فيما لا تزال قوات الاحتلال الإسرائيلي عازمة على تنفيذ «مسيرة الأعلام»، التي دعت إليها منظمات يهودية يمينية، في وقتها ومسارها المحددين، يواصل استعداداته لتأمين المسيرة التي من المقرّر أن تجوب منطقة باب العَمود والبلدة القديمة في القدس المحتلة، على خلفية تحذيرات المقاومة الفلسطينية.
وعلى خلفية تهديدات فصائل المقاومة في غزة، وطلب «القائمة المشتركة» من وزير الأمن الداخلي الجديد، عومر بار ليف، إلغاء المسيرة خوفاً من اشتعال المنطقة، عقد بار ليف ومفوض عام الشرطة، يعقوب شبتاي، جلسة للاطلاع على استعدادات أجهزة الأمن الإسرائيلية والتقديرات عشية تنظيم «مسيرة الأعلام»، بحضور قائد شرطة الاحتلال في القدس، دورون تُرجُمان، ومشاركة ممثلين عن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك).

وقد صادق بار ليف على المسيرة، في وقت سابق، قائلاً: «الانطباع الذي تشكل لدي هو أن الشرطة مستعدة جيداً وأنه قد بذل قدر كبير من الجهد للحفاظ على النسيج الحساس للحياة والسلامة العامة».

تخوف إسرائيلي

وفي هذا السياق، ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الجيش رفع جهوزيته ومستوى التأهب في صفوف قواته. كما قال المراسل العسكري لـ«القناة 13 الإسرائيلية»، أن الجيش الإسرائيلي يستعد لإمكانية «تجدد القتال في غزة».

كما نقل موقع «واللا» الإسرائيلي عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن الجيش سيحشد قوات إضافية في مناطق التماس في محيط مدينة القدس والضفة الغربية المحتلة، خشية من «عمليات شعبية» كردة فعل غاضبة على تنظيم «مسيرة الأعلام»، كما سيتم رفع «مستوى يقظة» منظومة الدفاع الجوي.

وذكرت القناة العامة الإسرائيلية «كان 11» أن الشرطة الإسرائيلية تستعد لمواجهة مظاهرات محتملة تنطلق في وادي عارة والجليل الأسفل والمدن المتخلطة وعلى رأسها يافا واللد، احتجاجاً على «مسيرة الأعلام» الاستفزازية في القدس المحتلة. وقالت القناة إن الشرطة عززت من قوتها في البلدات والمدن العربية في مناطق الـ48.

وخوفاً من أي تصعيد محتمل، قالت قناة «كان» العبرية إن جيش الاحتلال «كثّف من نشر بطاريات القبة الحديدية» خشيةً من صواريخ المقاومة التي قد تُطلق بالتزامن مع مسيرة الأعلام.

تحذريرات فلسطينية


وكانت فصائل المقاومة الفلسطينية أطلقت تحذيراتها في حال سمحت حكومة العدو بتنفيذ هذه «المسيرة»، كما دعت فعاليات مدينة القدس للاحتشاد عند باب العَمود للتصدي لمسيرات المستوطنين.

وقد أعلنت القوى الوطنية والإسلامية يوم غدٍ الثلاثاء، يوماً للغضب والاستنفار في جميع أنحاء فلسطين ومخيمات الشتات.

وفي تصريح صحفي، قال الناطق باسم «حماس»، عبد اللطيف القانوع: «ما يسمى مسيرة الأعلام المنوي تنفيذها غداً من قبل قطعان المستوطنين، بمثابة صاعق انفجار لمعركة جديدة للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى»، معتبراً أنها «تتطلب استنفار أهلنا في القدس والداخل المحتل، وتصديهم لقطعان المستوطنين بمختلف الوسائل والأدوات، وشعبنا معكم وخلفكم بمقاومته لإفشال مخططات الاحتلال».

بدوره، قال الناطق باسم كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الذراع العسكرية لـ«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، أبو جمال، إن «محاولات الاستفزاز المستمرة من قبل قادة العدو وقطعان مستوطنيه، لعب بالنار وتجاوز خطير لا يمكن السكوت عنه»، محذّراً من «إقامة ما تسمى مسيرة الأعلام أو غيرها من المظاهر الاستفزازية ولن نقول سوى أن لكم في معركة سيف القدس عبرة فاعتبروا قبل فوات الأوان».

ومن جانبها، دعت اللجنة المركزية لحركة «فتح»، الشعب الفلسطيني إلى التصدي لـ«مسيرة الأعلام». وقالت اللجنة، في بيان، إن «مدينة القدس خط أحمر، وإن للشعب الفلسطيني إرادة صلبة، وإصرار على مقاومة الاحتلال وإفشال مخططاته الاستعمارية».


إسرائيل تطالب مصر بتهدئة «حماس»

وبحسب القناة العامة الإسرائيلية، فإن إسرائيل توجهت للسلطات المصرية، الأسبوع الماضي، وأكدت أن «مسيرة الأعلام ستنظم في القدس غدا» مطالبةً مصر بـ«تهدئة» حركة حماس. ونقلت القناة عن مصادر قالت إنها مصرية، قولها: «نأمل أن تقام مسيرة الأعلام بموجب مخطط يمنع تفجير الأوضاع».

وبحسب القناة، بعثت إسرائيل رسالة إلى مصر تفيد بأن «من حق إسرائيل إقامة المسيرة في جميع أنحاء البلدة القديمة دون معارضة، خصوصاً أنها لا تنظم في فترة حساسة مثل شهر رمضان»؛ وأشارت القناة إلى «توترات» بين إسرائيل ومصر ظهرت خلال الأيام الأخيرة. وأضافت: «ليس من الواضح إذا ما نقلت مصر الرسائل إلى حماس».