى سؤال ركاب إحدى هذه السيارات عن موقفهم ودوافعهم لخروجهم في «مسيرة التأييد العالمية»، عبّروا عن ولائهم للنظام «المتجسّد دائماً وأبداً بشخص الرئيس بشار الأسد». هذا ما أكدته كثافة صور الأسد التي توسطت الأعلام السورية التي رفعوها ولوّحوا بها من نوافذ سيارتهم.
ولم يختلف الأمر كثيراً في ساحة سعد الله الجابري، أكبر ساحات مدينة حلب. وعلى حد تعبير الناشط المعارض نائل الحديدي، فإن أعداد المؤيدين «لم تكن كما سرت عليه العادة في مسيرات التأييد الماضية».
وقال احد المشاركين للتلفزيون السوري الرسمي ان «الشعب السوري يبني ولا يبنى عليه، الشعب السوري لن ينصت للآخرين». وعلقت المذيعة ان «الوطن سيبقى شامخاً ومحصناً بأبنائه، وأن السوريين بددوا خريطة التآمر على بلدهم».
وبقيت التجمعات قائمة لساعات، وسط اجواء من الرقص والموسيقى والغناء والتلويح بالأعلام السورية والروسية.
وكان سوريون موالون للنظام قد دعوا من خلال صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» بعنوان «لايك من اجل سوريا»، السوريين في الداخل الى التظاهر الخميس، والسوريين في الخارج الى تنظيم تجمعات الجمعة والسبت.
وكانت مختلف أنواع الاتصال الخلوي وشبكة الانترنت قد عُطلت تماماً منذ صباح أمس، وهو ما فسّره معارضون بأنه رغبة من السلطات والأجهزة الامنية في شل جميع الدعوات المناهضة للنظام، التي يقوم بها نشطاء «تنسيقيات الثورة السورية»، إلى الخروج في تظاهرات لإحياء الذكرى السنوية الأولى لحراكهم، وهو ما ترافق مع «حركة أمنية غير مسبوقة في حلب، تخوفاً من حصول حوادث أو خروج تظاهرات معارضة تعكّر صفو احتفال المؤيدين».
وتوقف البعض عند قرار السلطات يجعل يوم 15 آذار يوم دوام رسمي رغم أنه عادةً عطلة رسمية (عيد المعلِّم).



دول «التعاون الخليجي» تقفل سفاراتها في دمشق

أعلن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، مساء أمس، أنّ دول مجلس التعاون قررت إغلاق سفاراتها لدى دمشق، احتجاجاً على «تمادي النظام السوري في القتل والتنكيل بالشعب السوري، وتصميم النظام على الخيار العسكري وتجاهل كل المساعي للخروج من الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب السوري الشقيق». وكانت مملكة البحرين قد قررت في وقت سابق أمس، إغلاق سفارتها في دمشق وسحب دبلوماسييها «نظراً لتردي الأوضاع في سوريا»، وذلك بعد يوم واحد من إجراء سعودي مماثل.
(أ ف ب)

تأليف لجنة عليا للانتخابات البرلمانيّة

أُلّفت أمس اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب السوري (البرلمان) المقررة في السابع من شهر أيار المقبل. وقال رئيس اللجنة، المستشار خلف العزاوي، «شكلت لجان فرعية في كل المحافظات، واعتباراً من اليوم ولمدة أسبوع يحق لمن تتوافر لديه الشروط التقدم بطلب ترشيح لعضوية مجلس الشعب، على أن تبدأ الحملة الانتخابية بعد اعتماد أسماء المرشحين، وتتوقف في الخامس من شهر أيار المقبل».
(يو بي آي)

منع «قافلة الحرية» من دخول سوريا

توقفت «قافلة الحرية» التي نظّمها ناشطون سوريون، أمس، على مشارف مدينة كيليس الحدودية مع سوريا، بعد منعها من دخول هذا البلد. وكانت هذه القافلة التي تضم مئتي شخص، معظمهم سوريون يعيشون في الخارج، انطلقت صباح أمس من مدينة غازي عنتاب التركية باتجاه الحدود السورية.
(رويترز)

إيران ترسل 40 طناً من «المساعدات الطبيّة»

أعلنت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية أن إيران أرسلت 40 طناً «من المساعدات الطبية» إلى سوريا سلّمها الهلال الأحمر إلى دمشق أمس.
(أ ف ب)