غزة | بحضور جمْع كبير من قيادات الفصائل الفلسطينية والشخصيات الثقافية والمجتمعية، أحيت «اللجنة الفلسطينية ليوم القدس العالمي»، الذكرى الثانية لاستشهاد قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني، الحاج قاسم سليماني، بالتزامن مع حملة دولية بعنوان «نحن قاسم»، تُشارك فيها فاعليات من مختلف دول محور المقاومة. الشهيد الذي وضع المقاومة في فلسطين على رأس أولوياته، أعاد قادة الفصائل التذكير بحضوره التاريخي إلى جانب المقاومة، منذ مطلع التسعينيات، حينما أبعدت قوات الاحتلال ما يزيد عن 400 قيادي إلى الشريط الحدودي مع لبنان، وتحديداً إلى مرج الزهور، حيث كان سليماني حاضراً بشخصه، ليقدّم ما يحتاج إليه المبعَدون من مقدّرات لوجستية. ومن التاريخ الأبعد، انتقل القيادي البارز في حركة «حماس»، محمود الزهار، إلى مواقف الشهيد القريبة، والتي تجاوزت الدعم العسكري المعروف عنه، إلى أدوار أكثر حساسية، إذ قال: «لقد كان الحاج قاسم أوّل منَ دعم الحكومة الفلسطينية في غزة عام 2006، عندما ذهبنا إليه وقلنا له إن العالم فرض علينا حصاراً، ولا نستطيع دفْع رواتب الموظّفين في القطاع، فأجاب سليماني: كونوا مطمئنّين، أموال الرواتب تنتظركم على باب الطائرة». «ما أدْراكم مَن هو قاسم سليماني»؟ تساءل الزهار، مجيباً بأن الشهيد هو «من الشخصيات النادرة التي صنعت تاريخاً مخالفاً للسياق الذي تشتهيه الولايات المتحدة الأميركية، لقد أطلق على جيشه اسماً جامعاً في وجدان الأمة، لقد أسماه فيلق القدس، لأن كلّ خطواته كانت تضع القدس نصب عينيها». وعن استشهاده، قال: «لقد أفرح اغتيال قاسم سليماني الشواذ في هذه الأمّة، الذين طبّعوا علاقتهم مع إسرائيل، هؤلاء لا يفهمون معنى الشهادة، ولا يدركون أن الحرية زرْع يُسقى بالدماء، ويستمرّ في ثمره على مدار الزمن».
بدوره، ذكّر رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، في مقابلته مع قناة «الجزيرة» القطرية، بأن «اللبِنة الأولى لبناء قواعد المقاومة في غزة من الصواريخ والأنفاق ومضادّات الدروع، موّلتها إيران بمبلغ 70 مليون دولار»، مضيفاً أن «إيران لم تطلب يوماً موقفاً من حركة حماس، وهي لا تدعم الحركات الشيعية فقط، إنّما المقاومة بصرْف النظر عن انتمائها المذهبي». واعتبر عضو «لجنة يوم القدس العالمي»، عضو المكتب السياسي في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، هاني الثوابتة، من جهته، أن «معركة سيف القدس التي سطّرتها المقاومة في غزة، هي واحدة من أبرز بصمات الحاج قاسم سليماني، فقد كان للمقاومة شرف أن تدرّبت على يد الحاج سليماني».
حفل التأبين الذي حضره المئات من المواطنين، تضمّن أيضاً فقرات ثقافية وفنية، إذ كرّم المنظّمون الفائزين في مسابقة «شهيد القدس» القرآنية، فيما تمّ افتتاح المعرض الفنّي للفنون التشكيلية، والذي حمل عنوان «يوم المقاومة العالمي»، وعُرضت فيه لوحات فنّية لمشاركين من تسع دول، هي: الجزائر وسوريا ولبنان والأردن والعراق وروسيا وإيران وتونس وفلسطين. وأشارت «مؤسّسة رواسي فلسطين»، وهي الجهة المُنظِّمة للمعرض، إلى أن «يوم المقاومة العالمي للفنون التشكيلية يجمع نخبة من فنّاني العالم، الذين يرسّخون بلوحاتهم دعم الحق الإنساني في مقاومة الاحتلال، وقد تمّ اختيار يوم الثالث من يناير من كلّ عام للاحتفاء به».