في هذا السياق، وبعد انتشار خبر تعيين كنه، خرج الناطق باسم قوات حكومة شرق البلاد، العميد أحمد المسماري، مساء أول من أمس، ليوجّه ما سماه «الإنذار الأخير». وتوجه المسماري إلى كنه بالتحذير من «الرسائل العبثية اليائسة التي يحاول إرسالها إلى الجيش»، وقال إن الرجل «يتصل بقيادات من الجيش تعمل في أوباري ومحيطها، ويهددها بتفجير صراع قبلي يشبه ما حدث عامي 2015 و2016، إن لم تنسحب من المدينة». ولم يقف المسماري عند هذا الحد، بل أضاف أن كنه «يحرض شباباً من المدينة على مهاجمة مراكز الجيش»، واتهمه بتنفيذ «أجندة قطرية» بدعم من «الإخوان المسلمون»، حملها معه من الدوحة عقب عودته منها (في إشارة ربما إلى اتفاق السلام بين قبائل التبو والطوارق، والذي رعته قطر عام 2016).
اتهم الناطق باسم قوات حفتر آمر منطقة سبها بتنفيذ «أجندة قطرية»
وفيما يخشى مراقبون على مصير البنى التحتية لحقل الشرارة النفطي، خاصة مع تجارب القتال السابقة قرب مواقع النفط، كما في الهلال النفطي وسط البلاد، والتي أدت إلى خسائر كبيرة عقب إحراق خزانات وأنابيب ومنشآت أخرى، لا تزال الأخبار تتضارب حول مصير الحقل النفطي الأكبر في البلاد (350 ألف برميل يومياً)، والذي ترتبط به حقول أخرى أهمها حقل الفيل، وأنابيب تصل إلى مصفاة مدينة الزاوية قرب العاصمة طرابلس. وقبل أسابيع، أُغلق الحقل على أيدي مجموعة مسلحة بدعم من «حراك غضب (إقليم) فزان»، وتضاربت المعلومات بشأن ولاء من يسيطر على الوضع هناك. وبينما اقترح مدير «المؤسسة الوطنية للنفط»، إبراهيم صنع الله، إيقاف الإنتاج حتى تتضح الأمور، قال ناشطون في «الحراك» إن الحقل تحميه قوة تتبع «حرس المنشآت النفطية» التي توالي حكومة «الوفاق». لكن في المقابل، أعلنت قوات حفتر أمس أنها سيطرت على الحقل بعد دخولها إلى المدينة، وطردت منه المجموعة الموجودة فيه من دون قتال.