القاهرة | يبدأ الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، اليوم، زيارةً هي الأولى من نوعها إلى قطر، يُتوقّع أن يحظى في خلالها باستقبال حافل من قِبَل أميرها، تميم بن حمد، الذي زار بدوره العاصمة المصرية قبل أشهر. ويتصدّر جدولَ أعمال الزيارة ملفّان: الأوّل مرتبط بالتنسيق بين القاهرة والدوحة حول المسألة الليبية، والثاني بالدعم القطري لمساندة الاقتصاد المصري وحمايته من الانهيار. وسيناقش السيسي وتميم موقف بلدَيهما ممّا يجري في ليبيا، في محاولة للوصول إلى رؤية مشتركة حول كيفية التعامل مع الملفّ، بالتنسيق مع الجزائر، من أجل إنهاء حالة الانقسام السياسي - التي انعكست على المواقف العربية أيضاً - ما بين حكومتَي فتحي باشاغا، وعبد الحميد الدبيبة. وبحسب مصادر مطّلعة، تحدّثت إلى «الأخبار»، فإن الرئيس المصري سيطلب من أمير قطر دعم باشاغا، أو الدفْع نحو حلٍّ وسط يضمن الإسراع في التوجّه نحو انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة، يراد منها تشكيل سلطة حُكْم مكتملة، بصرف النظر عن الفائزين بها. كما سيَطلب السيسي من تميم استثمار علاقته مع تركيا من أجل العمل على إنهاء الدعم العسكري والمالي المقدَّم إلى حكومة الدبيبة. يأتي ذلك في وقت لا تزال فيه جهود المبعوث الأممي الجديد، عبد الله باتيلي، تُراوح مكانها، وسط غياب الضغط على أيٍّ من الأطراف الذين يواصلون استعراض قوّتهم وقدرتهم على السيطرة.
يشكلّ الملفّ الاقتصادي همّاً أوّل بالنسبة إلى السيسي

في المقابل، يشكلّ الملفّ الاقتصادي همّاً أول بالنسبة إلى السيسي، الذي يأمل أن تسهم المحادثات مع الدوحة في إيجاد حلّ سريع له، علماً بأن بعض الاستثمارات القطرية جرى ضخّها بالفعل في الأشهر الماضية، من أجل دعم الاقتصاد المصري الذي يعاني أزمة حادّة نتيجة تخبّط السياسات النقدية. وكشفت المصادر أن ما ستجري مناقشته، إلى جانب تلك الاستثمارات، إمكانية إيداع الدوحة وديعة جديدة لدى المصرف المركزي المصري، ترغب القاهرة في الحصول عليها من دون فوائد أو بفائدة محدودة، على غرار الودائع السعودية والإماراتية التي باتت تشكّل أكثر من نصف الاحتياطي النقدي. كذلك، سيَطلب السيسي، بشكل مباشر، تنفيذ عمليات استثمار واسعة في فترة زمنية لا تتجاوز الشهر، بما يضمن لمصر تحقيق دخْل بالعملة الصعبة في وقت قصير، وهو ما سيتصدّى له - في حال الاتفاق عليه - «صندوق قطر السيادي» الذي يتفاوض، في الوقت الحالي، على حصّة أقليّة في «الشركة الشرقية للدخان»، تصل إلى نحو 25%، بالإضافة إلى الاستحواذ على حصّة أقليّة في شركة «فوادفون مصر» التي تمتلك «الشركة المصرية للاتصالات» فيها نسبة 45%. تبقى الإشكالية المرتبطة بسعر الصرف الذي سيتمّ على أساسه تنفيذ هذه العمليات، وخاصة مع تخفيض مرتقب في قيمة الجنيه خلال الأيام المقبلة، وهو الأمر الذي بات يشكّل مصدر إزعاج للصناديق الخليجية بشكل عام، وليس القطرية فقط، بسبب مخاوف الخسارة من ضخّ أموال بسعر صرف سيتعرّض للتخفيض قريباً، على رغم أن الحكومة المصرية تقدّم حوافز إضافية وتطمينات إلى الخليجيين بتعويضهم عن أيّ خسارة من هذا النوع. ومن بين المسائل التي ستناقَش أيضاً، المشروعات التي يُفترض أن يستحوذ عليها «صندوق قطر السيادي» في برنامج الطروحات الحكومية المقرَّرة قبل منتصف الشهر المقبل، والتي تتراوح قيمتها ما بين 2.5 و3 مليارات دولار، من أصل طروحات بـ 6 مليارات دولار ستتمّ قبل نهاية العام الحالي.