تعمل القاهرة على تنسيق عودة 15 ألف مصري موجودين في السودان
في هذا الوقت، شكّلت مصر خلية أزمة من المخابرات العامة ووزارة الدفاع إلى جانب عدّة جهات معنيّة لمتابعة الوضع في السودان عن كثب، وتقديم تقارير للرئيس عبد الفتاح السيسي بشكل يومي وأحياناً مرّتَين في اليوم. ومن بين ما تُعنى به هذه اللجنة، حوادث القتل التي يتعرّض لها مصريون، والتي يتبادل طرفا النزاع الاتّهامات بالمسؤولية عنها، ويعِدان بإجراء تحقيقات فيها، ويُعدّ مقتل مساعد الملحق الإداري في السفارة المصرية في الخرطوم أحدثها والأوّل المتعمّد من بينها، بعد وفاة طالب في كلّية الطب الأسبوع الماضي. أيضاً، تعمل القاهرة بشكل مكثّف من أجل انتظام العمل في معبر أرقين، الذي بدأ بتلقّي مساعدات إغاثية من «الهلال الأحمر» باعتباره أقرب نقطة آمنة إلى السودان، وهو سيستمرّ في العمل من الجانب المصري على مدار الساعة من أجل استقبال أكبر عدد ممكن من المسافرين، مع وضع قيود على الداخلين إلى السودان وهُم بأعداد محدودة للغاية. كذلك، كثّف الجيش المصري من نشر قواته على الشريط الحدودي مع السودان، في ظلّ تعليمات بعدم التعامل عسكرياً مع أيّ طارئ إلّا حال التعرّض للهجوم، والعودة إلى القيادة العامّة للجيش قبل اتّخاذ أيّ قرار يمكنه الانتظار، والتنبّه إلى أيّ عمليات دخول وخروج غير شرعية من خارج «أرقين».
أمّا على مستوى الإجلاء، فتسرّع مصر جهودها من أجل عودة رعاياها من السودان، والذين تقدّر إحصاءات وزارة الخارجية عددهم بنحو 15 ألفاً، لم يتمكّن عدد كبير منهم من الوصول إلى السفارة أو التجمّع في النقاط المحدّدة، وهو الأمر الذي دفع المسؤولين عن العملية إلى التواصل مع قوات «الدعم السريع» من أجل تسهيل تنقّلهم، ولا سيما مع ازدياد المساحة السكنية التي تسيطر عليها هذه الأخيرة في الخرطوم. وإذ تلْقى القاهرة، إلى الآن، استجابةً من قِبَل جماعة «حميدتي»، فإن أيّ طائرات لم تقلّ مصريين من السودان منذ بداية الاشتباكات، باستثناء تلك التي نقلت الجنود المحتجَزين لدى «الدعم» بعد مفاوضات بمشاركة إماراتية.