حلب | هزّ تفجير ضخم أمس معبر السلامة الحدودي مع تركيا في ريف مدينة أعزاز شمالي حلب، ما أدى الى استشهاد أكثر من 50 شخصاً وإصابة العشرات بجروح، معظمهم من المدنيين، وبينهم نساء وأطفال. وفيما لم تتبنّ أي جهة التفجير الناجم عن سيارة مفخخة، سارع «الجيش الحر» و«جبهة النصرة» و«الجبهة الاسلامية» إلى اتهام تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) الذي سبق أن انسحب من أعزاز قبل نحو 3 أشهر.
ووقع التفجير في موقف سيارات قرب المعبر الذي يسيطر عليه مقاتلون من «الجبهة الإسلامية» ومن «الهيئة الشرعية». مصدر معارض في أعزاز كشف لـ«الأخبار» أن «المستهدف في التفجير الإرهابي هم قيادات في لواء الفتح (التابع لـ«لجبهة الاسلامية») كانوا في طريقهم إلى تركيا».
ونقلت سيارات الاسعاف التي هرعت الى المكان الجرحى الى مشافي مدينة كلس في الجانب التركي، وإلى مشفى ميداني قريب تابع لإحدى المنظمات الدولية.
في موازة ذلك، استمرت المعارك بين الجيش السوري والجماعات المسلحة في مناطق مختلفة في حلب، حيث واصلت الطائرات الحربية استهداف مواقع المسلحين في الليرمون ومحيط السجن المركزي والمدينة الصناعية. وشهدت قرى الأتارب ومارع وتلرفعت وعندان وحريتان قصفاً عنيفاً لمواقع المسلحين.
وفي حي الاشرفية، قتل ثلاثة أشخاص وجرح العشرات إثر سقوط قذائف صاروخية على محيط «مول مونتانا» أصابت إحداها حافلة لنقل الركاب. وفي باب الفرج انفجرت أسطوانة غاز مفخخة، ما أوقع قتيلاً وعشرة جرحى.
استكمل «داعش» لليوم الثاني
تفجير المقامات في الرقة


خدماتياً، وصلت مياه الشرب إلى جميع أنحاء مدينة حلب بعد عشرة أيام من قطعها من قبل الجماعات المسلحة المعارضة.
على صعيد آخر، استمرت المعارك العنيفة بين «داعش» من جهة و«النصرة» و«الجبهة الاسلامية» والألوية الأخرى من جهة ثانية، في دير الزور. وواصل مقاتلو «داعش» التقدم في المحافظة حيث سيطروا أول من أمس على «جسر السياسة»، في الريف الشرقي لمدينة دير الزور.
وفي الرقة، استكمل «داعش» لليوم الثاني على التوالي تفجير المقامات والاضرحة، إذ فجّر مقام الصحابي أويس القرني، بعد أن استهدف أول من أمس مزار السيد العابد وضريح خلف المسيخ في بلدة حطلة في دير الزور.
وفي الغوطة الشرقية في ريف دمشق، تواصلت المعارك بين الجيش والجماعات المسلحة المعارضة في كل من جوبر والمليحة ودوما، مصعّداً قصفه الجوي على مدينة داريا. وتحدّثت وكالة «سانا» الرسمية عن مقتل عشرات المسلحين من «جبهة النصرة» أمس في جوبر بين مبنى برج المعلمين وبرج فتينة وفي مزارع عالية في منطقة دوما.

فتح معركتين جديدتين في درعا

جبهة جديدة أعلنت عن بدئها الجماعات المسلحة المعارضة في درعا البلد، جنوب سوريا، مطلقة على اسم «شهداء الخندق» على المعركة الأولى، و«الفاتحين» على الثانية. وتهدف المعركة الاولى الى السيطرة على حي المنشية في مدينة درعا، فيما تهدف المعركة الثانية الى فتح الطرقات المؤدية الى مدينة نوي المحاصرة من قبل الجيش السوري.
وأعلنت أمس كل من «فرقة 18 آذار» و«لواء توحيد الجنوب» التابع لـ«الجيش الحر» عبر أحد القادة «بدء معركة شهداء الخندق لتحرير حي المنشية بالكامل من سيطرة قوات النظام بمشاركة ألوية وأبطال حوران، وثأراً لحمص ودماء الشهداء الأبرار»، بحسب البيان. وبثّ الناشطون صوراً لعمليات قامت بها الجماعات المسلحة ضد مراكز الجيش، وبينها تفجير نفقين بمراكز أمنية، حسبما زعمت. ويشارك في العمليتين تنظيم «جبهة النصرة» و«حركة المثنى الإسلامية». وينوي المسلحون ضمن المعركتين تحرير ثكنة تل أم حوران وكتيبة الدبابات ــ الحجاجية وحاجز المضخة في ريف درعا الغربي، والقريبة من مدينة نوي.

الإفراج عن صحافيين مخطوفين

على صعيد آخر، أفرج أول من أمس عن مراسلي صحيفة «تايمز» البريطانية المختطفين. وبحسب الصحيفة، تمّ اختطاف المراسل إنتوني لويد والمصور جيك هيل في سوريا من قبل مقاتلين معارضين كانوا مسؤولين عن ضمان أمنهما أثناء زيارتهما الشمال السوري. وتم الإفراج عنهما بمساعدة «الجبهة الإسلامية». وبعد قضائهما عدة أيام في منطقة حلب، تعرّض لويد وهيل للخطف وهما في طريقهما من مدينة تل رفعت في ريف حلب إلى تركيا. وأطلق الخاطفون النار على قدمي أحد الصحافيين، فضلاً عن تعرضهما للضرب «لمنعهما من الهرب». وتبنّت «الجبهة الاسلامية» الإفراج عنهما بعد إرسال وفد للتفاوض مع الخاطفين. ونُقِل الصحافيان أول من أمس الى تركيا.