ويتفق عضو لجنة النفط والغاز النيابية، باسم نغيمش، مع توجّه الحكومة الحالي في تخفيض تصدير النفط، مؤكداً أن البرلمان ولجنة النفط مع كلّ خطوة تضغط على الكيان الصهيوني الذي فتك بالشعب الفلسطيني. ويقول نغميش، لـ«الأخبار»، إن «الشيء الوحيد الذي يردع إسرائيل ويجعلها في موقع الهزيمة، هو المقاطعة الاقتصادية والدبلوماسية، وتفعيل ورقة النفط الذي يُعتبر أهمّ ورقة ضغط تمتلكها المنطقة العربية ضد العدو. والعراق لا يمانع مقاطعة الكيان بكلّ أشكال المقاطعة». ويشير إلى أن «مجلس النواب يساند قرارات الحكومة، فقضية محاربة الاحتلال الإسرائيلي تستدعي توحيد موقف كلّ البلدان العربية والإسلامية، لكنْ وللأسف الشديد هناك دول مطبّعة مع العدو، ولا تستطيع المجازفة في اتخاذ خطوات كهذه».
الصدر يريد إيقاف تدفّق النفط عن كلّ الدول الداعمة لإسرائيل إلى حين إيجاد حلّ لإنهاء هذه الحرب
وعن فاعلية المقاطعة، يقول الناشط السياسي، عصام حسين، المقرّب من «التيار الصدري» إن «المسألة ليست سهلة نتيجة ترابط العلاقات الاقتصادية. فإسرائيل ليست بمعزل عن الاقتصاد العالمي، بل تُعتبر المركز التجاري الأول للعالم الاقتصادي في الشرق الأوسط. وتتاجر مثلاً بالرقائق الإلكترونية حيث تُعتبر الرقم ثلاثة في العالم بعد سنغافورة وهونغ كونغ». ويوضح حسين، في حديث إلى «الأخبار»، أن «المقاطعة الكاملة تعني مقاطعة كلّ الدول المطبّعة مع إسرائيل، والتي لديها سفارات فيها، وذلك يعني وقف تصدير 3 ملايين برميل من النفط العراقي أو أكثر يومياً، لأن هذا النفط يذهب إلى مختلف الدول، وهذه الدول لديها تعاملات مع إسرائيل. لذلك، ربما السيد مقتدى الصدر يقصد هذا الموضوع، أي إيقاف تدفّق النفط عن كلّ الدول الداعمة لإسرائيل إلى حين إيجاد حلّ لإنهاء هذه الحرب». ويعتبر حسين أن «العراق تحكمه أقلية خاسرة هُزمت في الانتخابات، وكانت تحتاج إلى الدعم الأميركي للوصول إلى السلطة، وكان الاتفاق مع أميركا حول ذلك، يتضمّن زيادة تدفّق النفط، وهذا يعني أن قرار أمن الطاقة في العراق هو بيدٍ أميركية».
أما الخبير الاقتصادي، داود الحلفي، فيرى أن «قرار العراق - في حال اتّخذته الحكومة - بتخفيض تصدير النفط، كخطوة تلويحية ضدّ إسرائيل، هو قرار سيلحق الضرر الكبير بالكيان اقتصادياً وعسكرياً». ويقول إنه «في حال اجتمعت البلدان العربية الموجودة في مجموعة أوبك، ولا سيما المؤثرة كالسعودية والعراق لإيقاف النفط أو تخفيضه، فسيؤثر ذلك على الدول الأوروبية الداعمة في الوقت الحالي لإسرائيل»، مستدركاً بأن «أيّ قرار عراقي إذا بقي انفرادياً من دون مساندة عربية، فهو قد يضرّ العراق». وبحسب الحلفي، فإن «النفط ورقة يمكن التلويح بها، لكن لن تستطيع أيّ دولة أن تقطع النفط، لأنه ستكون عليها عقوبات شديدة وتعيش في عزلة عن الغرب، لكنه قرار لا بدّ منه في هذه الظروف اللاإنسانية التي تعيشها غزة».