استأنف برلمان طبرق، أمس، مناقشة برنامج عمل حكومة «الوفاق» الوطني، برئاسة فايز السرّاج، على أن يصوّت النواب، يوم غدٍ الثلاثاء، على منحها الثقة. وأوضح مقرّر البرلمان، صالح قلمة، أن «النواب استأنفوا المناقشات، التي بدأت في جلسة السبت، حول برنامج الحكومة وتعاملها مع الملفات الأمنية والاقتصادية والسياسية، إضافة إلى تقديم السيرة الذاتية للوزراء».
وعرض السرّاج في جلسة السبت برنامج عمل حكومته، حيث شهدت نقاشات حادّة بين النواب على مدى ساعات، ما دفع إلى اتخاذ قرار بتعليقها، واستئنافها أمس. ومن المفترض أن ينهي البرلمان مشاوراته حول حكومة «الوفاق» اليوم، على أن يصوّت على منحها الثقة غداً.
كما التقى، أمس، رئيس بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، مارتن كوبلر، رئيس برلمان طبرق، عقيلة صالح. ورأى كوبلر أن «الشعب الليبي يتطلع إلى حكومة وفاق وطني»، موضحاً أن وجوده في طبرق «للمساعدة وليس للتدخل».
وفي سياقٍ منفصل، أعلن رئيس الوزراء الصربي، ألكسندر فوسيتش، مقتل الصربيين، المختطفين منذ ثلاثة أشهر، في الغارة الأميركية، فجر الجمعة. وقال «لقد تأكد رسمياً أن المواطنين الصربيين سلاديانا ستانكوفيتش ويوفيتسا ستيبيتش، من موظفي السفارة الصربية، في طرابلس، قد قتلا»، مشيراً إلى أن «هذه أوّل أزمة رهائن تواجهها دولتنا، إذ كان سيطلق سراح مواطنينا لو لم يقتلا».
وكان الموظفان في السفارة الصربية قد خُطفا في الثامن من تشرين الثاني في صبراتة (70 كلم غربي طرابلس)، فيما كانا ضمن موكب تابع للبعثة الدبلوماسية الصربية متجهٍ إلى تونس.
وبُعيد تأكيد مقتل الصربيين، قال وزير الخارجية الصربي، إيفيتسا داسيتش، إن بلغراد ستطلب «معلومات رسمية من السلطات الليبية والأميركية حول كيفية تحديد الأهداف».
أما وزارة الدفاع الأميركية، فأوضحت على لسان المتحدث باسمها، بيتر كوك، أن الجيش الأميركي ظل يراقب لأسابيع عدّة معسكر التدريب التابع لتنظيم «داعش» في ليبيا قبل قصفه، مؤكّداً أن قوات بلاده «لا تملك معلومات تشير إلى مقتل مخطوفين صربيين في الغارة، حيث لا شيء يشير الى وجود مدنيين».
وأدانت الحكومة الليبية الغارة الأميركية على مقر «داعش» في صبراتة، معتبرةً أن «الغارة لم تتم بالتنسيق معنا، وتشكّل انتهاكاً صارخاً لسيادة ليبيا». وقالت الحكومة، في بيان نشرته على صفحتها في موقع «فيسبوك»، إنها «تدين وتستنكر الغارات التي شنها سلاح الجو التابع للولايات المتحدة الأميركية على مواقع محددة في مدينة صبراتة»، مشددةً على أن ما حدث يعتبر «انتهاكاً صريحاً وصارخاً لسيادة الدولة الليبية والمواثيق الدولية».
وفي ليبيا، أكّد المجلس البلدي لمدينة صبراتة أنه «بعد التحقق والتثبت من هويات الضحايا، اتضح أن موظفي السفارة الصربية، المخطوفين منذ فترة، كانا من بين ضحايا القصف وهما رجل وامرأة».
من جهتها، أصدرت وزارة الخارجية الروسية بياناً أكّدت فيه «أن مكان احتجاز الرهينتين كان معروفاً»، داعيةً الولايات المتحدة إلى «اختيار أهدافها بعناية، على غرار ما تفعله الطائرات الروسية في سوريا».
وفي غضون ذلك، ذكرت «صحيفة بيلد إم سونتاغ»، الألمانية، أمس، أن برلين تنوي إرسال جنود إلى تونس لتدريب الجيش هناك مع احتمال تدريب الجيش الليبي أيضاً على محاربة مسلحي «داعش» في ليبيا. وأشارت الصحيفة إلى أن ممثلين عن وزارتي الخارجية والدفاع سيتوجهون الخميس والجمعة القادمين إلى تونس لدراسة إمكانية مشاركة عسكريين ألمان في بعثة تدريب، مضيفةً إن هذا الالتزام قد يؤدي في ما بعد إلى إقامة معسكر تدريب للجنود الليبيين في تونس مع شركاء آخرين.
وقالت وزيرة الدفاع الألمانية، أورسولا فون در ليين، للصحيفة إن «إرهاب تنظيم داعش يهدد شمال أفريقيا ككل، ومن الضروري جداً بذل كل الجهود الممكنة لدعم الدول التي تناضل من أجل الديموقراطية مثل تونس». وأضافت إن «إقامة معسكر للتدريب في تونس ستساعد على الاستقرار الإقليمي».
إلى ذلك، جدّد وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، موقف بلاده الرافض للتدخل الأجنبي في ليبيا. وقال لعمامرة إن «محاربة الإرهاب في ليبيا يجب أن تكون في إطار الشرعية الدولية، واحترام سيادة هذا البلد». ونقلت الإذاعة الرسمية عن لعمامرة تأكيده «التزام بلاده بضرورة الحل السلمي والسياسي للأزمة الليبية، على أن تكون محاربة الإرهاب في إطار الشرعية الدولية، وفي ظل احترام سيادة ليبيا وأمنها واستقرارها».