غزة | من الممكن اعتياد رؤية أكوام القمامة في أماكن كثيرة من قطاع غزة بعد الحرب بسبب ضعف إمكانات البلديات والأزمة البيئية والإنسانية التي تسبب فيها الاحتلال، لكن غير المتوقع أن تكون أكوام القمامة داخل المستشفيات التي يكون المعيار الأول لخدمتها المرضى والجرحى هو النظافة والتعقيم الدقيق.
هذه النتيجة الكارثية تقع بفعل إضراب عمال النظافة الذين يتبعون لشركات الخدمات العامة في مستشفيات غزة، وهم الذين حذروا على مدى أسابيع ماضية من الإضراب المفتوح عن العمل، لأنهم لم يتلقوا، كما يقولون، رواتبهم منذ خمسة شهور، لتضاف أزمتهم إلى أزمات الانقسام الداخلي الذي لا ينتهي رغم الاتفاقات المتتالية بين أطراف النزاع.
ومنذ الأربعاء الماضي دخل الإضراب في المستشفيات كافة حيز التنفيذ الجدي، فتكدست أكوام القمامة والمخلفات الطبية داخل أقسام وأسوار المستشفيات، فيما يصر 750 عاملا على مواصلة احتجاجهم حتى صرف مستحقاتهم المالية.
جراء ذلك، أوضح المتحدث باسم الوزارة، أشرف القدرة، أن قسم الطوارئ في مستشفى غزة الأوروبي، جنوبي القطاع، صار «أرضاً خصبة للميكروبات نتيجة المخلفات الطبية».
وحذر، في حديث مع «الأخبار»، من «كارثة حقيقية ستؤدي إلى نتائج سلبية على الأوضاع الصحية للمرضى». وكشف القدرة عن اضطرارهم إلى تأجيل العمليات المُجدْوَلة في مستشفيات القطاع حتى ينتهي الإضراب.
«حماس» رأت في هذا الإضراب نتيجة خطيرة لتهرب «الوفاق» من مسؤولياتها، ودعت على لسان المتحدث باسمها، سامي أبو زهري، إلى أن تتنبه الحكومة إلى «الوضع الصحي الكارثي». وحمل أبو زهري، في تصريح لـ«الأخبار»، مسؤولية تلبية مطالب عمال النظافة لـ«التوافق».
هي الدعوة نفسها التي حملها رئيس النقابات العمالية الفلسطينية، سامي العمصي، الذي دعا إلى وقف «حالة اللامبالاة من وزارة الصحة»، مطالبا إياها بصرف مستحقات عمال النظافة في المستشفيات. واستنكر العمصي، إهمال حكومة التوافق، قائلا لـ«الأخبار»: «نقدر الظروف الجارية لكن حقوق العمال حقوق شرعية، ويجب على الوزارة تحويل مستحقاتهم دون اضطرارنا إلى هذه الاحتجاجات والإضرابات».
ويتقاضى العامل في تنظيف المستشفيات نحو 600 شيكل إسرائيلي (نحو 160 دولارا فقط) مقابل عمل متواصل مدته 10 ساعات يوميا.