هاجمت أغلب الصحف المصرية الصادرة اليوم جماعة الإخوان المسلمين. بالنسبة إلى تلك الصحف، فإن «الجماعة» هي المسؤولة عمّا وصلت اليه الحال في ارض الكنانة. اعتبرت ان ما قامت به قوات الامن والجيش المصري في ميداني رابعة العدوية والنهضة كان استكمالاً لمحاربة «الارهاب» في سيناء. وجهة النظر هذه حملها وتبناها أيضاً بعض الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي. ما عاشته مصر امس، كان بالنسبة إلى جريدة «المصري اليوم» «معركة المصير: الدولة او الجماعة». ورصدت الجريدة «كواليس الساعات الاخيرة قبل فض الاعتصام». وتحت عنوان «السيسي وصل «الدفاع» فجراً... سلاح المظلات شارك في التشويش على اتصالات «رابعة»...و« ساعة الصفر» تغيرت 3 مرات»، شرحت الجريدة تفاصيل العملية العسكرية قبل فض الاعتصامين. بالطبع، وبما أن «في كل عرس للفلسطيني قرص» اتهمت الصحيفة حركة المقاومة الاسلامية «حماس» بالدفاع عن محمد البلتاجي وعصام العريان وصفوت حجازي.
اما صحيفة اليوم السابع فعنونت ««الجماعة» تنتقم من الجميع.. وإعلان الطوارئ وحظر التجول». في عددها الصادر اليوم، عرضت «اليوم السابع» «تفاصيل فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة». وعرضت تفاصيل «الاشتباكات التى اندلعت بين جماعة الإخوان المسلمين والأهالي وقوات الأمن». وحملت الصحيفة تنظيم الجماعة المسؤولية عن تحويل «شوارع القاهرة والمحافظات الى ساحات قتال عنيف، ما دفع الحكومة إلى إعلان حظر التجوال في 12 محافظة، بعد إعلان رئاسة الجمهورية حالة الطوارئ». وعددت الصحيفة ما جرى في مصر من «قطع الطرق وحرق الأشجار وإقامة المتاريس وإشعال سيارات الأمن واقتحام مكتبة الإسكندرية ومحافظات السويس والأقصر والبحيرة وبني سويف». واعتبرت الصحيفة أن «الإخوان يشعلون الفوضى بحرق الأقسام والكنائس». هكذا، نقل الإعلاميون والشخصيات المصرية والصحف أخبار ما جرى في ميادين مصر كل بحسب هواه السياسي. من جهتهم، المقربون وأنصار تنظيم الإخوان المسلمين وصفوا ما جرى في الميدانين بأنه مجزرة. أما الموقع الرسمي للإخوان المسلمين، فقد نشر صوراً من الميدانين، متوعداً أن تكون اعتصامات يوم الجمعة المقبل كبيرة. وآخرون رأوا أنها حرب على الإرهاب. أبرز نجوم التويتر، كانت المذيعة هالة سرحان التي غردت منذ اللحظة الأولى لفض الاعتصام حتى ساعات متأخرة من فجر أمس، فنقلت سرحان تفاصيل ما كان يجري في الميادين المصرية، طبعاً بحسب وجهة نظرها التي ترى في الإخوان تنظيماً إرهابياً، معتبرة أن «المصريين في حرب مع تنظيم دولي». وغردت قائلة: «واضح، الإرهابيون يقتلون ويدمرون ويعتدون. هم ليسوا في حالة دفاع عن النفس، هذه معركة مع الإرهاب».
وفي اللحظة التي أعلن فيها محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية استقالته، قالت سرحان: «مش وقته أبدا ده يا البرادعي، أتمني أن يكون خبر كاذب. إحنا في حرب مع الإرهاب». سرحان «الوطنجية» اتهمت حماس وقالت إن «إطلاق النار قرب سجن أبو زعبل، طبقاً لقناة النيل ربنا يستر حماس وكتائب القسام تاني».
على صعيد آخر، غرد أنصار الرئيس مرسي ضد السعودية والإمارات، وكان من أبرز هؤلاء لاعب كرة القدم محمد أبو تريكة. وغرد أبو تريكة على حسابه الشخصي مهاجماً الحكومة السعودية، وقال: «خانت الثقة التي وهبتها لها شعوب الإسلام بدعمها للخونة الانقلابيين، وسلوتنا أن الشعب السعودي يرفض ما قمتم به». كذلك هاجم أبو تريكة الإمارات قائلاً: «وبالنسبة للكباريه حنبعت ليهم شوية عيال من بتوع الالتراس يحرروا ليهم الجزر المحتلة من إيران، وإن شاء الله رجالة مصر ح يعوضوا نقص رجالتهم». أما أبرز المناصرين لمرسي وللإخوان المسلمين، فكان مذيع «الجزيرة» أحمد منصور، الذي غرد طوال النهار، ناشراً أخباره من مصادره الخاصة مثل: «يجري الآن تشكيل محكمة خاصة لإصدار أحكام عاجلة بالإعدام بحق الرئيس مرسي وكبار معارضي الانقلاب خلال أيام بتهمة الخيانة والقتل».
بالعودة إلى الصحف المصرية، فقد غردت طوال اليوم كل بحسب هواها السياسي على التويتر. ونقلت «المصري اليوم» أفعال أنصار مرسي في المحافظات المصرية من حرق «فيلا هيكل»، إلى الطلب من المواطنين الشرفاء التزام بيوتهم خلال حظر التجوال. مثل «المصري اليوم»، كذلك فعل موقع جريدة «الأهرام» الذي طلب من المواطنين التزام حظر التجوال. وقتل خلال فض الاعتصام مصور «السكاي نيوز» البريطاني ميك دين، بالإضافة إلى مراسلة قناة «الجزيرة» حبيبة عبد العزيز. أما أكثرهم اعتدالاً في الجنون المصري، فقد كان الناشط السياسي علاء عبد الفتاح الذي نقل على حسابه الشخصي ما كان يجري في ميادين مصر، مستنكراً المماطلة في إقرار خطة طريق المستقبل، وقال: «شهر نقاش عن الخطة، فين الخطة بقى؟». وبعد تكاثر عدد القتلى بين أنصار مرسي، غرد عبد الفتاح قائلاً: «مطلوب مراوح وألواح ثلج لحماية الجثامين في مسجد الإيمان بمكرم عبيد».