موسكو: يجب إعادة «العشائر العربية» إلى شرق الفرات
ورغم أن كلام جاويش أوغلو لا يخرج عن دور «الجوكر» التركي الحريص حالياً على المراوحة بين واشنطن وموسكو، فإن الأخيرة لا توفر جهداً للاستفادة من هذا المزاج في أنقرة. إذ حرص وزير خارجيتها، سيرغي لافروف، أمس، في أنطاليا، على التذكير بأن مسار «أستانا» الذي تشارك فيه بلاده وتركيا وإيران «لا يزال الآلية الوحيدة الفعالة لحل تعقيدات التسوية السورية، رغم محاولات البعض عرقلتها». وأكد أن العمل جار على تسريع إنشاء «اللجنة الدستورية» وتطبيق «مذكرة التفاهم» الخاصة بإدلب (اتفاق سوتشي)، بما يتضمنه ذلك من تسيير «دوريات منسّقة في ثلاث مناطق (لم يحددها)، كخطوة أولى». ومع انتقاده مجدداً قرار ترامب في شأن الجولان، نوّه لافروف بأن روسيا وتركيا تملكان «مقاربة مشتركة» لمستقبل شرق الفرات «على أساس احترام سيادة سوريا وسلامتها الإقليمية ومع المراعاة الكاملة للمصالح الأمنية للجمهورية التركية»، مضيفاً إنه يجب خروج القوات الأميركية بما يتيح «عودة المنطقة إلى ما كانت عليه... وأعني عودة العشائر العربية إلى المناطق التي عاشوا فيها تاريخياً طوال قرون».
الغزل الروسي تجاه تركيا، بالإشارة إلى «عودة العشائر العربية»، تلقّفه جاويش أوغلو وردّ بمثله، عبر القول إن «انسحاب القوات الأميركية من سوريا أمر مهم للبلاد والمنطقة بأسرها». ومع تأكيد الوزير التركي أن «إنشاء منطقة أمنية في شمال سوريا ضروري لأمن تركيا القومي»، أشار إلى أن إجراءات بلاده المرتقبة هناك ستكون «مؤقتة، ولن تهدد مستقبل سوريا». ولفت، في تصريحاته أمس، إلى أن الولايات المتحدة تحدثت بوضوح عن أنه «في حال عودة نظام (الرئيس بشار) الأسد إلى شرق الفرات ومنطقة الحدود التركية... فإنها لن تسحب قواتها».