غارات عدة نفذتها الطائرات الأميركية على مواقع لتنظيم «الدولة الإسلامية» شمال العراق، لمنعها من التقدم باتجاه أربيل، وسط قناعة أميركية تامة بجدوى هذه الضربات، حيث أكد وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل أمس، أن الغارات الجوية الرامية إلى وقف تقدّم مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» المتشدد في العراق، أبدت فعالية، وأن بلاده منفتحة على طلبات مساعدة إضافية.
وأكد أن واشنطن تقوّم الوضع باستمرار بعد إجازة الرئيس باراك أوباما، من أجل التحرك والمساعدة على فك الحصار عن جبل سنجار، حيث علق آلاف النازحين المدنيين من الأقلية الأيزيدية.
وقال في إطار محادثات الدفاع السنوية الأميركية الأوسترالية في سيدني رداً على سؤال عن الغارات، إنها «أبدت فعالية كبيرة بحسب جميع التقارير التي تلقيناها ميدانياً».
وتابع: «نقوّم باستمرار كيف يمكننا تقديم المساعدة للقوات الأمنية العراقية والمواعظ المحتملة للتعاون مع الحكومة العراقية في أثناء بناء الشراكات». وأضاف أن «الحكومة العراقية طلبت المساعدة والدعم وسنواصل استقبال أية مطالب إضافية منها».
وفي ما يخص المعركة الدائرة بين البشمركة الكردية تنظيم «الدولة»، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة بدأت على عجل تسليم أسلحة وذخائر إلى القوات الكردية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف على شبكة قناة سي أن أن الأميركية: «نتعاون مع الحكومة العراقية لإرسال أسلحة إلى الأكراد الذين يحتاجون إليها بأقصى سرعة. العراقيون سيزودونهم بأسلحة من مخزوناتهم، ونعمل على أن نفعل الأمر نفسه، نزودهم بأسلحة من مخزوناتنا».
وأضافت أن تلك الجهود مستمرة منذ الأسبوع الماضي من دون أن تحدد الجهة الأميركية المسؤولة عن ذلك، ونوع السلاح الذي أُرسل.
من جهتها، أكدت حكومة إقليم كردستان تصريحات هارف، حيث قالت وزارة البشمركة في حكومة الإقليم أمس إن القوات الكردية تلقت أسلحة من الولايات المتحدة لمواجهة متشددي «الدولة».
وقال المدير العام للإعلام في وزارة البشمركة هلكورد حكمت ملا علي: «وصلت الدفعة الأولى من الأسلحة من قبل الجانبين العراقي والأميركي، وكذلك من الجانب الأميركي».
وقال أيضاً: «إنها بداية جيدة، والمهم أن العملية بدأت»، في إشارة إلى عملية تسليح البشمركة.
من جهتها، طلبت فرنسا من الاتحاد الأوروبي «حشد إمكاناته» لتلبية طلب التسلح الذي وجهه رئيس كردستان العراق مسعود البرزاني، في رسالة وجهها وزير الخارجية لوران فابيوس إلى نظيرته الأوروبية كاثرين آشتون.
وكتب فابيوس في هذه الرسالة التي تحمل تاريخ 11 آب، أن البرزاني «شدد على الضرورة الملحّة للحصول على أسلحة وذخائر تتيح له مواجهة وهزم مجموعات الدولة الإسلامية الإرهابية».
وأضاف أنّ «من الضروري أن يحشد الاتحاد الأوروبي إمكاناته من اليوم لكي يلبّي طلب المساعدة هذا»، معبّراً عن أمله في عقد اجتماع خاص لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي.
كذلك طلبت إيطاليا عقد لقاء للاتحاد الاوروبي، بينما أعلن مصدر أوروبي أنه تمت الدعوة إلى اجتماع استثنائي لسفراء دول الاتحاد اليوم في بروكسل لدراسة وسائل تطويق تقدّم جهاديي تنظيم «الدولة» في العراق.
في هذا الوقت، قال متحدث حكومي ألماني أمس، إن ألمانيا لا ترسل أسلحة لمناطق النزاعات. جاء ذلك رداً على مطالبة البرزاني للمجتمع الدولي بتسليح الأكراد.
وأضاف المتحدث الحكومي ستيفن سيبرت في مؤتمر صحافي: «كما تعرفون، إن أحد مبادئ سياسة صادرات السلاح لهذه الحكومة الألمانية، مثل الحكومات السابقة، هو ألا تُصدّر أسلحة لأي مناطق نزاع أو مناطق حرب، هذا مبدأ نشعر بأننا ملتزمون الحفاظ عليه».
في غضون ذلك، بدأ مجلس الأمن أمس، صياغة مشروع قرار يهدف إلى قطع المؤن، من مال ورجال، عن المقاتلين الإسلاميين في سوريا والعراق.
واستناداً إلى دبلوماسيين، بدأ خبراء من الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن مناقشة اقتراح بريطاني يمكن اعتماده على شكل قرار خلال الأسبوع الحالي.
وتنص مسودة النص على تعزيز للعقوبات على أفراد وحركات وكيانات تدعم «الدولة الاسلامية» أو جبهة النصرة في سوريا.
إلى ذلك، سيطر عناصر «الدولة» فجر أمس، على ناحية جلولاء في محافظة ديالى شمال شرق بغداد، بعد اشتباكات مع قوات كردية قتل خلالها عشرة وجرح أكثر من ثمانين من عناصر البشمركة الكردية، حسبما أفادت مصادر أمنية.
وأضاف: «قتل خلال الاشتباكات عشرة من عناصر البشمركة (القوات الكردية) واصيب اكثر من ثمانين بجروح».
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول، رويترز)