مقالات مرتبطة
-
القيادة الشابّة - نموذج فريد في الصراع أحمد الصباهي
-
كتائب الضفة: لحظة فارقة وملاحظات متفرقة زاهر أبو حمدة
-
مستنقع الضفة يستنزف المستعمِرين حوراء قبيسي
-
عدي... كلّ الكلام مطر عدوان
من هنا تأتي أهمية التعامل مع جدران المخيمات كجبهة، وهي بالأهمية بمكان اليوم أكثر مما مضى، حيث إن صون شخصية وأنفة المخيم مهمة في المساهمة في انتفاض الضفة والقدس ومخيماتها المحاصرة والمستهدفة من جنين إلى شعفاط. وعليه، فإن مقارعة أموال الأوروبيين ومساهمتهم ودعمهم المديد لمشروع الإبادة الصهيوني، عبر إعادة نسج علاقة عابرة للحدود بين المخيمات، في تفاعل وانخراط حقيقي في النضال الملحمي الذي يخوضه الشعب الفلسطيني هي جبهة أساسية.
ومن ضمن هذه الجبهة يمثل رسم شخصية كـ"أبو رعد" والد الشهيدين الفدائيين رعد وعبد الرحمن (أنجز العمل مجموعة من الفلسطينيين واللبنانيين تحت اسم "مجموعة خط") على جدران أثراً مضاعفاً. فنضال الضفة اليوم ولّاد برموزه ومجموعاته المنطلقة بشكل سُفلي متحرر من الفصائلية وبرموز عضوية الانتماء في المجتمع الفلسطيني بالضفة ونسيجه واعتباراته الخاصة. وهو ما يجسده أبو رعد اليوم كرمز يحشر ذلك، وهو ما يؤرق العدو الذي ألف سياسات معلبة لقمع أي بوادر نضال في الضفة عبر إغراقها بسيل من التناقضات الداخلية. فرمزية القادة في أي تحرك اجتماعي في غاية الأهمية، وطالما دأب العدو على اغتيال أي شخصية فلسطينية ذات بوادر قيادية، فبالمنظور الصهيوني ممنوع أن يكون للجمهور الفلسطيني قادة أو رموز.
بشكل عفوي ويقيني كيّف أبو رعد تلاوة الآيات القرآنية المحرضة على القتال بشكل يشحذ همة المقاومين والجمهور، ومن دون تصنّع حيث من الواضح وقعها عليه وهو الذي ضحى بفلذات كبده. وهو ما كررته جدارية مخيم برج البراجنة، وبالعبرية في رسالة مباشرة من جبهة جدران المخيم إلى عصابات الصهاينة "إنا منتقمون".