«دبي ليست صدفة... دبي اليوم دانةُ الدنيا وستبقى بإذن الله». هكذا أخبرَت سماءُ مكّة، محمد بن راشد، عندما كان يرقب نجومها مسائلاً إيّاها عن المستقبل. هناك، «تحت نجوم مكّة، بدأت رؤيتي». يكاد المستمع إلى تلك القصة الشاعرية يخال ابن راشد نبيّاً من الأنبياء، ودولته التي تحتفل اليوم بعيدها الخمسين، «المدينة الفاضلة» التي أخبرنا عنها فلاسفة اليونان، وكُتبه التي تؤرّخ «نضالاته» وأترابه وأسلافهم، ينبوع «الحكمة» الذي يُغترف منه لتلمّس طريق النجاة. لكن مهلاً؛ ليس ما تَقدّم إلّا نموذجاً من وساوس ابن راشد في مخطوطاته (كتاب «قصّتي» تحديداً) التي أودعها قليلاً من أصالة («حكمة» بتعبيره)، وكثيراً من تكلّف («محبّة» بلَفْظه)، مجتهداً في تطويع اللغة لتمويه حقيقة «الحاكم الملهَم»، الذي تفرّ منه زوجاته وبناته فرارَ الفريسة من قاتلها. هذا الشيخ المهووس بالثرثرة، هو الإبن الثالث للشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، الذي تأسّس على يدَيه ويدَي «رفيقه» الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الاتحاد الحالي المُسمّى «الإمارات العربية المتحدة».