العريش | علمت «الأخبار» أن محافظ شمال سيناء، اللواء عبد الفتاح حرحور، أصدر أوامره إلى وكيل وزارة الصحة في المحافظة، طارق خاطر، بفتح تحقيق عاجل في ما يتعلق بتجاوزات وسوء معاملة طاقم التمريض لجرحى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والموجودين حالياً في مستشفى العريش العام. بناءً على ذلك، تواصلت «الأخبار» مع خاطر الذي أكد أنه فتح تحقيقاً مع عدد من الممرضات وموظفي الأمن في المستشفى للتحقق من التجاوزات التي رصدت.
وجراء ذلك اتُّخذت إجراءات قضت بمعاقبة ممرضتين (حسم 3 أيام من راتبهما) هما «ندى ا.» و«هبة م.»، وذلك لسوء معاملتهما الجرحى الفلسطينيين، ومخاطبتهم بأسلوب غير لائق. وقال خاطر: «في ما يتعلق ببعض موظفي شركة الأمن الخاص، ثبت في التحقيقات أن منهم من طلب مقابلاً مادياً من الجرحى لشراء احتياجات خاصة من خارج المستشفى»، وأضاف: «قررنا إنهاء عقد شركة الأمن الحالية على أن نتعاقد مع شركة أخرى بداية الشهر المقبل». أما حرحور، فأوضح في سياق متصل، أنه جرى نقل 11 مصاباً فلسطينياً من العريش إلى مستشفيات القاهرة، نظراً إلى خطورة إصاباتهم «وحاجتهم إلى إجراء عمليات جراحية واستكمال علاجهم في مستشفيات متخصصة». يذكر أن وزير الصحة المصري، عادل عدوي، أرسل طاقماً طبياً من العاصمة لتقديم الرعاية الطبية للجرحى الفلسطينيين في العريش، وذلك بعد تقرير «الأخبار» عن سوء معاملة المستشفى لجرحى العدوان الإسرائيلي (راجع «العدد ٢٣٤٧ الجمعة ١٨ تموز ٢٠١٤»).
بعد تعذر الوصول إلى مدير مستشفى العريش الطبيب سامي أنور خلال إعداد التحقيق قبل أيام، جرى الحديث معه بعد إصدار القرارات الجديدة ليذكر أن الطاقم المراسل من القاهرة مكون من خمسة أطباء من مختلف الاختصصات. وأكد أنور اهتمام الوزارة بالمستشفى، لافتاً إلى الاستجابة السريعة لكل المتطلبات الناقصة من الأجهزة والأدوية «في سبيل تقديم الرعاية الفائقة لجرحى العدوان». على الصعيد نفسه، أوضح اختصاصي عظام كان مرافقاً للوفد، وهو الطبيب الزناتي محمود الطوخي أنه خلال معاينة الوفد للجرحى تبين أن الإصابات هي «ما بين الكسور والبتر»، معقباً لـ«الأخبار»: «هي حالات في منتهى الصعوبة، مع أن المستشفيات الفلسطينية استطاعت توفير قدر من العناية». كذلك حضر إلى مستشفى العريش القنصل العام في سفارة فلسطين لدى القاهرة، بشير أبو حطب، وتفقد بدوره الجرحى.