ربما يكون إردوغان قد أرسل رسائل سلبية إلى أميركا في خصوص عضوية السويد في «حلف شمال الأطلسي»
وفي جانب آخر، أوضح الرئيس التركي أن بلاده «ترسل كثيراً من المساعدات إلى غزة، لكن إسرائيل لا تسمح بوصولها»، مؤكداً أنه لن يترك غزة وحيدة. وإذ اعتبر إردوغان أن نتنياهو لم يَعُد المخاطب بالنسبة إليه، «وقد محوناه ورميناه»، فهو أكد أنه ليس في صدد قطع العلاقات مع إسرائيل، لأن «القطع الكامل للعلاقات غير موجود بعد في الديبلوماسية الدولية». لذا، «ستواصل تركيا الاتصالات مع إسرائيل والفلسطينيين عبر وزير الخارجية والوزراء المعنيين ورئيس الاستخبارات»، و«هدفنا الأساسي هو إقامة سلام نهائي» كما قال، داعياً إلى مؤتمر دولي للسلام. وأضاف أنه لا يَنتظر شيئاً من أوروبا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا، التي عرضت مواقف «غير عادلة ولا ثقة لنا بها». وعن التوراة التي يستشهد بها نتيناهو لتبرير مجازره، قال إردوغان: «(إننا) لا نعترف بالتوراة المزيف، والمصدر الوحيد الذي نثق به هو القرآن الكريم... ولكن الوصايا العشر تبدأ بـ«لا تقتل»... نتنياهو يقتل الأطفال والمدنيين. فلا التوراة ولا الإنجيل يقرّان بذلك»، مبيّناً أن مواقف تركيا الواضحة ستعرض أمام قمّة «منظمة التعاون الإسلامي» التي ستعقد بعد أيام، والتي يعوّل على القرارات التي ستتّخذها.
وبالعودة إلى زيارة بلينكن، تذكر صحيفة «حرييات»، في عددها الصادر أمس، أن وزير الخارجية الأميركي يجيء إلى أنقرة لبحث أربع قضايا، هي: اتفاق عاجل لوقف إطلاق النار، عدم توسّع الحرب إقليمياً، بحث صيغة الدول الضامنة، والمساعدات الإنسانية لغزة. ووفقاً للصحيفة، فإن موقف تركيا وبعض الدول واضح لجهة تطبيق وقف فوري لإطلاق النار، وهو ما تعارضه الولايات المتحدة وأوروبا، فيما تعمل تركيا، من جهتها، على «منع توسّع الحرب. والطريق إلى ذلك يكون بعقد مؤتمر دولي تبحث فيه صيغة حلّ بضمانات دولية تكون تركيا أحد أطرافه».
بدوره، يكتب مليح ألتين أوك، في صحيفة «صباح»، أن استدعاء السفير التركي من تل أبيب، عشية زيارة بلينكن، رسالة «قاسية»، عادّاً اعتبار إردوغان أن نتنياهو لم يَعُد المخاطَب بالنسبة إليه، أول خطوة تركية ملموسة تجاه إسرائيل. ووفقاً للكاتب، فإن تركيا بذلك «ترسم خطوطها الحمراء»، علماً أن الولايات المتحدة «بذلت جهوداً كبيرة من أجل استبعاد تركيا عن المشهد الشرق أوسطي. لكن ديبلوماسية إردوغان أَجبرت أميركا على الركوع على قدميها، وأن يأتي بلينكن بنفسه إلى أنقرة». ومن جهته، يرى الكاتب مراد يتكين أن إردوغان ربّما يكون قد أرسل رسائل سلبية إلى أميركا في خصوص عضوية السويد في «حلف شمال الأطلسي»، عندما قال إن الأخيرة لم توقف بعد نشاطات «حزب العمال الكردستاني» على أراضيها. وكان الرئيس التركي قد أحال، أخيراً، مسألة البتّ بعضوية السويد إلى البرلمان التركي لاتخاذ القرار المناسب، وهو سيقرّر ذلك بعد الانتهاء من مناقشات الموازنة التركية.