من المتوقع أن يقدّم الأميركيون مقترحاً يعالج موضوع عودة النازحين إلى الشمال
من جهتها، أعلنت حركة «حماس»، أمس، أن وفدها وصل إلى القاهرة، والتقى وزير المخابرات المصرية، عباس كامل. وأشارت الحركة، في بيانها، إلى أنها «أكدت تمسّكها بمطالبها الوطنية الطبيعية، وحرصها على التوصّل إلى اتفاق يحقق وقف العدوان بشكل كامل، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، وعودة النازحين بحرية إلى مناطقهم وأماكن سكناهم، وإغاثة شعبنا وبدء إعمار ما دمّره الاحتلال، وإنجاز صفقة تبادل للأسرى». وكانت نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصادر مطّلعة على المفاوضات، قولها إن «الولايات المتحدة تتحرك بجدّية كبيرة، وهي مصمّمة على إبرام صفقة بشأن الرهائن»، و«من المتوقع أن يضع مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية مقترحاً على الطاولة». وأشارت هذه المصادر إلى أن «واشنطن هي اللاعب الرئيسي في المفاوضات، ولا تريد أقلّ من إبرام صفقة ووقف لإطلاق النار». كذلك، نقلت «القناة 12» الإسرائيلية، عن مصادر مطّلعة، أنه «يُتوقّع أن تطرح واشنطن مقترحاً لحل العقدة الرئيسية المتعلّقة بعودة سكان شمال غزة»، «قد يتضمّن عودة سكان أحياء بأكملها، فيما تُتوقّع مرونة إسرائيلية مقابل ذلك»، على أن يكون «مجلس الحرب» مستعداً لمناقشة المقترح، و«إذا وافق عليه، فسيُنفّذ بسرعة»، بحسب المصادر.
ووفق مسؤولين مصريين شاركوا في الجلسات التحضيرية الصباحية للقاءات التي امتدّت ساعات طويلة، فإن «هنالك انفراجة كبيرة وتفاؤلاً في الإعلان عن تفاصيل الاتفاق خلال ساعات»، وسط معلومات عن أن «النقاط التي كانت عالقة في الجولات الماضية، جرت حلحلتها بشكل كبير، وبما يضمن تحقيق حلول وسطية بين مطالب الاحتلال والمقاومة». وبحسب المسؤولين الذين تحدّثوا إلى «الأخبار»، فإن «انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب قطاع غزة، خلال الساعات التي سبقت انعقاد جولة التفاوض، جاء كجزء من المقدّمات المسهّلة للاتفاق الذي يجري العمل عليه، على رغم التمسّك الإسرائيلي بأن الهدنة لمدة 6 أسابيع، لن تكون قابلة للتمديد من دون مكاسب وازنة لإسرائيل». كما جرى التطرّق إلى «انعكاس الهدنة في قطاع غزة، على باقي الجبهات في المنطقة».
وفي ظل هذه الأجواء، خلُص موقع «واللا» العبري إلى أنه قد «تمّ تطبيق مطلب وشرط حماس في المفاوضات، بانسحاب الجيش من القطاع، بينما الأسرى الإسرائيليون ما زالوا داخل القطاع»، في حين نقلت وسائل الإعلام عن مسؤول إسرائيلي، قوله إن «322 شاحنة مساعدات دخلت قطاع غزة اليوم (أمس)»، وهذا هو «أعلى عدد يومي من الشاحنات منذ 7 أكتوبر». وأضاف المسؤول: «غالبية الشاحنات محمّلة بالطعام، إضافة إلى معدات طبية وأدوية، والباقي من الخيام والمياه»، بينما «تتّجه بضع عشرات من هذه الشاحنات إلى شمال قطاع غزة». وفي هذا السياق، أفاد رئيس «الهيئة المصرية العامة للاستعلامات»، ضياء رشوان، بأن «مصر قرّرت زيادة عدد شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة، إلى 300 يومياً على الأقل، بدءاً من اليوم (أمس)».