مقالات مرتبطة
اللافت في الانتشار العسكري التركي في إدلب محاولة العودة للإشراف على طريق حلب – دمشق
وبالتوازي مع ما تَقدّم، رفع الجيش التركي من وتيرة عملياته العسكرية ضدّ «قوات سوريا الديموقراطية» (قسد)، سواءً عن طريق القصف المدفعي الذي طاول مناطق عديدة على طول خط التماس شمال شرقي سوريا وتَركّز بشكل رئيس على محيط منطقة عين عرب (الأمر الذي أدّى إلى تدمير عدد من المنازل وإصابة مدنيين، وفق ما ذكرت مصادر كردية)، أو عن طريق الطائرات المسيّرة التي نفّذت ثلاث غارات، إحداها استهدفت اجتماعاً لقادة ميدانيين في القوات الكردية، من دون ورود معلومات دقيقة حول نتيجة الاستهداف. وأعاد وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، التصعيد الأخير إلى مقتل ثلاثة جنود أتراك إثر انفجار عبوة ناسفة على الشريط الحدودي مع سوريا، متوعّداً من سمّاهم «الإرهابيين» بـ«الحساب العسير»، في إشارة إلى مقاتلي
«حزب العمّال الكردستاني» (بي كي كي) الذين تتّهمهم أنقرة بالوقوف وراء هذه الهجمات، وبوجود ارتباطات وثيقة بينهم وبين «قسد».
على أن التصعيد التركي، والذي جاء بعد إعلان واشنطن ضمان عدم قيام أنقرة بأيّ تحرّكات عسكرية ضدّ مناطق «الإدارة الذاتية»، لم يقابَل بأيّة ردّة فعل أميركية، في وقت تابعت فيه القوات الأميركية المتمركزة في المناطق النفطية شرقي سوريا، تدريباتها التي بدأت الأسبوع الماضي على خلفية تصاعُد الهجمات الصاروخية ضدّ قواعدها. وكانت قوات «المقاومة الشعبية» صعّدت استهدافاتها مواقع القوات الأميركية في كلّ من سوريا والعراق بالقذائف الصاروخية، الأمر الذي وصفته واشنطن بأنه «يمثل تهديداً جدّياً»، خصوصاً بعد أن طاولت العمليات مواقع تُعتبر محصّنة مثل «قاعدة التنف» وحقلَي «العمر» و«كونيكو» النفطيَّين. وشملت التدريبات الأميركية محاكاة للتصدّي لهجمات صاروخية، فيما استقدمت واشنطن آليات عسكرية إضافية إلى المنطقة، وزادت عدد طلعات طائرات الاستطلاع في أجوائها. وبينما حاول البيت الأبيض التخفيف من وطأة الهجمات الأخيرة واعتبارها مؤقّتة، عن طريق ربطها بالمفاوضات النووية الإيرانية وذكرى استشهاد قائد «قوة القدس» في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، من دون توجيه اتّهام مباشر إلى الجهة التي تقف وراءها، يُظهر السلوك العسكري الأميركي على الأرض وجود تخوّف حقيقي من استمرار هذه الهجمات، لما سيستتبعه من آثار على الوجود الأميركي في سوريا بشكل عام.