بدأت قيادة عمليات الانبار والجزيرة ونينوى أمس بتنفيذ عملية امنية «واسعة» في منطقة الجزيرة في الانبار لملاحقة المسلحين، وذلك غداة سلسلة تفجيرات أوقعت نحو 400 قتيل وجريح. وأوضح بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة أن هدف العملية هو «التفتيش عن الارهابيين ومخابئهم»، مشيرة إلى أنها جاءت بأمر من رئيس الحكومة نوري المالكي.
وكان العراق قد شهد أول من أمس سلسلة تفجيرات، تركز معظمها في بغداد، أوقعت نحو 400 قتيل وجريح في اعنف حصيلة تسجل خلال اشهر في تفجيرات بسيارات مفخخة برغم الإجراءات الاحترازية المشددة لتأمين عيد الفطر.
وتبنى تنظيم «القاعدة» في العراق التفجيرات. وذكر بيان للتنظيم نشرته مواقع الكترونية متشددة، أن التفجيرات جاءت «ثأراً لأهل السنّة».
وفي ردود الفعل على التفجيرات، رأى رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، أن الخطط الأمنية الخاصة بعيد الفطر «دعاية إعلامية ومحاولة غير موفقة للتغطية على الخروق والإخفاقات المتكررة» التي كبدت العراق خسائر جسيمة، فيما أبدى استغرابه من حالة «الضعف والتدهور المزرية» التي آل إليها الأمن في البلاد.
من جهتها، دانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي الهجمات. وقالت إن «الإرهابيين الذين ارتكبوا هذه الاعتداءات هم أعداء الإسلام. وأعداء مشتركون للولايات المتحدة والعراق والمجتمع الدولي».
ونوهت بساكي بوجود مكافأة مالية تبلغ قيمتها عشرة ملايين دولار رُصدت لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال أو قتل زعيم تنظيم «القاعدة» في العراق أبو بكر البغدادي.
بدوره، رأى نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جورجي بوستن، أن التفجيرات «تعكس الطبيعة غير الانسانية لمرتكبيها». وشدد بوستن على ضرورة أن يتحد العراقيون «لوضع حد لهذا العنف الدموي الإجرامي الذي يهدف إلى جر البلاد إلى دائرة الصراع الطائفي».
في اطار آخر، كشف السفير الأميركي السابق في بغداد كريستوفر هيل، أن السعودية تمول هجمات القاعدة في العراق بحسب ما نقلته مصادر استخبارية.
وكشف هيل في مجموعة برقيات سرية بعثها إلى وزارة الخارجية الأميركية ونشرتها صحيفة «الغارديان» البريطانية، أن «هناك مصادر استخبارية تشير إلى قيام السعودية بجهد خليجي لزعزعة حكومة المالكي، وتمول هجمات القاعدة الراهنة في العراق».
وأضاف إن «البعض يعتقد بأن السعودية تسعى إلى تعزيز النفوذ السني وإضعاف السيطرة الشيعية والترويج لحكومة ضعيفة ومنقسمة»، مشيراً إلى أن «السعودية تمثل التحدي الأكبر والمشكلة المعقدة بالنسبة إلى الساسة العراقيين، الذين يحاولون تأليف حكومة مستقرة».
وعزا هيل في برقياته سبب ذلك إلى «الدعم السعودي، لكون المواقف المعادية للشيعة والهواجس تشير إلى أن العراق بقيادة شيعية يعزز نفوذ إيران الإقليمي»، لافتاً إلى أن «المسؤولين العراقيين يتهمون القيادة السعودية بالسماح وبصورة دورية لأئمتها وخطبائها بصب غضبهم على الشيعة».
وأوضح هيل أنه «في أعقاب تفجيرات حزيران الماضي في المناطق ذات الأغلبية الشيعية في مختلف أنحاء العراق، صرح رئيس الحكومة نوري المالكي علناً في هذا الشأن لأحد الأئمة السعوديين، وقال إن هناك حكومات عديدة صمتت بصورة مريبة بشأن الفتاوى التي حرضت على قتل الشيعة»، لافتاً إلى أن «السعوديين ينظرون إلى العراق كأنه حاجز يسيطر عليه السنة ضد الانتشار الشيعي، والنفوذ السياسي الإيراني».
وأضاف إنّ «جهود البرلمان العراقي تنصب على قيام حكومة شيعية ضعيفة منفصلة عن جاراتها العرب، ومعتمدة استراتيجياً على إيران»، مشيراً إلى أن «مستشار رئيس الحكومة صادق الركابي اكد أن السعودية تعارض حكومة قوية بقيادة التحالف الوطني العراقي».
(الأخبار)