عمّان | صورة يتيمة نشرها الديوان الملكي الأردني للقاء الذي جمع عبد الله الثاني بصهر الرئيس الأميركي ومستشاره جاريد كوشنر، بحضور المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، والممثل الأميركي الخاص بإيران برايان هوك، الذي بدا حضوره لافتاً في ظلّ غياب واضح للقائمة بأعمال السفارة الأميركية الجديدة لدى عمّان كارين ساساهارا، وهي أعلى شخصية دبلوماسية تمثّل بلادها في الأردن، لكون مقعد السفير شاغراً منذ أكثر من عامين.وبينما صدر تصريح مقتضب عن الجانب الأردني يؤكد تمسك المملكة بـ«حل الدولتين... الذي يضمن إقامة دولة فلسطينية على حدود حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية»، نشر غرينبلات تغريدة هزيلة عقب الاجتماع كي لا تُترك الزيارة من دون تعليق أميركي، قال فيها إنه «جرت محادثات جيدة حول الديناميكية الإقليمية وجهود الإدارة الأميركية لمساعدة إسرائيل والفلسطينيين على تحقيق مستقبل أكثر إشراقاً»، في إشارة واضحة إلى مؤتمر البحرين الذي يبدو أنه سبب هذه الزيارة المكوكية، علماً أن الأردن لم يعلن مشاركته الرسمية بعد.
ومن الجانب الأردني، حضر وزير الخارجية أيمن الصفدي، وسفيرة عمّان لدى واشنطن دينا قعوار، والمستشار الجديد للملك للاتصال والتنسيق بشر الخصاونة. وفيما بدا أن الاجتماع انعقد في مكان مغلق، لا في القصر الذي يستقبل فيه عبد الله ضيوفه عادة، ظهر في خلفية الصورة مجسم لطائرة مروحية تابعة للجيش، ما قد يشير إلى أن قاعدة عسكرية استضافت اللقاء. على أيّ حال، بدا واضحاً أن عبد الله لم يكن مرتاحاً، وهو الذي كان على علاقة أكثر دفئاً مع واشنطن منذ تولّيه العرش قبل عشرين عاماً. كذلك يحسب له تمسكه بـ«حل الدولتين»، رغم ما عليه من ملاحظات، وسط سباق التطبيع الخليجي المحموم مع إسرائيل. وفي وقت لاحق، نشر الديوان حضور عبد الله إفطاراً للأطفال الأيتام، في وقت كان فيه ضيفه يغادر سريعاً إلى فلسطين المحتلة.
منعت قوى الأمن مساء أمس اعتصام متظاهرين قرب السفارة الأميركية


على صعيد ردود الفعل، صدرت بيانات من جهات سياسية تندّد بالزيارة، في وقت دعت فيه «الحركة الإسلامية» إلى اعتصام مساء أمس مقابل السفارة الأميركية، لكن الأجهزة الأمنية منعت وصول المحتجين إلى ساحة الاعتصام قرب السفارة، التي اتخذها المعتصمون منذ إعلان دونالد ترامب القدس «عاصمة لإسرائيل» ساحة معتمدة للاعتصام. ويشار إلى أن كوشنر قَدِم من المغرب إلى الأردن، حيث حظي هناك باستقبال رسمي ومأدبة طعام، مقابل الاستقبال البارد والسريع في المملكة، إذ اقتصرت الزيارة على بيانات رسمية مقتضبة.
وبينما من غير الأكيد أو الواضح إجراء الوفد لقاءً مع مسؤولين فلسطينيين في رام الله، بدأت السلطة الفلسطينية إرسال رسائل إلى سفراء الدول لديها تفيد برفضها ورشة البحرين الاقتصادية. وقال عضو «اللجنة المركزية لفتح»، عباس زكي، لـ«الأخبار»، إن «السلطة ستعلن في كلمة الرئيس محمود عباس (خلال القمة العربية المرتقبة اليوم في مكة) رفضها ورشة البحرين، وستحثّ الدول العربية على مقاطعتها»، مضيفاً أن «هذه الورشة تشكل طعنة، وهي اختبار للموقف العربي».
إلى ذلك، نقلت وسائل إعلام عن الأمين العام لـ«الجهاد الإٍسلامي»، زياد النخالة، قوله مساء أمس في لقاء سياسي في بيروت، إن «مشروع الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي في المنطقة أصبح واضحاً... نقف أمام الاستحقاق التاريخي وأمام الأسئلة الكبرى التي لم نجب عنها منذ سنوات طويلة». وأضاف النخالة: «إذا كنا نملك القدرة على تحويل التهديدات إلى فرص، فالفرص الآن حاضرة لصياغة مشروع وطني فلسطيني جديد يغادر الماضي والاتفاقات التي تمت... الباقي الآن (لإسرائيل) هو استكمال ضمّ الأراضي الخاضعة للسيطرة الأمنية الإسرائيلية وتطويبها للمشروع الصهيوني».