من جهته، رأى «المؤتمر الشعبي العام» في صنعاء، في بيان، أن «الاتفاق من شأنه الإسهام في تعزيز تلاحم وتضامن العالم الإسلامي، وتجنيب المنطقة الصراعات والتدخّلات الأجنبية»، وأعرب عن أمله في أن «يسهم تحمّل السعودية وإيران مسؤوليتهما، في إنهاء جميع المشاكل والصراعات التي حدثت في المنطقة خلال السنوات الماضية، بما يحقّق الأمن والاستقرار ويلبّي طموحات شعوب المنطقة في التعاون والتكامل بين دول الجوار في مختلف المجالات».
انقسمت مواقف القوى اليمنية من الإعلان السعودي - الإيراني وفقاً لحسابات الربح والخسارة
في المقابل، رَاوحت ردود فعل القوى والشخصيات الموالية لـ«التحالف»، ما بين الترحيب بالاتفاق، والإعراب عن مخاوفها من تداعياته على مصالحها بوصفه بداية النهاية للحرب التي استمرّت ثماني سنوات. وبينما أيّد «المجلس الانتقالي الجنوبي» الموالي للإمارات الإعلان، عبّرت حكومة معين عبد الملك عن أملها في أن يسهم الاتفاق في ما سمّته «كفّ إيران عن التدخّل في اليمن»، مشيرةً إلى أن «موقفها يعتمد على أساس الأفعال والممارسات»، مضيفةً «(أنّنا) سنستمرّ في التعامل الحذر تجاه النظام الإيراني حتى نرى تغيّراً حقيقياً». أمّا حزب «الإصلاح» وبقيّة التيّارات المحسوبة على السعودية، فرحّبت بالإعلان، لكنّ رئيس تحرير صحيفة «أخبار اليوم »، يوسف الحاضري، المقرّب من الحزب، ندّد، في تغريدة على «تويتر»، بـ«غدر الرياض بالشرعية واستخدامها ورقة اليمن لتعزيز مصالحها الإقليمية والدولية»، متّهماً الجانب السعودي بـ«الوقوف وراء إعاقة الحسم العسكري في الجبهات، وتعمّد إضعاف الدولة لتتقاسم اليوم النفوذ مع إيران».
هكذا، انقسمت مواقف القوى اليمنية من الإعلان السعودي - الإيراني وفقاً لحسابات الربح والخسارة، في حين رأى سياسيون في صنعاء أن الاتفاق شأن سعودي ـ إيراني يهمّ مصلحة البلدَين، وأن الملفّ اليمني له وضعه الخاص، مستبعدين أيّ أثر إيجابي عليه على المدى القريب. لكنّ مراقبين يعتقدون أن استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما ستكون له انعكاسات إيجابية على الوضع في اليمن حيث تدْخل الحرب بعد أيام عامها التاسع في حالة حرب، وأشاروا إلى أن البعد الإقليمي والدولي في الأزمة تجلّى بوضوح خلال السنوات الماضية، وزاد من تعقيداتها، ومثّل تحدّياً كبيراً لمسار السلام. وفي هذا الإطار، يَعتبر الخبير العسكري في صنعاء، العميد عبد الغني الزبيدي، في حديث إلى «الأخبار»، أن «اليمن معنيّ بالاتفاق السعودي ـ الإيراني»، متمنّياً أن «تشهد المنطقة مصالحات متعدّدة تنهي حالة التوتّر وتعيد الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل القطيعة بين طهران والرياض»، مضيفاً أن «الاتفاق مقدّمة للمصالحة مع صنعاء، وإيقاف الحرب والحصار هو أهمّ ثمرة من ثماره»، مضيفاً أن «الرياض بهذه الخطوة أرادت أن تستبق إعلان الاتفاق مع صنعاء وأن تمهّد له»، متوقّعاً أن «يَجري التوقيع على اتفاق السلام بوساطة عمانية في الأيام المقبلة أو في رمضان إنْ تأخّر، حتى تقول الرياض إن تفاهمنا مع طهران أثمر عن اتفاقنا مع صنعاء». ويَستبعد أن «تُقدم أنصار الله على ضرب السعودية في الوقت الراهن»، مرجعاً ذلك إلى أن الحركة «ستحصل على تنازلات تشمل الملفّات الإنسانية ومنها قضية المرتّبات، ورفع الحصار بشكل كامل ووقف العدوان».