باريس | يواصل الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، تدشين الأشهر الأولى من ولايته بمحاولة استعادة زمام المبادرة في مجال العلاقات الخارجية. فبعد مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في شهر أيلول الماضي، اختار السيسي ايطاليا وفرنسا كوجهتين لإتمام زيارته الأولى للقارة الأوروبية.
ويفتتح اليوم الرئيس المصري المرحلة الثانية من جولته في العاصمة الفرنسية باريس، وذلك بعدما بدأها في العاصمة الإيطالية.
وذكرت مصادر رئاسية مصرية أن «مصر تقدمت منذ فترة بطلب لفرنسا لعقد صفقة تسليح جديدة، وذلك بعد قيام الجهات المختصة بالقوات المسلحة بدراسة الاحتياجات الخاصة بها». وذكرت أن «مصر تقدمت لفرنسا بطلب للتعاقد على شراء 24 مقاتلة رافال، ومن المقرر أن تكون المباحثات في هذا الأمر ركيزة أساسية للقاءات الرئيس صباح اليوم الأربعاء في فرنسا، حيث سليتقي الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، وعدداً من الوزراء وأصحاب الشركات والجالية المصرية».
وزيارة السيسي لإيطاليا وفرنسا هي الأولى لأوروبا منذ فوزه في الانتخابات الرئاسية في بداية الصيف الماضي. وفي حديث إلى «الأخبار»، قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إن لقاءات السيسي مع المسؤولين الإيطاليين أثمرت توقيع عدد من اتفاقيات التعاون الثنائي في المجالات الأمنية والاقتصادية، لافتاً إلى أنّ من المقرر توقيع الاتفاقيات نهاية العام الحالي، التي تأتي على رأسها اتفاقية للتعاون بشأن إمداد مصر بالمعدات التي تحتاجها قوات الأمن لمراقبة الشواطئ المصرية.
وأضاف وزير الخارجية المصري أنه توجد حزمة من الاتفاقيات في مجال دعم الاقتصاد المصري ومبادلة الديون المصرية، فضلاً عن اتفاقيات خاصة بالقروض الميسرة بهدف تنشيط الاستثمارات الإيطالية في مصر. وتابع أنه اتُّفق مع رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو رانتسي، على وضع آليات محددة للمتابعة الحثيثة لتنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، لافتاً إلى أن أهمية اللقاءات تنبع من اهتمام رئيس الوزراء الإيطالي بالتعاون مع مصر، الذي التقى بالرئيس السيسي للمرة الثالثة.
ووفق معطيات وزارة الخارجية الإيطالية، تعد إيطاليا الشريك التجاري الأول لمصر على مستوى الاتحاد الاوروبي والثالث على مستوى العالم بعد أميركا والصين، وإيطاليا هي من أهم خمس دول لديها استثمارات في الاقتصاد المصري.
وكان الرئيس المصري قد اعتبر في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإيطالي، أن خريطة الإرهاب في المنطقة «تتزايد وهو ما يحتاج إلى تعاون أكبر مع كل أصدقائنا الأوروبيين». وأضاف السيسي: «تحدثنا في موضوعات ذات الاهتمام المشترك بين مصر وإيطاليا في ما يخص مكافحة الارهاب واتفقنا على أن نتحرك بجدية وبثقة للتعامل معها».
سياسياً، قد تكون الإشارة إلى قطر من أبرز ما جاء في كلام الرئيس المصري. وقال إن «الكرة الآن ليست في الملعب المصري، ولكنها في الملعب الآخر»، في إشارة منه إلى ما يخص العلاقات المصرية القطرية. ورداً على سؤال عن تطورات مبادرة الملك السعودي، عبدالله بن عبد العزيز، قال السيسي إن «رد الفعل المصري كان سريعا جداً فى تلبية المبادرة تقديراً لجلالة الملك، ولكن الكرة الآن ليست في الملعب المصري ولكنها عند الآخرين»، في إشارة منه إلى عودة العلاقات المصرية القطرية إلى سابق عهدها.
ويذكر أنه في 19 تشرين الثاني الحالي، قال الملك السعودي، في بيان، إن «قادة السعودية والإمارات وقطر والبحرين والكويت، أكدوا في اتفاق الرياض التكميلي، وقوفهم جميعاً إلى جانب مصر، وتطلعهم إلى بدء مرحلة جديدة من الإجماع والتوافق بين الأشقاء».
وفي الشأن الليبي، قال الرئيس المصري إن «مصر تحترم إرادة الشعب الليبي وتسعى إلى عدم ابتزازه بالقوة ودعم الشرعية الليبية الممثلة في خيار الشعب ودعم الجيش الوطنى الليبي». وأشار إلى أن «مصر لم تتدخل في ليبيا ولكنها تحمي حدودها من داخل الأراضي المصرية فقط». وأضاف أن «الرؤية المصرية تجاه ليبيا ثابتة ومستقرة وهي عدم التدخل إلا لمصلحة الليبيين أنفسهم».
وعن القضية الفلسطينية، قال السيسي: «علينا أن نعطي أملاً للفلسطينيين من خلال إقامة الدولتين»، موضحاً أنه سبق أن وجه نداءً للإسرائيليين بـ«أهمية بناء السلام من خلال جهود الجميع لحل القضية الفلسطينية، وبالتالي خلق واقع جديد وحل أزمة كبيرة في المنطقة».