ويشير التقدُّم الجديد الذي أحرزته قوات صنعاء، فجر أمس، في سلسلة البلق القِبْلي من منطقة الزور وخلفَ سدّ مأرب جنوب غرب مأرب، إلى بدء تلك القوات بتطويق مداخل المدينة من أكثر من اتجاه (الغربي والشمالي الغربي والجنوبي)، تمهيداً للسيطرة على الطلعة الحمراء وتبّة المصارية، والتقدُّم في اتجاه مركز المحافظة من الاتجاهَين الغربي والشمالي الغربي، وفصْل جبهات مراد التي اشتعلت خلال اليومين الماضيين، عن جبهات محيط المدينة بشكل كلّي، وتأمين جميع المواقع الخلْفية لدخول مأرب التي أصبحت أقرب من أيّ وقت مضى إلى السقوط بيَد صنعاء. وتضع سيطرة الجيش و»اللجان» على أجزاء واسعة من جبال البلق، أمس، الحاميات المتبقّية للمدينة تحت رحمة نيرانهما، وتُقرّبهما أكثر من إسقاط تبّة المصارية التي يطلّ عليها البلق القِبْلي، فضلاً عن أنها تمنحهما هامشاً واسعاً لتقييد حركة قوات هادي في الطلعة الحمراء، والإشراف على طريق مأرب ــــ صنعاء. وهو تطوّر يضاف إلى تقدُّمهما جنوباً نحو الطريق الرابط بين مدينة مأرب ومحافظة شبوة من البلق الأوسط. ويفيد خبراء عسكريون بأن سقوط جبال البلق بيد الجيش و»اللجان» يقودهما إلى التقدُّم نحو منطقة الجفينة، وصولاً إلى المدخل الجنوبي لمدينة مأرب.
أفقدت التطورات المتسارعة في مأرب السعودية الثقة بقوات هادي وبزعماء القبائل الموالين لها
في المقابل، وبعدما أخفقت في إعادة إشعال جبهات العلم الواقعة على بعد 65 كيلومتراً شمالي مأرب خلال الأيام الماضية، حاولت قوات هادي التصعيد عسكرياً في جبهة أسداس الواقعة ضمن مديرية رغوان شمال غرب المدينة، لكنها فشلت في ذلك أيضاً بسبب رفض القبائل في المديرية الانخراط في القتال وإعلانها الوقوف على الحياد، بعدما أبرم زعماؤها اتّفاقات مع صنعاء، العام الماضي، قضت بتحييد قراهم ومزارعهم عن الصراع. وعلى رغم ذلك، عادت قوات هادي مرّة أخرى، مساء الخميس، لتُعزِّز ما تَبقّى لها من مواقع في الجبهة الغربية بمسلّحين قبليين موالين للقيادي في «حزب الإصلاح»، منصور الحنق، لكن الأخير وقع في كمين مسلّح نفّذته قوات صنعاء في منطقة ذات الراء غربي مأرب، ليصاب إصابة بالغة أُسعف على إثرها إلى الرياض لتلقّي العلاج. وأفادت مصادر قوات هادي في مدينة مأرب بأن قائد اللواء 312 مدرع، العميد فيصل عبد الله القعود، قُتل هو الآخر في هذا الكمين.
التغيّرات المتسارعة في مسار معركة محيط مدينة مأرب، أفقدت السعودية الثقة بقوات هادي وبزعماء القبائل الموالين لها في المحافظة. وفي هذا الإطار، كشفت مصادر قبلية أن العميد يوسف خير الله الشهراني، قائد عمليات المنطقة الشمالية الغربية والمعيَّن قائداً للقوات السعودية في مأرب في تموز/ يوليو 2020، طالب مشائخ القبائل الموالين للرياض، أثناء زيارة خاطفة قام بها إلى المدينة قبل أيّام، بتسليم الأسلحة والأطقم التي تسلّموها من قيادة «التحالف» للقتال، وذلك بعد انسحاب مقاتلي قبائل مراد وعبيدة من جبهات قوات هادي قبل أسبوعين.
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا