مع بدء زيارته الشرق أوسطية التي افتتحها في إسرائيل، أعلن وزير الدفاع الأميركي، تشاك هاغل، أن صفقة الأسلحة بين واشنطن وتل أبيب تشكل رسالة واضحة الى طهران أنه «إذا ما شعرت (إسرائيل) بأنها تحتاج إلى الدفاع عن نفسها فهي ستتخذ القرار المطلوب».
ولفت هاغل، الذي التقى مع العديد من المسؤولين الإسرائيليين، الى وجود توافق بين واشنطن وتل أبيب حول التهديد الإيراني وبأن الأخيرة لا تحتاج الى مصادقة الولايات المتحدة لمهاجمة إيران، إذا ما قررت ذلك. مع ذلك، أكد هاغل للصحافيين، على متن الطائرة التي أقلته، أن الدولتين مختلفتان حول التوقيت الذي ينبغي مهاجمة إيران فيه.
في السياق نفسه، أكد مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية أن زيارة هاغل لإسرائيل، والتي ستشمل أيضاً الأردن والسعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة، هي امتداد لزيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، في الشهر الماضي، وأن الموضوع الإيراني والواقع المتغير في سوريا سيشكلان محور اللقاءات الأمنية بين هاغل والمسؤولين الإسرائيليين.
بدورها، رأت «يديعوت أحرونوت» أن من المعقول أكثر أن يكون هاغل قد أرسل الى هنا كي يضمن تنسيقاً مع إسرائيل في هذا الموضوع، وبشكل أساسي كي يتأكد من أن إسرائيل ليست على وشك مفاجأة واشنطن بمهاجمة إيران، مضيفة إن مواضيع أخرى ستطرح على البحث، مثل الوضع في سيناء والقلق من تنامي قوى القاعدة والقوى السلفية التي أطلقت الصواريخ نحو إيلات الأسبوع الماضي، فضلاً عن مساعي استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية.
ونقلت صحيفة «معاريف»، عن مصادر إسرائيلية، تأكيدها أن هاغل سيضع خلال جولته اللمسات الأخيرة على صفقة الأسلحة التي تضم طائرات تزويد بالوقود جواً وصواريخ قادرة على تدمير منظومات الدفاع الجوي ومنظومات رادار يمكن تركيبها على بعض الطائرات الإسرائيلية، إضافة الى طائرات V-Os y 22 القادرة على الطيران بشكل عمودي والتي ستكون إسرائيل الدولة الوحيدة، خارج الولايات المتحدة، التي تملكها وستوفر لها تفوّقاً عسكرياً على الدول المجاورة. وسيبحث المسؤولون الإسرائيليون مع هاغل تجديد اتفاقية التعاون العسكري، التي تدعم أميركا بموجبها إسرائيل بمساعدة عسكرية بقيمة ثلاثة مليارات دولار سنوياً والتي ستنتهي في 2017.
الى ذلك، رأى المعلق الأمني في صحيفة «معاريف»، عمير ربابورت، في ضوء الحديث المتكرر لرئيس أركان الجيش، بني غانتس، عن «سنة الحسم»، أنه حتى لو لم تتم مهاجمة إيران، من قبل إسرائيل أو أميركا، خلال هذه السنة «منذ الآن وحتى نهاية السنة، فإن أساس انتباه الجيش الإسرائيلي موجه نحو هذه الإمكانية التي يمكن أن يكون لها تأثير أيضاً في ساحات عديدة أخرى، وبشكل خاص إزاء حزب الله». ولفت الى أن رزمة المساعدات التي سيعرضها هاغل على نظيره الإسرائيلي تتضمن عدة وسائل لا تمتلكها إسرائيل، لكنها لن تكون ذات صلة بإمكانية مهاجمة إيران في السنة الجارية. إذ عُلم أن الولايات المتحدة مستعدة لتزويد إسرائيل بالطائرات «V-22»، القادرة على الإقلاع والهبوط، عمودياً، لكنها لن تصل الى البلاد، في أقرب وقت ممكن، إلا بعد نحو سنتين، أضف الى أن طائرة التزود بالوقود، من طراز KC-135، التي تمكن سلاح الجو من التحليق لمسافات طويلة، لن تصل إلا بعد بضع سنوات، حيث إن إنتاج الطائرة لم يبدأ بعد. كما ستتضمن الرزمة سلاحاً خاصاً يهدف الى التصدي أولاً لمنظومات الدفاع الجوي المتطورة التي باعتها روسيا لسوريا ورادارات متطورة، وتضمن لإسرائيل «تفوّقاً نوعيّاً» في مقابل الدول العربية.
أما المعلق الأمني في صحيفة «هآرتس»، أمير أورن، فرأى أنه في هذه المناسبات ينبغي عدم فصل الجوهر عن الصورة، وأن الاستنتاج من منح الجيش الإسرائيلي سلاحاً وتقنية وتخطيطاً مشتركاً والإيحاء للجمهور الإسرائيلي بالدعم الكامل، «ليس من الخير لإسرائيل وليس من الضروري أن تعمل بشكل مستقل عن الإدارة الأميركية، سواء في سوريا أو إيران».
بدوره، اعتبر المعلق العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أليكس فيشمان، أن ترسانة السلاح التي تعهدت بها الإدارة الأميركية لإسرائيل، من المفترض أن تساهم في كبحها وإبقاء قرار معالجة المنشآت النووية الإيرانية بأيدي الأميركيين، مؤكداً أن أسلحة وتجهيزات بقيمة ثلاثة مليارات دولار تفرض على الحكومة الإسرائيلية ضبطاً للنفس، ولتتحدث ما شاءت ولكن في ما يتعلق بالعمل فقط بالتنسيق مع الولايات المتحدة.