نشرت صحيفة «تلغراف» البريطانية تقريراً تناولت فيه ممارسات «جبهة النصرة» في مدينة الرقة، في وقت أحكم فيه الجيش السوري سيطرته على الطريق الدولي بين درعا ودمشق، وأعلن بلدة آبل في ريف القصير منطقة آمنة. وعرض تقرير الصحيفة البريطانية طريقة قيام مقاتلي «النصرة» بتدمير محال لبيع الكحول، وهذه من الممارسات التي قبلها السكان المحليون في البداية، لكنها تطورت إلى قيام الجبهة بإحضار رجل دين متطرف من مصر ليكون خطيباً في صلوات الجمعة، وليؤسس محكمة تحكم بالشريعة الإسلامية في مركز رياضي.
نغم الرفاعي، واحدة من الذين حوكموا في هذه المحكمة، روت للصحيفة قصتها مع ابنة عمها نور حيث قالت: «كنا في البيت في سهرة عائلية اعتيادية مع صديقة للعائلة واسمها يسرى عمران (30 سنة) وابن عمنا (32 سنة)، وفجأة اقتحم عشرة رجال مقنعين ومسلحين يحملون أصفاداً منزلنا وبدأوا بتفتيشه. بعدها أمروني بأن أضع حجاباً على رأسي وبأن ألبس ملابس أكثر من التي على جسمي، رفضت وأكدت أن ملابسي مناسبة، لكنهم أخذوني إلى المحكمة».
اقتيدت بعدها نغم ونور إلى المحكمة حيث اتهمتا بتهمة «الاختلاء برجل».
يتابع المقال، «غيّرت «النصرة» والقاعدة معاً كثيراً من الحسابات الدولية حول الصراع في سوريا، فالرقة هي أول منطقة يسيطر فيها الجيش الحر على مناطق واسعة بالنسبة إلى المدينة، لكن للمفاجأة تحتل النصرة فيها الآن مركزاً قيادياً أكبر منه».
أخيراً، ونقلاً عن كثير من شهود العيان في الرقة، ظهرت الكثير من القصص غير المسبوقة عن ممارسات هذه الجبهة. ونقلت الصحيفة عن شهود عيان خطف الجبهة أحد قادة لواء «أسود الإسلام»، ولم يعرف سبب الخطف إلى أن أكد مدنيون أن سبب النزاع كان على إدارة أحد الأفران.
عمار أبو ياسر، قائد «كتيبة الفاروق» قال: «بعد إسقاطنا للحكومة السورية، سنعمل على إسقاط جبهة النصرة».
كسبت كتيبة الفاروق زخماً كبيراً في الآونة الأخيرة في حمص وفي المنطقة الشمالية، لكن الآن، وحسب ما يقول أفرادها، هم: «محجّمون من قبل النصرة»، حيث أصبح علم «الجيش الحر» ثانوياً بعد علم الجبهة في المدينة.
أكمل أبو ياسر حديثه قائلاً: «ليسوا بمسلمين، فقد نهبوا المعامل وهرّبوا بضاعتها إلى تركيا، وأرسلوا 200 طن السكر إلى تركيا، إضافة إلى أنهم يريدون دولة إسلامية خالية من أي شخص من أي طائفة أخرى، وهذه مشكلة بحد ذاتها».
وأضاف أحد قادة لواء «أحرار الشام»، وهو حليف جديد استطاعت «النصرة» ضمّه، «فوجئنا بأنّ جبهة النصرة لا تريد تحرير سوريا فقط، بل أيضاً كل الدول المجاورة لها، حتى إنهم يريدون أن يجرّونا إلى العراق لنقاتل معهم».
في موازاة ذلك، قال رئيس «مجلس ثوار طرابلس» الليبي، عبد الله ناكر، إنّه زار سراً الشمال السوري. وأضاف، في حديث صحافي، أنّ «هدف زيارته كان الاطلاع على ما يجري في سوريا بشكل شخصي وتفقّد أحوال المقاتلين الليبيين، إضافة إلى لقاء بعض القادة العسكريين ذوي المراكز العليا في الجيش الحر». وقال إنّ «الزيارة شملت مقبرة الشهداء الليبيين» الذين قضوا خلال المواجهات مع الجيش السوري».
ميدانياً، أكدت وكالة الأنباء السورية «سانا» إصابة شخصين بجروح، إثر سقوط قذيفتي هاون أطلقها مسلحون على منطقة مزة جبل في دمشق صباح أمس. كذلك أعلن مصدر عسكري في محافظة درعا أنّ الطريق الدولي بين دمشق ودرعا أصبح آمناً، وأن وحدات الجيش تتابع تطهير المناطق القريبة من الطريق.
من ناحية أخرى، أكدت «سانا» أنّ بلدة آبل في ريف حمص قد أعلنها الجيش منطقة آمنة، وتواصلت الاشتباكات في ريف دمشق بالغوطة الشرقية حيث تمّ إحكام السيطرة على منطقة العبادة، كذلك يحرز الجيش تقدماً في بلدة جربا.
في موازاة ذلك، أكّدت الوكالة السورية أنّ الجيش كبّد المجموعات المسلحة خسائر فادحة في حجيرة، والحسينية، وسوق وادي بردى، وداريا، وحرستا، ودوما، في ريف دمشق.
(الأخبار، أ ف ب، سانا)