«بيان جنيف» وزّع في اجتماع حلف شمالي الأطلسي في بروكسل. يبدو ذلك على الأقل. واشنطن أرجعت البيان إلى أدبياتها. برلين طالبت موسكو بالمساعدة في إيجاد حلّ في سوريا، فيما الأمين العام للأطلسي أكّد أولوية الحلّ السياسي. سيرغي لافروف يعتقد أن الواقعية ستنتصر لأن الفشل يعني «فوز الأصولية». وأعلن مسؤول أميركي أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف ناقشا، على هامش اجتماع الحلف، مسألة البحث عن حلّ سياسي في سوريا يقوم على أساس اتفاق جنيف. وقال كيري مخاطباً لافروف أمام بعض الصحافيين: «سيرغي، شكراً... قدرت التعليقات البناءة التي قيلت خلال اجتماع» هذا المجلس. وفي تصريح أدلى به لاحقاً، شدّد لافروف على ضرورة التوصل إلى اتفاق سياسي لأنّه «إذا لم نفعل شيئاً، فسيربح المتطرفون». وتابع لافروف: «تشير مباحثات اليوم، بل والمباحثات التي جرت على مدار الأسابيع والأشهر الأخيرة، إلى زيادة الفهم، وخاصة لدى الشركاء الغربيين، بشأن تنامي المخاطر بسبب ما يحدث في سوريا». وأضاف «أنا أشعر بتفهم أكبر لأهمية الانتقال من القول إلى الفعل وإلى تصرفات واقعية، كما آمل أننا سنرى قريباً تحركات إضافية من جانب أولئك الذين كانوا يشككون في ذلك سابقاً».
من جهته، طلب وزير الخارجية الألماني، غيدو فيسترفيلله، من روسيا «المساعدة في التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا». وأضاف «إنّ التسوية السياسية هي الحل الوحيد، وفي حال توفر رغبة للتوصل إلى مثل هذا الحل، فمن الضروري تقديم اقتراحات للمباحثات». بدوره، قال الأمين العام للحلف الأطلسي، أندريس فوغ راسموسن، إنّ رفع الحظر الأوروبي المفروض على تسليح المعارضة السورية مسألة تخص أوروبا، مشدّداً على أن الحلف لا يتدخل في هذا الموضوع. وأعرب عن اقتناعه بأنّ الطريق الصحيح إلى الأمام هو البحث عن حلّ سياسي للأزمة السورية، مضيفاً إن وزراء خارجية دول الناتو يأملون تطبيق اتفاق جنيف بشأن تسوية الأزمة السورية.
إلى ذلك، شدّدت وزارة الخارجية الروسية على ضرورة وقف العنف وإطلاق العملية السياسية في سوريا وفقاً لمبادئ بيان جنيف، وذلك إثر لقاء نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف مع وزير الإعلام السوري عمران الزعبي.
في سياق آخر، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى وضع حدّ لتدفق الأسلحة إلى الطرفين المتنازعين في سوريا، وذلك خلال لقائه رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي. بدوره، رفض العربي ما طرحه بان، معتبراً أنّه إذا كان النظام السوري «يتلقى أسلحة من بعض الأطراف» فينبغي أن يتسلح المعارضون أيضاً لإيجاد «نوع من التوازن». وأوضح العربي أن الاجتماع الثلاثي لم يفض إلى «أي فكرة محددة» لوضع حد للنزاع في سوريا. إلى ذلك، اعتبرت دمشق أنّ قرار الاتحاد الأوروبي رفع الحظر جزئياً عن صادرات النفط من سوريا، ما يتيح استيرادها من حقول تسيطر عليها المعارضة، يعدّ «عملاً عدوانياً»، وذلك في رسالتين بعثت بهما وزارة الخارجية السورية إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، سانا)