واصلت وحدات الجيش السوري وقواته الرديفة تقدمها في القرى والبلدات الواقعة في محيط بلدة كنسبا، المسيطر عليها حديثاً، إذ سيطر الجنود السوريون على قرى ضهر أبو أسعد وكتف الحورية وحاكورة التحتاني وأرض الوطا، شمال، وشمال شرق بلدة كنسبا، في ريف اللاذقية الشرقي. القرى المسيطر عليها، أمس، تبعد عن ريف إدلب مسافة 1,5 كلم، ما يضع الريف الإدلبي في مواجهة العمليات المقبلة. وقد استهدفت مدفعية الجيش وسلاح الجو الروسي قرى عدة في ريف جسر الشغور.مصدر ميداني أكد لـ«الأخبار» أنّ التقدم بات أسهل في ريف اللاذقية الشرقي بعد انهيار دفاعات المسلحين، وسقوط أكبر معاقلهم، إذ لعبت السيطرة على سلمى وربيعة وكنسبا دوراً أساسياً في انهيار القرى والتلال المجاورة لتلك البلدات المحصنة، إثر انسحابات بالجملة تشهدها المنطقة الجبلية الوعرة، باتجاه الشرق، نحو جسر الشغور وإدلب. مصادر ميدانية ذكّرت باستعدادات الجيش لبدء عملية عسكرية شرقاً، نحو جسر الشغور، في ظل تمهيد ناري متواصل تشنّه مدفعية الجيش على المواقع القريبة في ريف إدلب، كبلدتي الناجية وبداما المجاورتين لكنسبا، إضافة إلى قصف مركّز لسلاح الجو الروسي على أبرز مراكز تجمع المسلحين في ريف إدلب. يأتي ذلك بالتزامن مع إقرار تنسيقيات المسلحين بمقتل 8 من عناصرهم خلال معارك تقدم الجيش أمس.
سيطر الجيش على نحو 127 كلم مربعاً في ريف حلب الشرقي

من جهة أُخرى، أحكمت القوات السورية السيطرة على ما يقارب 31 قرية وبلدة، بينها مزارع عدة، في محيط المحطة الحرارية ومطار كويرس العسكري، في ريف حلب الشرقي، خلال معارك الأيام الفائتة. العملية العسكرية المستمرة أفضت إلى السيطرة على مساحة تبلغ نحو 127 كلم مربعاً، موزعة على قرى وبلدات من أهمها: بلاط وأم العمد والسفيرة وأم تريكة وأبو دنة وشحشور. مصادر ميدانية لفتت إلى أن المنطقة المسيطر عليها حديثاً ستكون منطلق عمليات تجاه الباب شرقاً، وباتجاه الشمال الغربي لتحقيق تأمين إضافي للمنطقة الصناعية. وتذكر المصادر أن المعارك الأخيرة حققت إنجازاً مهماً في ما يخص تأمين صوامع الحبوب شمال قرية بلاط، إضافة إلى تأمين إضافي لطريق السفيرة ــ حلب. ووفق المصادر، فإن المعارك الأخيرة في الريف الشرقي خلّفت 50 قتيلاً بين صفوف تنظيم «داعش».
وكانت القوات السورية قد التقت، أول من أمس، مع القوات الموجودة في تلة التيارة غرباً، ما أفضى إلى سيطرة الجيش على جزء مهم من أوتوستراد حلب ــ الرقة، إضافة إلى السيطرة على المحطة الحرارية بشكل كامل. ويحقق التقدم الأخير تأمين طرق إمداد الجيش الواصلة بين السفيرة جنوباً، مع القرى والبلدات الواقعة شمال مطار كويرس، في أقصى الشمال الشرقي من ريف حلب. وبحسب وكالة «سانا» الرسمية، فإنه منذ إعلان السيطرة على المحطة الحرارية، شرقي حلب، بدأت وزارة الكهرباء إعداد المواد والتجهيزات ومستلزمات العمل، إضافة إلى الكوادر البشرية لإعادة إصلاح محطة توليد حلب الحرارية. وكانت المحطة قد خرجت عن الخدمة في وقت متأخر من عام 2013، بعد سيطرة مسلحي تنظيم «داعش» عليها، ما أغرق المدينة في ظلام مطبق، استعيض عنه ببعض المولدات تكفي لساعات محدودة من الكهرباء يومياً.
في موازاة ذلك، أكد مصدر ميداني أنّ عمليات جديدة في محافظة حلب ستنطلق قريباً، وسيكون منطلق إحداها من خان طومان باتجاه خان العسل، ومن كتيبة الدفاع الجوي باتجاه الراشدين الرابعة والخامسة وسوق الجبس إلى المنصورة. أما في حلب المدينة، فقد واصلت «وحدات حماية الشعب» الكردية تثبيت مواقعها في حيّ الأشرفية والنقاط التي سيطرت عليها حديثاً، بعد معارك مع «جبهة النصرة» وتنظيمات أخرى.
إلى ذلك، استهدف سلاح الجو الروسي مواقع عدة للمسلحين في حيّي بستان الباشا وبني زيد، ما أدى إلى مقتل 70 مسلحاً في أحياء المدينة خلال اليومين الفائتين. الجيش السوري، بدوره، استهدف آلية للمسلحين مجهزة بمدفع رشاش، في منطقة الكاستيلو، شمالي غربي حلب، بصاروخ موجّه، ما أوقع أفراد طاقمها بين قتيل وجريح. وكانت الطائرات الحربية الروسية قد استهدفت، في وقت سابق من صباح أمس، مواقع المسلحين في مدينتي عندان وحيان في ريف حلب الشمالي. يأتي ذلك بالتوازي مع استمرار سقوط قذائف صاروخية عدة على أحياء شارع النيل وبستان الزهرة وسيف الدولة والأعظمية، وسط مدينة حلب، مصدرها مناطق سيطرة المسلحين.