تقدّر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أنّ تصاعد التوتّر في حيّ الشيخ جراح في القدس المحتلة، قد يقود إلى تصعيد في الوضع الأمني في قطاع غزة. وقالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، اليوم، إنّ هذه التقديرات نابعة من كون التوتّر الذي شهده الحيّ في شهر أيار من العام الماضي كان سبباً في عملية (حارس الأسوار)، في إشارة إلى مبادرة المقاومة للبدء بعملية «سيف القدس» التي ردّ عليها العدو بعدوان على القطاع.
مع ذلك، لفتت الصحيفة إلى أنّ الاعتقاد السائد لدى أجهزة الأمن، هو أنّه «لا يزال من السابق لأوانه النظر إلى تحذير حركة حماس على أنه مؤشّر للتصعيد خلال الأيام المقبلة»؛ حيث حذّرت الحركة أمس «من عواقب عدوان المستوطنين والشرطة الإسرائيلية في الشيخ جرّاح، في أعقاب طرد عائلة فلسطينية من بيتها ودخول مستوطنين إليها، واستفزازات عضو الكنيست إيتمار بن غفير، الذي جاء إلى الحيّ وأعلن عن فتح مكتب برلماني له فيه».

وأصدر الناطق باسم الحركة في مدينة القدس المحتلة، محمد حمادة، بياناً قال فيه إنّ «هجوم قطعان المستوطنين يسوقهم المدعو بن غفير على أهلنا في حيّ الشيخ جرّاح في جنح الليل، هو عدوان سافر ولعب بالنار في القدس، التي تشتعل من أجلها كلّ فلسطين نصرةً بكلّ ما تملك»، محذّراً العدو من «مغبّة الاستمرار في هذا التوغّل، الذي هو بمثابة عبث في صواعق التفجير التي لن تنفجر إلّا في وجهه».

في غضون ذلك، لفتت الصحيفة إلى أنّ «حماس» منذ نهاية العدوان تبذل جهوداً لتحسين قدراتها العسكرية، وذلك «من خلال ضلوع متزايد من جانب إيران»، فيما تستقرّ تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عند اعتقاد أنّ «حماس تفضّل في هذه المرحلة التركيز على ترميم قطاع غزة وتحسين قدراتها العسكرية». وبحسب الصحيفة، فإنّ «حماس تعمل على تحسين قدرات قذائفها الصاروخية وأسلحة أخرى بحوزتها، من أجل الوصول إلى مستوى دقّة سيغيّر بشكل جوهري قدراتها في التوجيه والاستهداف، إلى جانب ترميم شبكة الأنفاق الدفاعية والهجومية».

مع ذلك، ذكّرت الصحيفة بـ«دروس الماضي» التي تُلزم حماس «بقيادة خطّ متشدّد ضد إسرائيل، مدعومةً من الجهاد الإسلامي، مثلما حدث في حارس الأسوار (العدوان الأخير على غزة)». وأشارت إلى أنّ ذلك يدلّ على أنّ «التوتر في القدس قد يقود إلى تصعيد في قطاع غزة».

إلى ذلك، أشارت الصحيفة إلى أنّ «جهاز الأمن الاسرائيلي ينظر بجدّية إلى تهديدات حماس، مدركاً أنّه ينبغي الاستعداد لإمكانية تصعيد كهذه أيضاً». وذلك انطلاقاً من التقدير أنّ «مقاتلي حماس الذين عزّزوا مكانتهم كـ«حُماة القدس» في «حارس الأسوار»، لا يمكنهم السماح لأنفسهم بالوقوف جانباً في حال تصاعد المواجهات بين المستوطنين والفلسطينيّين في الحي (الشيخ جراح)».